طوق أمني على أجنبيات «داعش» في مخيم الهول

بعد مقتل امرأة وتوقيف عشرات

TT

طوق أمني على أجنبيات «داعش» في مخيم الهول

أفيد أمس بأن قوات خاصة تابعة لـ«مجلس الهول العسكري وقوى الأمن الداخلي» تفرض طوقاً أمنياً محكماً على قسم «المهاجرات» ضمن مخيم الهول، أقصى جنوب شرقي مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بعد أحداث العنف بين «داعشيات» ومقاتلات كرديات أول من أمس.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات تمنع خروج أي امرأة من عوائل تنظيم داعش خارج قسم المهاجرات إلا برفقة عناصر من «الشرطة المحلية»، ولشراء مستلزماتها فقط.
وكان «المرصد السوري» قد وثق، الاثنين، مقتل امرأة من عوائل تنظيم داعش متأثرة بجروح أصيبت بها جراء طعنها من قبل «الحسبة النسائية» التي تنشط في «دويلة» الهول، حيث جرى «محاكمة» المرأة بالقتل، دون معلومات عن التهمة التي وجهت لها حتى اللحظة.
وفي السياق ذاته، علم «المرصد السوري» أن «قوى الأمن الداخلي» عمدت إلى اعتقال أكثر من 40 امرأة من عوائل التنظيم، على خلفية الأحداث التي شهدها مخيم الهول، الاثنين، فيما لا يزال التوتر قائماً حتى اللحظة، وسط استنفار لـ«آسايش» في المخيم.
وقتلت امرأة، الاثنين، وأوقف العشرات في مخيم الهول بسوريا الذي يستقبل آلاف الأجنبيات من تنظيم داعش، كما ذكر مصدر مطلع من الإدارة الذاتية الكردية، وتضاربت الروايات حول ظروف الحادث.
وازدادت الحوادث في الأشهر الأخيرة في مخيم الهول للاجئين، الواقع شمال شرقي سوريا، حيث يتكدس نحو 70 ألف شخص في ظروف صعبة.
وأقيم سور للفصل بين الأجنبيات وأولادهن، وبين باقي السوريين والعراقيين في المخيم.
وقال مصدر مطلع من الإدارة الذاتية الكردية: «هناك جرحى من قسم النساء المهاجرات (الأجانب) وقتيلة». وقال المصدر نفسه: «المرأة التي قتلت بيد نساء (داعش) بالسكين، بعد محاكمتها من قبلهن، والجرحى أصيبوا بعد مهاجمتهم للآسايش، إثر رغبة الأخيرة بالتدخل لإنقاذ حياة المرأة التي كانت تتم محاكمتها، وتم اعتقال عدد من قسم المهاجرات من قبل قوات الأمن في المخيم».
ولا تزال ملابسات الحادث غير واضحة. وأوردت مصادر روايات مختلفة، رداً على أسئلة الصحافة الفرنسية.
وذكر المصدر أن أجنبيات من تنظيم داعش شكلن محاكم لمحاكمة نساء أخريات، وقد أقدمن على طعن الضحية التي حاولت قوات الأمن في المخيم إنقاذها. وأوردت وكالة أنباء «هاوار»، الكردية المحلية، أن أجنبيات «شكلن محاكم سرية لبعض النساء الأخريات، بتهمة ابتعادهن عن فكر (داعش) المتطرف». لكن الوكالة ذكرت أنه مع تدخل قوات الأمن، حصل تبادل لإطلاق النار مع نساء من «داعش»، مما أسفر عن مقتل أحداهن. وأفادت رواية أخرى عن خلاف بين أسر تنظيم داعش وقوات الأمن في المخيم التي أتت على ما يبدو لنقل أولاد في الـ15 إلى مركز آخر.
والاثنين، حذر مصطفى بالي، المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» التي اطلعت بدور رئيسي في محاربة التنظيم، من أن الوضع في مخيم الهول يتدهور بشكل خطير.
وفي مارس (آذار)، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» القضاء على المناطق التي أعلنها التنظيم المتطرف، بعد السيطرة على الباغوز، آخر معاقله في شرق سوريا.
وخلال الهجوم المدعوم من التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، تم إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، ونقلوا إلى مخيم الهول.
وهناك 12 ألف أجنبي (4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل) في المخيمات، شمال شرقي سوريا، التي تديرها السلطات الكردية، وتطالب حكومات بلادهم باستعادتهم.
والاثنين، جاء في تقرير للأمم المتحدة وزع على الصحافيين أن «التوتر بلغ أوجه في مخيم الهول، مع حوادث أمنية تسجل أسبوعياً».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.