قرصنة إلكترونية إيرانية للتدخل في الانتخابات الأميركية

قرصنة إلكترونية إيرانية للتدخل في الانتخابات الأميركية
TT

قرصنة إلكترونية إيرانية للتدخل في الانتخابات الأميركية

قرصنة إلكترونية إيرانية للتدخل في الانتخابات الأميركية

كشفت شركة «مايكروسوفت» أن مجموعة من المتسللين الذين يُعتقد أنهم مرتبطون بحكومة إيران حاولوا الوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني التابعة لأشخاص في حملة أحد المرشحين للرئاسة الأميركية. وقالت الشركة، في بيان إنها شاهدت «نشاطاً إلكترونياً مهماً» من مجموعة من المتسللين تعتقد أن مصدرها إيران وترتبط بالحكومة الإيرانية. وأضافت أن المجموعة هاجمت 241 حساب بريد إلكترونياً مرتبطاً بمسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأميركية، وأيضاً بصحافيين وإيرانيين بارزين خارج إيران، وحملة رئاسية أميركية واحدة، لم تحددها الشركة.
قالت «مايكروسوفت» إن الهجوم على الحملة لم ينجح لكن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى 4 حسابات غير مرتبطة بالحملة أو المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين. وكتب توم بيرت، نائب رئيس أمن العملاء والثقة في «مايكروسوفت»، عبر تغريدة على «تويتر»، أن المجموعة المرتبطة بإيران والتي تشير إليها الشركة باسم «الفوسفور»، جمعت معلومات عن أشخاص في محاولة لخداعهم ليخوضوا مخططات التصيد، إذ حاولت المجموعة استخدام ميزات إعادة تعيين كلمة المرور أو استعادة الحساب للاستيلاء على الحسابات.
وقال بيرت: «رغم أن الهجمات التي نكشفها اليوم لم تكن معقدة تقنياً، فقد حاولت استخدام قدر كبير من المعلومات الشخصية لتحديد الحسابات الخاصة بالأهداف المقصودة، وفي حالات قليلة لمحاولة القيام بهجمات، يشير هذا الجهد إلى أن (الفوسفور) لديها دوافع كبيرة ومستعدة لاستثمار وقت وموارد كبيرة في البحث في وسائل أخرى لجمع المعلومات». وقال كريس كريبس، مدير وكالة الأمن السيبراني والأمن الداخلي التابعة لوزارة الأمن الداخلي، إن الوكالة تعمل على تحديد مدى خطورة الهجوم. وأضاف: «نحن على دراية بالتقرير المقدم من (مايكروسوفت) حول الجهات الإيرانية التي تستهدف حسابات الولايات المتحدة، ونحن نعمل مع الشركة لتقييم وتخفيف التأثيرات»، مشيراً إلى أن ادعاءات «مايكروسوفت» بأن حملة رئاسية كانت مستهدفة «هي دليل أكثر على أن خصومنا يتطلعون إلى تقويض مؤسساتنا الديمقراطية».
وقال خبراء الاستخبارات الأميركية وخبراء الأمن السيبراني إنهم يتوقعون مجموعة متنوعة من محاولات القرصنة التي تستهدف جوانب انتخابات الولايات المتحدة لعام 2020. بما في ذلك الحملات والبنية التحتية للتصويت. وفي حين أن روسيا لا تزال عنصرا أساسياً في المخاوف الأمنية المتعلقة بالانتخابات، برزت دول أخرى أيضاً كتهديدات مشروعة. وفي يناير (كانون الثاني) حذر مدير الاستخبارات القومية آنذاك، دان كوتس، من أن العديد من الدول - بما فيها الصين وإيران - تستعد لمحاولة التأثير على السياسة الأميركية.
وقد خلص المحامي الخاص السابق، روبرت مولر، في تقريره عن جهود التدخل في الانتخابات الروسية لعام 2016. إلى أن رسائل البريد الإلكتروني قد نُقلت من وكيل حكومي روسي إلى طرف ثالث، الذي أعطاهم بدوره إلى «ويكيليكس». وقالت شركة «فيسبوك» إنها أزالت شبكة من الحسابات المرتبطة بإيران بعد محاولتها التدخل في الانتخابات الأميركية، باستخدام استراتيجية لها أوجه تشابه واضحة مع جهود الدعاية الروسية. وقالت تيريزا بايتون، الرئيسة التنفيذية لإحدى شركات الأمن السيبراني في الولايات المتحدة ومسؤولة المعلومات السابقة في البيت الأبيض، إن العقوبات الأميركية الأخيرة على طهران زادت من احتمال وقوع هجمات إلكترونية من قبل إيران. وأضافت بايتون: «يجب ألا نتفاجأ من أن (الفوسفور) وغيره من الجماعات المرتبطة بإيران تكثف جهودها. تقوم إيران بتطوير قدراتها الإلكترونية لأكثر من عقد من الزمان. والآن بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها وتصاعدت التوترات في المنطقة، ليس لديها ما تخسره».
ورغم أن هجمات طهران ليست جديدة، فإنها تظل من بين أكثر الطرق فعالية لاختراق أنظمة آمنة. وتقول «مايكروسوفت» إن فعاليتها تعني أيضاً أنها تظل شكلاً شائعاً من الهجمات الإلكترونية. ورغم الاتفاق الواسع النطاق على أن الخصوم الأجانب سيحاولون التأثير في الانتخابات الأميركية، فما زالت حكومة الولايات المتحدة بطيئة في الموافقة على التمويل اللازم لمساعدة السلطات المحلية على الاستعداد لعام 2020.
وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، دعمه لمشروع قانون يخصص 250 مليون دولار لأمن الانتخابات. وكانت الولايات المتحدة متحمسة في عهد الرئيس دونالد ترمب للانضمام إلى الجهود الدولية لمعالجة قضايا الأمن السيبراني، إلا أنها لم توقع على دعوة باريس لـ«الثقة والأمن في الفضاء الإلكتروني»، التي تلقت دعماً من أكثر من 50 دولة و130 شركة ومجموعة خاصة.



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».