رحل واحد من أعلام أكراد العراق في مجال الأدب والثقافة والترجمة والسياسة، هو البروفسور عز الدين مصطفى رسول، الذي توفي عن عمر ناهز 85 عاماً.
والأديب الراحل من مواليد مدينة السليمانية عام 1934، ونشأ في أسرة اقترن اسمها بالأدب والثقافة والدين، إذ كان والده الملا مصطفى رسول (صفوت)، من بين أبرز شعراء عصره الكلاسيكيين، بينما كان جده الحاج ملا رسول، من علماء الدين الإسلامي المعروفين، وكان ذا صيت وكلمة مسموعة عند أولي أمر البلاد وحكامها في ذلك العهد.
تلقى رسول دراسته الأولية في حجرة التعليم بمسجد جده عام 1939، قبل أن ينتقل إلى مدرسة «الملك غازي» الابتدائية. وبعد إكمال الدراسة الثانوية، التحق بدار المعلمين العالية في بغداد عام 1951؛ حيث ولج عالم السياسة، وعُرف بنشاطه اللافت من خلاله مشاركته الفاعلة في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها بغداد ضد النظام الملكي عام 1952، وعلى أثرها تم فصله من الدراسة فعاد إلى السليمانية؛ لكن والده، بسبب مكانته وعلاقاته الواسعة، نجح في تعيينه معلماً ابتدائياً في بلدة قلعة دزة القريبة من الحدود الإيرانية، إلا أنه واصل نشاطه السياسي حتى نُقل ثانية إلى السليمانية مع مطلع الستينات من القرن المنصرم.
ومع نجاح انقلاب عبد الكريم قاسم عام 1958، تمكن الأديب الراحل من الحصول على بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفياتي السابق، فأكمل دراسته العليا هناك، ثم انتقل إلى باكو في أذربيجان السوفياتية السابقة؛ حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب، بعدها تولى الإشراف على إذاعة «صوت الشعب العراقي» السرية، التي كانت تبث من العاصمة البلغارية صوفيا وقتذاك، وذلك تلبية لطلب من الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان الراحل أحد أنشط أعضائه.
وفي عام 1965، عاد إلى جبال كردستان، وحمل السلاح مقاتلاً في صفوف الحزب الشيوعي، وبعد تدخل مباشر من الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني، عين الأديب الراحل أستاذاً في قسم اللغة الكردية بجامعة بغداد، قبل أن يعود إلى موسكو مرة أخرى لاستكمال دراساته هناك عام 1979.
ومع تشكيل أول برلمان منتخب في إقليم كردستان العراق عام 1992، أصبح الأديب الراحل نائباً مستقلاً في البرلمان، مع كتلة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة جلال طالباني.
أسهم البروفسور الراحل، في عام 1969، مع عشرة من أقرانه في تأسيس اتحاد الأدباء الكرد، الذي تم حله بعد بيان 11 مارس (آذار) 1970، ثم أعيد تأسيسه في بغداد وانتخب رئيساً له بالأغلبية.
رحل الأديب البروفسور عز الدين مصطفى رسول، بعد أن رفد المكتبة الكردية، بـ86 مؤلفاً، مع مئات المقالات والبحوث الأدبية القيمة، وأشرف على مئات رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات كردستان العراق، وجامعات عراقية أخرى.
يُذكر أن الراحل غادر في يوم كان الحزن مخيماً على سكان إقليم كردستان العراق، وهم يحيون بألم ومرارة الذكرى السنوية الثانية لرحيل صديقه جلال طالباني، أول رئيس جمهورية كردي في تاريخ العراق، ومؤسس والسكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني.
رحيل الكاتب الكردي عز الدين رسول
ترك 86 مؤلفاً مع مئات المقالات والبحوث الأدبية
رحيل الكاتب الكردي عز الدين رسول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة