«موبايلي»: إنشاء أكثر من 100 نقطة بيع في مواقع مختلفة بالمشاعر

شريك استراتيجي للحملة الوطنية للعام الخامس

«موبايلي»: إنشاء أكثر من 100 نقطة بيع في مواقع مختلفة بالمشاعر
TT

«موبايلي»: إنشاء أكثر من 100 نقطة بيع في مواقع مختلفة بالمشاعر

«موبايلي»: إنشاء أكثر من 100 نقطة بيع في مواقع مختلفة بالمشاعر

أفصحت شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) عن إنشائها أكثر من 100 نقطة بيع في مواقع مختلف لمشاعر الحج لهذا العام تقدم من خلالها العروض المميزة التي تتيح لحجاج بيت الله التواصل مع ذويهم بأسعار تنافسية، إضافة إلى وجودها في المطارات الدولية للدول الإسلامية.
وتحرص «موبايلي» على الوجود في جميع الأماكن التي يقصدها حجاج بيت الله الحرام، سواء كان ذلك عبر الفروع الرئيسة أو من خلال نقاط البيع المنتشرة في المشاعر المقدسة والمنافذ البرية والجوية والبحرية والمواقيت.
وتعد «موبايلي» الشريك الاستراتيجي للحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن للسنة الخامسة على التوالي، التي تهدف إلى تأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة ليس فقط لضيوف الرحمن بل لمقدمي الخدمات وجميع أفراد المجتمع، في خطوة تعكس تكامل الأدوار بين القطاعين الحكومي والخاص.
وتؤكد «موبايلي» تعاونها مع إمارة منطقة مكة المكرمة من خلال حملات توعية الحجاج، وقد كرم الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية «موبايلي» لشراكتها الاستراتيجية للحملة، والتي تهدف إلى رفع المستوى التوعوي لضيوف الرحمن بمتطلبات أداء هذه الفريضة، مما يسهم بشكل فعّال في إنجاح موسم الحج لهذا العام، وذلك من خلال شراكتها في الحملة التوعوية تحت شعار «الطريق الصحيح.. الحج بتصريح».
وبثت «موبايلي» من خلال هذه الحملة ملايين الرسائل النصية بلغات متعددة، إضافة إلى مشاركة هذه الرسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما شاركت «موبايلي» بعمل أكثر من 1500 لوحة توعوية في المشاعر المقدسة بالإضافة إلى عدد من اللوحات التوعوية بالشوارع الرئيسة والطرق السريعة وشاشات العرض المختلفة، إضافة إلى توزيع ملايين المنشورات الإرشادية والتوعوية عبر نقاط البيع.
وكشفت «موبايلي» خلال مشاركتها لحج هذا العام عن تقديم خدمة «واي فاي» مجانية بالمشاعر المقدسة لجميع الحجاج، وأنها لا تهدف إلى الربحية من ورائها، بل تهدف إلى تيسير تواصل الحجاج والعاملين في الحج، وإبراز التطور الذي وصلت إليه خدمات الاتصالات في السعودية، حيث زادت الشركة نقاط الواي فاي لهذا العام لتصل إلى أكثر من 1290 نقطة اتصال، منتشرة في كل من منى وعرفات، ويمكن للحجاج الحصول على الخدمة في المشاعر المقدسة من خلال البحث عن شبكة «موبايلي»، ولا تقتصر الخدمة على عملاء «موبايلي» فقط، إذ يمكن لكل الحجيج استعمالها مجانا.
وتساعد خدمة الـ«واي فاي» جميع الجهات العاملة في المشاعر على استخدام التقنية بكل سهولة ويسر لتتواصل مع جهاتها الرسمية أو حتى من خلال تسهيل الوصول إلى بعض الأماكن إضافة إلى تحديد مواقع والمساعدة على عدم فقدان الحاج للحملة الخاص به.
ويمكن للحجاج الحصول على خدمة «الواي فاي» في المشاعر المقدسة من خلال البحث عن شبكة «موبايلي»، من خلال تقنية «الواي فاي» المتوافرة في هواتفهم الجوالة أو أجهزة الكومبيوتر المحمولة والدخول إليها، ثم فتح متصفح الإنترنت الذي يقود مباشرة إلى صفحة الخدمة، ويمكن بعد ذلك التسجيل مجانا، علما بأنه يتطلب عند إدخال رقم الهاتف الجوال أن يكون مسبوقا بالمفتاح الدولي على سبيل المثال (966)، وبعد التسجيل سوف تصل للمستخدم رسالة نصية قصيرة تحتوي على الرقم السري، وذلك لضمان الخصوصية.
كما بات واضحًا أن لـ«موبايلي» الكثير من الأهداف في موسم الحج غير ربحية، فقد اعتادت أن تقوم بتوزيع مظلة يد «شمسية» على كل حاج، وقد جرى توزيع أكثر من مليوني شمسية وآلاف من حقائب الظهر على الحجاج، وذلك من خلال فروعها ونقاط بيعها المنتشرة في المشاعر المقدسة والمواقيت والمنافذ البرية والبحرية وخارج السعودية.
وتزيد «موبايلي» من ترابطها مع الحاج خلال توزيع زجاجات المياه بشكل مجاني على الحجاج، نعزز منها تقوية العلامة التجارية الخاصة بالشركة والعمل على تكوين روابط وجدانية مع الحجاج.
وطرحت «موبايلي» باقة «حلا حج» الخاصة بالحجاج بأسعار مخفضة تتراوح بين 65 و70 و78 ريالا، وتشمل جهاز تليفون جوالا مع خط «حلا حج»، كما تقدم الكثير من العروض المميزة التي تمنح مشتركي الباقة ضعف الرصيد عند القيام بأي عملية شحن.

