إيران تغلق معبرين حدوديين مع العراق بسبب الاضطرابات

المظاهرات شهدت هتافات ضد نفوذ طهران

أعداد من المتظاهرين في شوارع العراق (رويترز)
أعداد من المتظاهرين في شوارع العراق (رويترز)
TT

إيران تغلق معبرين حدوديين مع العراق بسبب الاضطرابات

أعداد من المتظاهرين في شوارع العراق (رويترز)
أعداد من المتظاهرين في شوارع العراق (رويترز)

نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن قائد حرس الحدود قوله اليوم (الخميس) إنه تم إغلاق معبرين حدوديين مع العراق أحدهما يستخدمه زوار الأماكن المقدسة الإيرانيون بسبب الاضطرابات هناك.
ونسبت الوكالة شبه الرسمية إلى الجنرال قاسم رضائي قوله إن معبري «خسروي» و«جذابه» أغلقا في وقت متأخر الليلة الماضية، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وذكر مسؤول إيراني كبير للتلفزيون الرسمي أن معبر خسروي أغلق لكن معابر أخرى ظلت مفتوحة قبل موسم توافد الزوار الإيرانيين على المزارات الشيعية في العراق.
وكانت المظاهرات الحاشدة التي خرجت من الأحياء الفقيرة في بغداد، شهدت هتافات تطالب بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وأخرى ضد نفوذ إيران، التي اتُّهمت ميليشيات موالية لها بالعنف ضد المتظاهرين.
وكان أحد التفسيرات وراء قرار نقل قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، منذ أيامٍ معدودة، إلى دائرة الإمرة في وزارة الدفاع، والذي نتج عنه حملة رفض مماثلة على المستويين الشعبي والرسمي، يرجع إلى «دور إيراني محتمل» في أمر النقل، باعتبار حالة العداء بين إيران والمؤسسة العسكرية العراقية التي حاربتها لثماني سنوات، بحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق.
فيما لم يصدر تعليق رسمي من جانب طهران، حتى الآن، حول المظاهرات الحاشدة التي شهدتها بغداد على مدار الأيام الماضية.
في سياق متصل، أعادت السلطات العراقية أمس (الأربعاء) إغلاق المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقرات حكومية والسفارة الأميركية، بعدما أُعيد فتحها في يونيو (حزيران) الماضي، فيما تتواصل المظاهرات في محيطها، حسبما قال مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعلى صعيد آخر، انتشرت المدرعات العسكرية وعناصر الأمن عند المداخل والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حسب المصدر نفسه.
ويتخذ المتظاهرون في بغداد من ساحة التحرير نقطة انطلاق لمظاهراتهم، والتي لا يفصلها عن المنطقة الخضراء سوى جسر لعبور نهر دجلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».