مناظرة في الرباط لصياغة نموذج للصناعات الثقافية والإبداعية

بمشاركة كثير من الشخصيات المغربية والعربية والدولية

معرض تشكيلي في «متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» بالرباط
معرض تشكيلي في «متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» بالرباط
TT

مناظرة في الرباط لصياغة نموذج للصناعات الثقافية والإبداعية

معرض تشكيلي في «متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» بالرباط
معرض تشكيلي في «متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» بالرباط

تنظم وزارة الثقافة والاتصال بالمغرب، اليوم وغداً في الرباط، المناظرة الوطنية الأولى حول «الصناعات الثقافية والإبداعية»، وذلك تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبشراكة مع «فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية» التابعة لـ«الاتحاد العام لمقاولات المغرب».
وستعرف هذه المناظرة، التي تعد الأولى من نوعها وتنظم في إطار الحرص على ترسيخ وتعزيز مكانة ودور الثقافة في المجهود الإنمائي الوطني، مشاركة كثير من الشخصيات المغربية والعربية والدولية والخبراء والفاعلين الثقافيين والاقتصاديين؛ ينتمون لعدد من الدول، وسيلتئمون في ورشات موضوعاتية لتدارس القضايا والإجراءات الرامية إلى إرساء وتدعيم وتعزيز مكانة الصناعات الثقافية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بشكل يساهم في بروز صناعة ثقافية وإبداعية مدرّة للدخل، وذات قيمة، وقادرة على خلق مناصب للشغل عبر مختلف ربوع جهات المملكة.
وتروم هذه المناظرة، حسب منظميها، «تعزيز التواصل مع كل المعنيين بالإنتاج الثقافي والفني والإبداعي في كل حلقاته ومراحله»، و«وضع منهجية عمل واضحة المعالم تبحث في الأدوار التي يمكن للثقافة أن تلعبها في إطار النموذج التنموي الجديد للبلد»، وكذا «الإسهام في صياغة نموذج مغربي للصناعات الثقافية والإبداعية في انسجام تام مع مكونات الهوية الثقافية والحضارية للمملكة المغربية المتسمة بالتعدد والتنوع».
ويتضمن برنامج المناظرة 5 ندوات، تشمل مواضيع حول الرهانات والوسائل الكفيلة بتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية.
وتشهد الندوة الأولى، التي تنطلق من أسئلة: كيف يمكن للفن والثقافة أن يساهما في انعتاق الشباب وتمكينهم من فرض ذاتهم؟ وأي مكانة يمكن إعطاؤها للفن والثقافة بالمدرسة؟ وما السبيل لتعبئة الفاعلين الخواص والعموميين؟ تقديم مداخلات تتناول «مكانة الفنون والثقافة بالمنظومة التربوية»، و«الموروث الثقافي... رأسمال شعب»، و«أهمية دعم التنوع الثقافي والإبداع الفني»، و«علاقة المواطن بالتعددية الثقافية واللغوية»، و«ولوج الشباب للفنون والثقافة... دعامة للتماسك الاجتماعي».
وتقترح الندوة الثانية، التي تتساءل عن: السبيل لخلق الظروف الملائمة لبروز صناعات ثقافية، عبر التشابك الترابي الكبير، ونظام جبائي محفز، وتشريع أفضل وتدبير ناجع وفعال للبنيات التحتية، والكيفية التي يمكن بها تعبئة الفاعلين السياسيين والاقتصاديين لرفع تحديات حكامة منظومة ثقافية حية ومنتجة للثروات، عناوين: «أي آليات الدعم للثقافة؟»، و«من الإدراك الخاطئ إلى ضرورة اعتماد حكامة جديدة»، و«الجهات والجماعات الترابية... في قلب السياسة الثقافية»، و«رئيس مقاولة وفنان... أي دروس؟»، و«الحماية الفكرية... حقوق المؤلف والحقوق المجاورة... دعامات استراتيجية».
أما الندوة الثالثة، التي تطرح أرضيتها أسئلة حول أي سياسة للتكوين من أجل صناعات ثقافية وإبداعية، وأي عرض للسياحة الثقافية، وهل يمثل التعاون بين القطاعات مستقبلاً للصناعات الثقافية والإبداعية؟ فتقترح مداخلات تتناول: «السياحة الثقافية... التآزرات الممكن تثمينها»، و«ما بين المقايسات الدولية والخصوصيات المغربية»، و«الصحافة الثقافية... أي دور أي مستقبل؟»، و«التكوين... أولوية لتشغيل الشباب بمهن الفنون»، و«الشراكات عام – خاص... نموذج للتعاون المبتكر والمجدد»، و«الترسانة القانونية والتشريعية... من أجل هيكلة محكمة للقطاع».
في حين تتوزع الندوة الرابعة، التي تتساءل عن سبل تقريب الثقافة من المواطنين والسبيل لنشرها وكيفية تنظيم العمل عبر ربوع التراب الوطني في أفق الانفتاح على العالم، على عناوين: «الثقافة محرك ومحفز للشباب... من الترفيه إلى الالتزام»، و«الحق في الثقافة»، و«الفنون والثقافة... انفتاح على العالم»، و«الثقافة... الاستدامة والمجال الترابي»، و«الأرشيف الوطني... رهان الحداثة»، و«دور ومكانة المتاحف بالمغرب».
وينتظر أن تتناول الندوة الخامسة، التي تنطلق من التساؤل حول المكانة التي بقيت للإنتاجات والمواهب بالسوق الوطنية، والسبيل لولوج أماكن النشر والتوزيع والطموحات والآفاق على المنصات الرقمية، وكيف يمكن بيع الخصوصية والتفرد في ظل عولمة الثقافة والسبيل لملامسة الجماهير العالمية، عناوين: «وضعية القراءة والكتاب بالمغرب... ما بين المهيكل والغير مهيكل»، و«السينما... الطموحات، المكتسبات والاختلالات»، و«المشهد المسموع والمرئي المغربي... أي وسائل للترويج الدولي؟»، و«من الفنيل إلى سبوتيفاي»، و«التدبير الثقافي في العصر الرقمي»، و«تقاسم التجربة الناجحة لأفريقيا».



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».