تسخير التقنية في خدمة الحجاج

ويعد تطبيق «حجي وعمرتي» الذي أطلقته «موبايلي» خلال أيام الحج لهذا العام؛ الذي يساعد الحجاج على أداء المناسك، بحيث يعمل هذا التطبيق الذكي على 3 لغات العربية والإنجليزية والأوردو، ويحتوي على مواقيت الصلاة في مختلف مناطق السعودية، واتجاه القبلة، بالإضافة إلى بث مباشر لمكة المكرمة والمدينة، كما يحتوي على دليل لكيفية أداء المشاعر مما يمنح الحاج روحانية مميزة.
وسخرت «موبايلي» من خلال تطبيق «حجي وعمرتي» وسائل التقنية الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن، مما يوفر تجربة فريدة ومتنوعة للحجاج للتعرف على المناسك والمشاعر المقدسة بطريقة مبتكرة وجديدة.
ويعكس إطلاق «موبايلي» لهذا التطبيق المتقدم جهود الشركة الدؤوبة في إيجاد حلول تجعل مهمة الحج إلى بيت الله العتيق أكثر سهولة ويسرا، كما يُعد هذا التطبيق تتويجا لجهود «موبايلي» وريادتها في مجال التطبيقات وإثراء المحتوى الإسلامي والعربي على الهواتف الذكية.
ويعمل التطبيق على كل أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ليشمل أكبر عدد من المستخدمين، وتتميز واجهته الرئيسية ببساطة التصميم مما يمنح مستخدميه سهولة كبيرة في الوصول لكافة محتوياته.
ويتوفر عرض «موبايلي» في منافذ البيع المنتشرة في المطارات الدولية والمواقيت والمناطق المحيطة بالمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة وكل الموزعين المعتمدين، علما بأنها قد هيأت جميع منافذ البيع لتقديم خدمات متكاملة للحجاج والزائرين كخدمة الجيل الرابع والجيل الثالث، والخطوط المسبقة الدفع، كما تتيح أيضا عمليات السداد وغير ذلك من الخدمات المتنوعة.
وتحتوي باقة «أنوار الحرمين الإسلامية» التي جرى تصميمها للحجاج والمعتمرين على مدار العام على مجموعة متميزة وفريدة من (رسائل نصية، مقاطع فيديو ومقاطع صوتية) إسلامية، وخصوصا بالحج من مختلف أئمة الحرم المكي والمدني لبيان أعمالك اليومية في الحج، إضافة لأخبار المشاعر وأحكام الشعائر وخدمة دليل الحاج بعدة لغات.
يذكر أن «موبايلي» بدأت الاستعداد لموسم الحج بعد نهاية حج العام الماضي لتسطر بذلك عنوانا جديدا في منهجية الإدارة الحديثة التي ترتكز على التخطيط والتنظيم لتحقيق أهدافها، باستعدادات استثنائية لمواصلة النجاح في موسم الحج لهذا العام ولا يعد هذا النجاح هو وليد اللحظة، بل هو نتاج لخبرة السنوات الماضية التي استطاعت «موبايلي» خلالها لفت الأنظار ببنيتها التحتية القوية ووجودها الدائم بجوار الحجاج وخدماتها المبتكرة والفريدة.
ويأتي نجاح «موبايلي» نتيجة للجهود التراكمية التي قدمتها الشركة خلال السنوات الماضية، فتعزيزات البنية التحتية للشبكة جعلت المشتركين يشعرون بانسيابية حركة المكالمات والبيانات على الرغم من كثافة الضغط على الشبكة لتمرير ملايين المكالمات في آن واحد، كما أن تفهم «موبايلي» لاهتمامات حجاج بيت الله أسهمت في تطوير العروض المقدمة لهم.



