بومبيو: كنت مشاركاً في الاتصال بين ترمب والرئيس الأوكراني

بوتين يصف المحادثة بأن «لا شيء مسيئاً» فيها

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في روما (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في روما (أ.ف.ب)
TT

بومبيو: كنت مشاركاً في الاتصال بين ترمب والرئيس الأوكراني

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في روما (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في روما (أ.ف.ب)

أقر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (الأربعاء) بأنه شارك في الاتصال الهاتفي الذي دار بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي سببت عاصفة انتقادات لترمب.
وقال بومبيو اليوم خلال زيارة رسمية لإيطاليا اليوم (الأربعاء): «كنت مشاركا في الاتصال الهاتفي. كانت محادثة مشروعة ركزت على أولويات سياسة الولايات المتحدة»، حسب ما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وأثارت المكالمة بين ترمب وزيلينسكي جدلا كبيرا خلال الأيام الماضية، إذ أظهر نصها الذي نشره البيت الأبيض أن ترمب طلب بشكل متكرر من الرئيس الأوكراني المساعدة في تحقيق يتعلق بالمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن وابنه هانتر بايدن.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن «تعليقات ترمب خلال المكالمة كانت في سياق صناعة السياسة الأميركية، بما في ذلك الحد من الفساد في الدول الواقعة شرق أوروبا، وتعزيز الاقتصاد وخفض التهديد الروسي الذي تشكل في أوكرانيا». وتابع: «كنت (وقت إجراء المكالمة) قد تسلمت منصبي كوزير للخارجية منذ عام ونصف العام، وأعرف بالضبط ما هي السياسة الأميركية حيال أوكرانيا، وكانت التعليقات متسقة مع ذلك بشكل ملحوظ».
يذكر أن بومبيو يرفض حتى الآن تأكيد ما إذا كان سوف يستجيب لطلب النواب الإدلاء بشهادته.
وفتح مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون تحقيقاً بهدف عزل الرئيس «لإساءته استخدامه منصبه» بسبب تلك المكالمة، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق هو المرشح الديمقراطي الأوفر حظا لمواجهة الرئيس الجمهوري في انتخابات 2020 بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقد تؤدي التحقيقات إلى عزل ترمب إذا ما ثبت تورطه في مطالبة رئيس دولة أجنبية بالتدخل في مسار الانتخابات الأميركية واستغلال منصبه.
وتفاقمت الأزمة بالنسبة إلى ترمب، بعدما نشر البيت الأبيض الأربعاء محضر المكالمة. وكشفت الوثيقة المنشورة من البيت الأبيض أن ترمب طلب فعلا من نظيره الأوكراني أن يتواصل مع وزير العدل الأميركي ويليام بار، ومحاميه رودولف جولياني. وقال ترمب: «ثمة الكثير مما يقال حول نجل بايدن... بايدن أوقف المحاكمة. والكثيرون يرغبون في كشف هذا الأمر».
وقد شنّت الإدارة الأميركية هجوما عنيفا على التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس، متّهمة الديمقراطيين بممارسة الترهيب بعد طلبهم من خمسة دبلوماسيين الإدلاء بإفاداتهم حول سعي البيت الأبيض للحصول على معلومات تضرّ بمنافس سياسي لترمب.
وأبدى بومبيو شكوكاً إزاء أن تكون صلاحيات اللجان النيابية الثلاث التي تجري التحقيق تخوّلها استدعاء دبلوماسيين للإدلاء بإفاداتهم، وقال إنهم لن يستجيبوا لطلب المثول الأسبوع المقبل. كذلك شكّك وزير الخارجية في أن تكون صلاحيات اللجان الثلاث تخوّلها الطلب من الدبلوماسيين تسليمها وثائق، مشيراً إلى أنّ الإدارة مستعدّة للجوء إلى القضاء.
وكتب بومبيو في رسالة وجّهها إلى الكونغرس أنّ طلب مثول هؤلاء الدبلوماسيين «لا يمكن أن يُفهم إلا على أنه محاولة ترهيب وإساءة إلى مهنيين متميّزين في وزارة الخارجية». وأضاف: «لن أكون متسامحاً مع تكتيكات كهذه، وسأستخدم كلّ ما لدي من وسائل لمنع وفضح كل محاولة لترهيب المهنيين المتفانين الذين أفتخر بقيادتهم».
وفي سياق متصل، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء) عن ترمب قائلاً إنه لا يوجد «ما يسيء» في نص المكالمة، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.