تونس: اعتقال 56 تكفيرياً في حملات أمنية

TT

تونس: اعتقال 56 تكفيرياً في حملات أمنية

تمكنت وحدات الأمن التونسي المختصة في مكافحة الإرهاب من إيقاف 56 عنصراً تكفيرياً توزعوا على ولايات (محافظات) بنزرت وتونس ومنوبة (شمال تونس)، وذلك إثر حملات أمنية هدفها تعقب العناصر التي لها علاقة بحادثتي الطعن اللتين تعرض لهما الأسبوع الماضي كل من رئيس مركز الأمن بمحكمة الاستئناف بنزرت، ما أدى إلى وفاته، وإصابة عسكري بجراح متفاوتة الخطورة.
وبشأن تفاصيل هذه الحملات الأمنية، أكدت الإدارة العامة للأمن العمومي الراجعة بالنظر لوزارة الداخلية التونسية، أن أجهزة الأمن نفذت خطة دقيقة أساسها تعقب العناصر المشتبه بها التي رجحت اعترافات المتهمين المعتقلين إثر الهجوم الذي حدث في بنزرت، حيث إن تلك العناصر لها ارتباطات مع الإرهابي التونسي مالك الذوادي منفذ عمليتي الطعن. ووفق ما قدمته الداخلية التونسية من معلومات حول العناصر التي ألقي القبض عليها، فإن أعمار الموقوفين تتراوح بين 25 و43 سنة، وتم حجز أسلحة بيضاء لدى عدد منهم، إضافة إلى كتب ذات منحى متطرف اعتبرت مهددة للأمن القومي التونسي. ومن المنتظر إحالة ملفات العناصر المشتبه بها إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب إثر ثبوت علاقتهم بالأنشطة المشبوهة والمتطرفة.
يذكر أن حملة أمنية مماثلة أعقبت عمليتي الطعن اللتين عرفتهما مدينة بنزرت (شمال تونس)، وشملت مناطق مختلفة من ولاية (محافظة) بنزرت التي كانت مسرحاً للهجوم الإرهابي، وقد أسفرت عن إيقاف عنصرين تكفيريين قبل يومين، كما أن أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب كانت قد أعلنت عن القبض خلال الأسبوع الماضي على 4 عناصر إرهابية كونوا خلية إرهابية على علاقة وثيقة بحادثتي الطعن الإرهابية التي وقعت يوم 23 سبتمبر (أيلول) الماضي. وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على منفذ عمليتي الطعن إثر إصابته برصاصة في الكتف، وهو ما مكنها من الكشف عن العناصر المشتبه بها التي ربطت علاقات مع المتهم الرئيسي في عمليتي الطعن.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».