هل تؤدي العقوبات وأسعار الفائدة الروسية إلى موجة شاملة من الإفلاسات؟

الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
TT

هل تؤدي العقوبات وأسعار الفائدة الروسية إلى موجة شاملة من الإفلاسات؟

الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)

في ظلّ الضغوط المتزايدة التي فرضتها العقوبات الغربية وارتفاع أسعار الفائدة بشكل مذهل، تتزايد المخاوف في الأوساط الاقتصادية الروسية من احتمال حدوث موجة من الإفلاسات التي قد تهدّد استقرار الكثير من الشركات، لا سيما في ظل استمرار الرئيس فلاديمير بوتين في التمسّك بحربه في أوكرانيا.

وفي كلمته خلال مؤتمر الاستثمار الذي نظمته مجموعة «في تي بي» هذا الشهر، لم يفوّت بوتين الفرصة للتفاخر بما عدّه فشل العقوبات الغربية في إضعاف الاقتصاد الروسي، فقد صرّح قائلاً: «كانت المهمة تهدف إلى توجيه ضربة استراتيجية إلى روسيا، لإضعاف صناعتنا وقطاعنا المالي والخدماتي». وأضاف أن النمو المتوقع للاقتصاد الروسي سيصل إلى نحو 4 في المائة هذا العام، قائلاً إن «هذه الخطط انهارت، ونحن متفوقون على الكثير من الاقتصادات الأوروبية في هذا الجانب»، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

وعلى الرغم من التصفيق المهذّب الذي قُوبل به الرئيس الروسي، فإن التوترات بدأت تظهر بين النخبة الاقتصادية الروسية بشأن التأثيرات السلبية المتزايدة للعقوبات على الاقتصاد الوطني. فقد حذّر عدد متزايد من المسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى من أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم -الذي تفاقم بسبب العقوبات والنفقات العسكرية لبوتين- قد يهدد استقرار الاقتصاد في العام المقبل. وقد تتسبّب هذه السياسة في تسارع موجات الإفلاس، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية الحساسة مثل الصناعة العسكرية، حيث من المتوقع أن يشهد إنتاج الأسلحة الذي يغذّي الحرب في أوكرانيا تباطؤاً ملحوظاً.

حتى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، أشار في منشور على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» إلى أن روسيا أصبحت «ضعيفة جزئياً بسبب اقتصادها المتداعي».

تحذيرات من الإفلاس

ومع تزايد توقعات أن «المركزي الروسي» سيضطر إلى رفع الفائدة مرة أخرى هذا الشهر، انضم بعض الأعضاء المعتدلين في الدائرة الداخلية لبوتين إلى الانتقادات غير المسبوقة للسياسات الاقتصادية التي أبقت على سعر الفائدة الرئيس عند 21 في المائة، في وقت يستمر فيه التضخم السنوي في الارتفاع ليصل إلى أكثر من 9 في المائة. وهذا يشير إلى احتمالية حدوث «ركود تضخمي» طويل الأمد أو حتى ركود اقتصادي في العام المقبل. وبالفعل، يتوقع البنك المركزي أن ينخفض النمو الاقتصادي بشكل حاد إلى ما بين 0.5 في المائة و1.5 في المائة في العام المقبل.

