إردوغان يلمح إلى تعديل دستوري لتسهيل فوزه بالرئاسة مجدداً وسط تراجع شعبيته

ماكرون يثير غضب تركيا لانتقاده انتهاكاتها لحقوق الإنسان وتوظيف قضية اللاجئين

ترأس إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعاً للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية  وذلك بعد يوم واحد من افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي (رويترز)
ترأس إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعاً للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية وذلك بعد يوم واحد من افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي (رويترز)
TT

إردوغان يلمح إلى تعديل دستوري لتسهيل فوزه بالرئاسة مجدداً وسط تراجع شعبيته

ترأس إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعاً للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية  وذلك بعد يوم واحد من افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي (رويترز)
ترأس إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعاً للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية وذلك بعد يوم واحد من افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي (رويترز)

وسط تصاعد الحديث عن احتمالات توجه تركيا إلى انتخابات مبكرة العام المقبل. لمح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى إمكانية خفض النسبة التي يتعين على المرشح لرئاسة الجمهورية الحصول عليها للفوز بانتخابات الرئاسة وهي (50 في المائة + 1).
واعتبرت المعارضة التركية، التي بدأت حراكا للاستعداد لانتخابات برلمانية مبكرة ربما يتقرر إجراؤها العام المقبل بدلا عن العام 2023، أن تلميح إردوغان إلى خفض نسبة الفوز بالانتخابات الرئاسية جاء بسبب تدني شعبيته والتصدع العميق الذي يعاني منه حزبه الحاكم (العدالة والتنمية).
وترأس إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعا للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية وذلك بعد يوم واحد من افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي أول من أمس، حيث تحدث في تصريحات للصحافيين عن إمكانية إجراء تعديل دستوري لخفض النسبة المطلوبة للفوز بالرئاسة.
وكان إردوغان يرد على أسئلة حول تعليقات للقيادي في حزبه فاروق تشيليك، لمح فيها إلى البدء في إجراءات لإلغاء نسبة الـ«50 +1» في الانتخابات الرئاسية. وقال تشيليك، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «يني تشاغ» إنه يتعين أن يفوز بمنصب الرئيس من حصل على أكثر من 40 في المائة فقط وليس 50 + 1، معتبرا أن النسبة الحالية «ترهق تركيا».
وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال إردوغان: «هذا الأمر يقتضي تعديلاً دستورياً، وهذا مرده إلى البرلمان، ومن ثم سنقوم بعمل اللازم لنعرض تصورنا في هذا الصدد على البرلمان. وهذا يمكننا القيام به من خلال تعاون المعارضة مع الحكومة». ورأى إردوغان «ضرورة حل هذا الأمر في البرلمان دون التوجه إلى استفتاء شعبي لحسم المسألة».
وتلزم موافقة 400 عضو من بين 600 بالبرلمان على المقترح لإقرار تعديل دستوري مباشرة دون التوجه لاستفتاء، فيما يتعين موافقة 360 عضواً للموافقة على التعديلات لكنها في هذه الحالة تطرح للاستفتاء الشعبي.
واعتبرت أحزاب المعارضة أن الخطوة الجديدة من جانب إردوغان ما هي إلا حملة جديدة يسعى من خلالها للبقاء في السلطة، لا سيما بعد أن خسر حزبه الكثير من الأصوات في الانتخابات المحلية الأخيرة في مارس (آذار) الماضي، فضلا عن خسارته ما يقرب من مليون عضو من أعضائه تركوا الحزب بعد خسائره في تلك الانتخابات احتجاجا على ممارسات إردوغان وانفراده بالقرار وتراجع الحزب بسبب عدم تمسكه بالمبادئ التي قام عليها.
ويشهد حزب إردوغان سلسلة انشقاقات واستقالات كان أبرزها استقالة نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، في 8 يوليو (تموز) الماضي، ثم رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي وسط توجه إلى تأسيس حزبين جديدين سينضم إليهما نواب وقياديون من الحزب الحاكم وهو ما سيضعف إردوغان وحزبه الذي ربما لن يتمكن من الفوز بالأغلبية في الانتخابات المحلية والرئاسية في 2023، ومن المرتقب أن يعلن باباجان وداود أوغلو عن حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري.
وشهدت تركيا استفتاء على تعديل الدستور في 16 أبريل (نيسان) للانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وبموجبها أصبحت الانتخابات البرلمانية والرئاسية تجريان معا كل 5 سنوات، كما أصبح من حق إردوغان أن يترشح لفترتين رئاسيتين، حصل على واحدة في الانتخابات المبكرة في 24 يونيو (حزيران) 2018. ويحق له الترشح في الانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 لفترة رئاسية ثانية وأخيرة.
وتتحدث أوساط المعارضة التركية حاليا عن استعدادات لانتخابات مبكرة قد يقرر إردوغان اللجوء إليها العام المقبل بسبب مخاوفه من استمرار التراجع في شعبيته وشعبية حزبه بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الانتخابات المحلية الأخيرة التي انتزعت فيها المعارضة كبريات المدن التي تشكل معاقل للعدالة والتنمية وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة.
في الوقت ذاته، أكد إردوغان، مجددا، أنه لا يعتزم إجراء أي تعديل وزاري في حكومته في الوقت الراهن. وقال إن التعديلات الوزارية تجري عند الحاجة، وإن الوزراء الحاليين يعملون بنشاط ويبذلون جهودا لتطوير وزاراتهم.
على صعيد آخر، أثارت تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا واستغلالها قضية المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي، غضبا واسعا لدى أنقرة التي اتهمته بالتصرف مثل «ديك يصيح بينما قدماه مغروستان في الوحل».
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن ما وصفه بـ«تطاول ماكرون على تركيا هو تجاوز للحدود»، مضيفاً «أُشبه تصريحات ماكرون اليوم بديك يصيح وقدماه مغروستان في الوحل».
كان ماكرون، قال في خطاب ألقاه أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ أول من أمس، إن دولاً أوروبية لا تزال تنتهك حقوق الإنسان الأساسية بعد مرور ثلاثين عاماً من انهيار جدار برلين، معتبراً تركيا مثالاً على ذلك. ودعا إلى اليقظة إزاء ما يجري في تركيا، حيث تتراجع سيادة القانون، وتُطلق إجراءات قضائية ضد مدافعين عن حقوق الإنسان، وصحافيين، وأكاديميين.
وعن انتقادات ماكرون في مجالي حقوق الإنسان وحرية التعبير، قال جاويش أوغلو إن «آخر دولة يحق لها انتقاد تركيا في القضيتين هي فرنسا، ورئيسها ماكرون». وبالنسبة لقضية اللاجئين، قال ماكرون إن «أعداد المهاجرين الذين يغادرون تركيا إلى اليونان تتزايد، وإنه يدرك تماما ما تعانيه اليونان، وتركيا تستخدم هذا الأمر وسيلة للضغط».
وأضاف «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسمح لضغوط تركيا أن تملي علينا سياستنا في سوريا».
كان إردوغان كرر خلال الشهر الماضي تهديدات بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين للتوجه إلى أوروبا، إذا لم تتلق أنقرة دعماً إضافياً بموجب اتفاق اللاجئين الموقع مع الاتحاد الأوروبي في 18 مارس 2016، وإذا لم يتم الإسراع في إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لاستيعاب اللاجئين، بموجب اتفاق بين بلاده والولايات المتحدة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.