غانتس يلغي لقاءه مع نتنياهو... وليبرمان يعرض التوسط

«ليكود» يتهم زعيم «حزب الجنرالات» بـ«تفجير محادثات الوحدة»

TT

غانتس يلغي لقاءه مع نتنياهو... وليبرمان يعرض التوسط

ألغى رئيس حزب الجنرالات «أزرق أبيض» بيني غانتس، اللقاء الذي كان مقرراً بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتفاوض على تشكيل حكومة وحدة بينهما؛ ما جعل حزب «ليكود» الحاكم يتهمه بـ«تفجير المفاوضات وإلغاء فكرة الوحدة». وخرج رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، باقتراح للتوسط بينهما «حتى لا تتفاقم الأمور ويدهوروننا إلى انتخابات جديدة».
وقال ليبرمان الذي بات لسان الميزان في الحلبة السياسية، أمس، إنه سيمنح نتنياهو وغانتس فرصة حتى الأربعاء المقبل، فإذا لم يتوصلا إلى تفاهمات أولية حول الوحدة، فإنه سيطرح اقتراحاً على الملأ لمعالجة الموضوع بما قد يكشف خبايا مضرة لكل منهما. وقال ليبرمان، إنه مستعد للتوسط بينهما ولعمل أي شيء لضمان ألا تجرى انتخابات أخرى. وأضاف: «على السياسيين أن يفهموا أن إجراء انتخابات برلمانية ثالثة في غضون سنة هو ليس فقط ضربة اقتصادية ومعنوية للجمهور، بل انتحار لمن يتسبب بها من السياسيين».
وكان نتنياهو وغانتس قد اتفقا الاثنين الماضي، على عقد لقاء ثالث بينهما مساء أمس. لكن غانتس ألغاه في اللحظة الأخيرة، قائلاً إن «الظروف لم تنضج بعد كي يكون اللقاء مجدياً». وتبين أن مستشاري غانتس نصحوه بإلغاء اللقاء لأنه يأتي في اليوم الأول لجلسات السماع التي يجريها محامو الدفاع عن نتنياهو بغرض إقناع المستشار القضائي للحكومة بالامتناع عن تقديم لوائح اتهام. وقال مساعدو غانتس، إن نتنياهو يجب أن يظل في أذهان الجمهور كرئيس وزراء فاسد، ولا يجوز تبييض وجهه بلقاء مع غانتس في الوقت الذي تجري فيه جلسات السماع. وعليه، فقد تم إلغاء اللقاء إلى أجل غير مسمى.
وقال مصدر في حزب «ليكود»، إن نتنياهو وعضوي طاقم المفاوضات الوزيرين زئيف إلكين وياريف ليفين، يعتبرون المفاوضات مع «أزرق أبيض» فاشلة. وقال الوزير إلكين، إنه طرح أسئلة عدة في المفاوضات، لكنه لم يتلق إجابات على أي منها. وأكد أنه فوجئ بقرار إلغاء الاجتماع. واتهم حزب غانتس بالسعي إلى وقف المفاوضات، وأنه يحاول كسب الوقت من خلال الإصرار على المواضيع الجوهرية، وليس على شكل الحكومة؛ الأمر الذي يعمق الفجوات ويمنع تحقيق تقدم.
ورد طاقم المفاوضات عن حزب الجنرالات بأنه «لا يوجد ما يمكن التحدث عنه مع ليكود، وما يتم في اللقاءات هو ليس مفاوضات، وإنما حوار طرشان لا جدوى من استمراره». وقالت مصادر أخرى، إن نتنياهو يسعى لدفع «أزرق أبيض» إلى مفاوضات فاشلة سلفاً، وغرضه الوحيد هو أن يقنع الجمهور بأن غانتس هو الذي أفشل مفاوضات الوحدة.
وبادر نتنياهو، صباح أمس، إلى الاجتماع مع قادة كتل اليمين والأحزاب الدينية، بغرض تقوية «كتلة أحزاب اليمين» في مواجهة غانتس ومنعه من سحب أحد أحزابها إلى ائتلاف بقيادته.
وعليه، فإن مفاوضات تشكيل الحكومة تبدو عالقة. وتشير التقديرات إلى أنها ستظل عالقة حتى انتهاء مدة تكليف نتنياهو وانتهاء مدة تكليف غانتس من بعده، بحيث تبقى إمكانية واحدة لتشكيل الحكومة عن طريق تكليف الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بهذه المهمة. فحسب القانون الإسرائيلي، يستطيع رئيس الدولة إلقاء مهمة التكليف على غانتس في حال فشل نتنياهو ويعطيه 28 يوماً لذلك. فإذا فشل هو الآخر، يتاح للكنيست أن يشكل الحكومة في غضون 21 يوماً. فإن لم يفلح تعاد الانتخابات من جديد. ويظل رئيس حكومة انتقالية ستة شهور على الأقل.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».