كما تسبّبت العقوبات الأميركية الجديدة التي شملت فرض عقوبات على 50 بنكاً روسياً، بما في ذلك «غازبروم بنك»، وهو قناة رئيسة لمدفوعات الطاقة، في زيادة تكاليف المعاملات بين المستوردين والمصدرين الروس. وقد أسهم ذلك في انخفاض قيمة الروبل إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وقد أدى هذا الانخفاض في قيمة الروبل إلى زيادة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.5 في المائة بين 26 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية.

وفي هذا السياق، حذّر رئيس هيئة الرقابة المالية الروسية، نجل أحد أقرب حلفاء بوتين، بوريس كوفالتشوك، من أن رفع أسعار الفائدة «يحد من إمكانات الاستثمار في الأعمال، ويؤدي إلى زيادة الإنفاق في الموازنة الفيدرالية». كما انتقد الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية، إيغور سيتشين، البنك المركزي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، مؤكداً أن ذلك أسهم في زيادة تكاليف التمويل للشركات وتأثر أرباحها سلباً.

وفي تصريح أكثر حدّة، حذّر رئيس شركة «روس أوبورون إكسبورت» المتخصصة في صناعة الأسلحة، سيرغي تشيميزوف، من أن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة قد يؤدي إلى إفلاس معظم الشركات الروسية، بما في ذلك قطاع الأسلحة، مما قد يضطر روسيا إلى الحد من صادراتها العسكرية.

كما شدّد قطب صناعة الصلب الذي يملك شركة «سيفيرستال»، أليكسي مورداشوف، على أن «من الأفضل للشركات أن تتوقف عن التوسع، بل تقلّص أنشطتها وتضع الأموال في الودائع بدلاً من المخاطرة بالإدارة التجارية في ظل هذه الظروف الصعبة».

وحذّر الاتحاد الروسي لمراكز التسوق من أن أكثر من 200 مركز تسوق في البلاد مهدد بالإفلاس بسبب ارتفاع تكاليف التمويل.

وعلى الرغم من أن بعض المديرين التنفيذيين والخبراء الاقتصاديين يشيرون إلى أن بعض الشركات قد تبالغ في تقدير تأثير أسعار الفائدة المرتفعة، في محاولة للحصول على قروض مدعومة من الدولة، فإن القلق بشأن الوضع الاقتصادي يبدو مشروعاً، خصوصاً أن مستويات الديون على الشركات الروسية أصبحت مرتفعة للغاية.

ومن بين أكثر القطاعات تأثراً كانت صناعة الدفاع الروسية، حيث أفادت المستشارة السابقة للبنك المركزي الروسي، ألكسندرا بروكوبينكو، بأن الكثير من الشركات الدفاعية لم تتمكّن من سداد ديونها، وتواجه صعوبة في تأمين التمويل بسبب ارتفاع تكاليفه. وقالت إن بعض الشركات «تفضّل إيداع الأموال في البنوك بدلاً من الاستثمار في أنشطة تجارية ذات مخاطر عالية».

كما تحدّث الكثير من المقاولين علناً عن الأزمة الاقتصادية المتزايدة في روسيا. ففي أوائل نوفمبر، أشار رئيس مصنع «تشيليابينسك» للحديد والصلب، أندريه جارتونغ، خلال منتدى اقتصادي إلى أن فروعاً رئيسة من الهندسة الميكانيكية قد «تنهار» قريباً.

وفي الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، أفادت وكالة «إنترفاكس» الروسية بأن حالات عدم السداد انتشرت في مختلف أنحاء الاقتصاد، حيث تأخرت الشركات الكبرى والمتوسطة بنسبة 19 في المائة من المدفوعات بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول)، في حين تأخرت الشركات الصغيرة بنسبة 25 في المائة من المدفوعات في الفترة نفسها.

وحسب وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، فقد انخفض الاستثمار في البلاد، وتسببت العقوبات في ارتفاع تدريجي لتكاليف الواردات والمعاملات المالية، مما أدى إلى زيادة التضخم. كما قال مسؤول مالي روسي كبير سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: «ما يحدث هو صدمة إمداد نموذجية في البلاد».

