ليبيا تتسلّم من الولايات المتحدة رأس تمثال أثري مسروق

رأس تمثال مسروق
رأس تمثال مسروق
TT

ليبيا تتسلّم من الولايات المتحدة رأس تمثال أثري مسروق

رأس تمثال مسروق
رأس تمثال مسروق

نجحت جهود وزارة الخارجية التابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، ومصلحة الآثار الليبية، في تعليق بيع رأس تمثال أثري بأحد المزادات في الولايات المتحدة، بعد تثبت الجهات الأميركية من مستندات الإثبات التي تؤكد ملكية ليبيا للأثر التاريخي.
وقالت وزارة الخارجية الليبية، في رسالة إلى مصلحة الآثار، إنّ سفارتها بالعاصمة الأميركية واشنطن، ستقيم اليوم (الخميس) حفل تسلم للأثر بعد استعادته من وزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة.
وقال الدكتور حافظ الولدة، المختص في علم الآثار، والمعنيّ حالياً بحماية التراث الليبي في فترة النزاع المسلح، إنّ «التمثال صنع في مدينة قورينا شرق ليبيا، التي تسمى حالياً شحات، وذلك في الفترة اليونانية الرومانية».
وأضاف الولدة لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن التمثال المسروق الذي ستتسلمه بلاده، مبني على أسلوب النحت، والتماثيل الموازية»، لافتاً إلى أنّهم بانتظار حكم ستصدره محكمة إسبانية قريباً، يتوقعون أن يكون إيجابياً، يتعلق باستعادة آثار ليبية مهربة.
وتعرّض التراث الليبي الأثري للنهب والسرقة بشكل واسع عقب إسقاط نظام الرئيس معمر القذافي عام 2011، خاصة بعد توغل تنظيم «داعش» الإرهابي في أكثر من مدينة.
وكانت وزارة الخارجية بحكومة «الوفاق» قد أعلنت قبل عامين، أن السلطات الإسبانية أبلغتها بوجود 11 قطعة أثرية كانت في طريق بيعها لتجار الآثار، قبل أن تتمكن السلطات الإسبانية من إيقاف هذه العملية والتوصل إلى نتائج تشير إلى أنها مسروقة من متحفي سوسة وشحات.
ويأتي تسليم رأس التمثال المسروقة تنفيذاً لمذكرة تفاهم موقعة بين ليبيا والولايات المتحدة، مطلع العام الماضي بشأن فرض قيود على القطع الأثرية والممتلكات الثقافية والتاريخية الليبية المنقولة من دون إثبات.
وقالت مصلحة الآثار الليبية، في بيان مساء أول من أمس، إن استعادة هذا التمثال «خطوة تتوج مجهودات مصلحة الآثار بحكومة (الوفاق) في محاربة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية الليبية، من خلال مدّ جسور التواصل مع الأطراف المحلية والدولية المعنية بالآثار».
وثمنت مصلحة الآثار الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية بحكومة «الوفاق»، لتحقيق ما وصفته بـ«الإنجاز غير المسبوق في وقت قياسي»، وكذلك الدور الذي لعبته وزارة الأمن الداخلي الأميركية، وعدد من الأثريين الليبيين الذين ساهموا في تحديد مكان بيع هذه القطعة وتعاونوا مع مصلحة الآثار الليبية.
وكانت ليبيا تسلّمت في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، مجموعة من القطع الأثرية، التي وُصفت بأنها مهمة، كانت مهربة إلى إيطاليا، وجرت عملية التسليم في مقر السفارة الليبية بإيطاليا، بحضور رئيس مصلحة الآثار الليبية الدكتور أحمد حسين، وتتضمن القطع مجموعة من الأواني الفخارية، وأسهماً تعود لعصور ما قبل التاريخ.
وقالت السفارة الليبية، في بيان: «إن هذه القطع المهمة، بداية لإعادة قطع أكثر أهمية سبق أن هُرّبت خارج البلاد».
وسبق للجنة التراث العالمي «يونيسكو» أن وضعت 5 مدن أثرية ليبية على قائمة المدن المهددة بالخطر، وهي لبدة الكبرى، وصبراتة، وشحات، ومواقع الفن الصخري في أكاكوس، ومدينة غدامس القديمة، وتسعى مصلحة الآثار الليبية حالياً إلى رفعها من قائمة الخطر.



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.