صناعة الدفاع مهددة

تأتي هذه التحديات في وقت حساس بالنسبة إلى صناعة الدفاع الروسية. فعلى الرغم من ضخ بوتين مبالغ ضخمة من التمويل الحكومي في هذا القطاع، مع تخصيص 126 مليار دولار في موازنة العام المقبل، فإن معظم الزيادة في الإنتاج كانت ناتجة عن تعزيز القوة العاملة لتشغيل المصانع العسكرية على مدار الساعة وتجديد مخزونات الحقبة السوفياتية. ومع ذلك، ومع استمرار الحرب ودخولها عامها الثالث، وارتفاع خسائر المعدات العسكرية، فإن القوة العاملة في القطاع قد وصلت إلى أقصى طاقتها، وإمدادات الأسلحة السوفياتية تتضاءل بسرعة.

وتقول جانيس كلوغ، من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن التكاليف المتزايدة والعقوبات المشددة على واردات المعدات تجعل من الصعب على قطاع الدفاع الروسي بناء الأسلحة من الصفر. ووفقاً لتقرير صادر هذا العام عن الباحثَين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، جاك واتلينغ ونيك رينولدز، فإن 80 في المائة من الدبابات والمركبات القتالية المدرعة التي تستخدمها روسيا في الحرب ليست جديدة، بل جُدّدت من المخزونات القديمة. ويضيف التقرير أن روسيا «ستبدأ في اكتشاف أن المركبات بحاجة إلى تجديد أعمق بحلول عام 2025. وبحلول عام 2026 ستكون قد استنفدت معظم المخزونات المتاحة».

ثقة الكرملين

على الرغم من هذه التحديات يبدو أن الوضع لا يثير قلقاً في الكرملين. وقال أكاديمي روسي له علاقات وثيقة مع كبار الدبلوماسيين في البلاد: «لا يوجد مزاج ذعر». وأضاف أن المسؤولين في الكرملين يعدّون أن «كل شيء يتطور بشكل جيد إلى حد ما». ووفقاً لهذا الرأي، فإن روسيا تواصل تحقيق تقدم عسكري، وفي ظل هذه الظروف، لا يرى الكرملين حاجة إلى تقديم أي تنازلات جادة.

وتزيد الاضطرابات السياسية في العواصم الغربية -بما في ذلك التصويت بحجب الثقة في فرنسا، مع التصويت المرتقب في ألمانيا، بالإضافة إلى اعتقاد الكرملين أن ترمب قد يقلّل من دعمه لأوكرانيا- من الثقة داخل روسيا.

وقد تصدّى بوتين لانتقادات متزايدة بشأن زيادات أسعار الفائدة ورئيسة البنك المركزي، إلفيرا نابيولينا، قائلاً في مؤتمر الاستثمار إن كبح جماح التضخم يظل أولوية بالنسبة إليه. ومع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل البطاطس التي ارتفعت بنسبة 80 في المائة هذا العام، يواصل بوتين دعم نابيولينا وزيادات أسعار الفائدة، رغم شكاوى الشركات الكبرى. وقالت كلوغ: «من وجهة نظر بوتين، لا يمكن السماح للتضخم بالخروج عن السيطرة، لأنه يمثّل تهديداً لاستقرار النظام السياسي، ولهذا السبب منح نابيولينا تفويضاً قوياً».

لكن المستشارة السابقة للبنك المركزي، ألكسندرا بروكوبينكو، ترى أن الضغط من الشركات الكبرى لن يهدأ. وقالت: «عندما يكون التضخم عند 9 في المائة، وسعر الفائدة عند 21 في المائة، فهذا يعني أن السعر الرئيس لا يعمل بشكل صحيح، ويجب البحث عن أدوات أخرى. أولوية بوتين هي الحرب وتمويل آلتها، ولا يمتلك الكثير من الحلفاء، والموارد المتاحة له تتقلص». وأضافت أنه من المحتمل أن تتعرّض نابيولينا لمزيد من الضغوط مع استمرار الوضع الاقتصادي الصعب.

ومع تزايد الضغوط على بوتين، أصبحت الصورة في الغرب أكثر تفاؤلاً بشأن فرص التغيير في روسيا، وفقاً لمؤسسة شركة الاستشارات السياسية «ر. بوليتيك» في فرنسا، تاتيانا ستانوفايا.

وأضافت: «بوتين مستعد للقتال ما دام ذلك ضرورياً... لكن بوتين في عجلة من أمره. لا يستطيع الحفاظ على هذه الشدة من العمل العسكري والخسائر في الأرواح والمعدات كما كان في الأشهر الأخيرة».