باحثون يرجحون ارتباط العقم بسرطان البروستاتا

يصيب نحو 8 % من الرجال في الدول الصناعية

باحثون يرجحون ارتباط العقم بسرطان البروستاتا
TT

باحثون يرجحون ارتباط العقم بسرطان البروستاتا

باحثون يرجحون ارتباط العقم بسرطان البروستاتا

رجح باحثون من السويد أن الرجال المصابين باضطرابات في الخصوبة أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا. وقدم الباحثون من خلال دراستهم بعيدة المدى أقوى دليل حتى الآن على وجود مثل هذه العلاقة. وفقاً للباحثين، فإن الرجال الذين أنجبوا أول أطفالهم بعد عملية تخصيب صناعي كانوا بعد نحو عقدين من عملية التخصيب أكثر تعرضاً بنسبة 30 إلى 60 في المائة للإصابة بسرطان البروستاتا، مقارنة بغيرهم من الآباء، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
واعتبرت خبيرة ألمانية نتائج الدراسة منطقية، حيث قالت زابينه كليش، كبيرة أطباء قسم جراحات الذكورة في مستشفى «مونستر» الجامعي بألمانيا، إن اضطرابات الخصوبة هي في الغالب أكثر من مجرد مشكلات ثانوية أثناء فترة التناسل.
يشار إلى أن سرطان البروستاتا في ألمانيا هو أكثر الأورام الخبيثة التي تصيب الرجال، وبفارق كبير عن السرطان التالي، حيث يتم الكشف في ألمانيا عن نحو 60000 من مثل هذه الأورام سنوياً، ويموت نحو 12000 رجل كل عام بهذا المرض.
ويصيب العقم نحو 8 في المائة من الرجال في الدول الصناعية. وألمحت دراسات سابقة لوجود علاقة بين الظاهرتين.
وفي الدراسة الحالية، قام الباحثون تحت إشراف يحيى الجباري، من جامعة «مالمو» السويدية، بتحليل سجلات سويدية للمرضى، وتبين لهم أن نحو 2.‏1 مليون رجل في السويد أصبحوا آباء لأول مرة في الفترة بين عام 1994 حتى عام 2014، وأن 97 في المائة منهم أنجبوا بشكل طبيعي، و3 في المائة منهم أنجبوا بالتخصيب الصناعي.
ورصد الباحثون لدى جميع الرجال أعراضاً ذات صلة بسرطان البروستاتا، وذلك في فترة امتدت إلى 20 عاماً بعد أن أصبحوا آباء. وأصيب بسرطان البروستاتا 28.‏0 في المائة من الرجال الذين أنجبوا بالإخصاب الطبيعي في هذه الفترة، حسبما ذكر فريق الباحثين في دراستهم التي نشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة «بريتيش ميدكال جورنال» للأبحاث الطبية، في حين بلغت نسبة الإصابة بهذا السرطان بين الرجال الذين أجروا عملية التخصيب في المختبر 37.‏0 في المائة.
وبلغت نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا 42.‏0 في المائة بين الرجال الذين أنجبوا من خلال عملية الحقن المجهري، التي تستخدم مع الرجال أصحاب الحيوانات المنوية الضعيفة.
ويتم خلال التخصيب الصناعي التقليدي الجمع بين البويضات الأنثوية والنطف الذكرية المجهزة مسبقاً في أنبوب اختبار، حيث يتم حقن إحدى البويضات بالحيوانات المنوية مباشرة، بمساعدة المجهر.
راعى الباحثون في حساباتهم أي عناصر مؤثرة محتملة مثل العمر والتعليم. وأقر الباحثون بأن دراستهم يعتريها بعض مواطن الضعف، «فلأن عمر المشاركين في الدراسة لم يتجاوز 45 عاماً في المتوسط نهاية فترة المراقبة، فإن الدراسة لا تعطي إفادة بشأن الأعمار الأكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان».
كما أن الدراسة لم تشمل، وفقاً لمعديها، رجالاً مصابين باضطرابات في الخصوبة وظلوا بلا إنجاب.
ورغم ذلك، فقد خلص الباحثون إلى أن «الرجال الذين لم ينجحوا في الإنجاب من خلال وسائل التلقيح بالمساعدة، خصوصاً الحقن المجهري، معرضون أكثر من أقرانهم للإصابة بسرطان البروستاتا المبكر، ما يجعلهم يشكلون بذلك مجموعة يكون من المجدي معها إجراء اختبارات ومتابعات فيما يتعلق بالإصابة بسرطان البروستاتا».
وأوضح الباحثون أن هذه النتيجة التي توصلوا إليها مهمة لسبب آخر أيضاً، وهو أن الأورام التي تحدث مبكراً تكون عدوانية بشكل متصاعد، وكتبت أديتي شارما وشانا جاياسينا، من كلية لندن الإمبراطورية، في تعليق على الدراسة، أن البحث يقدم أقوى دليل حتى الآن على وجود علاقة بين مشكلات الخصوبة وأورام البروستاتا، ولكنهم أقروا بأنه «من غير الواضح حتى الآن كيف يمكن أن يرتبط العقم لدى الرجال حيوياً بخطر الإصابة بسرطان البروستاتا».
ورأت زابينه كليش، التي لم تشارك في الدراسة، أن الدراسة أعدت بشكل جيد، وقالت إن الباحثين تعاملوا مع الدراسة بعناية شديدة، وقالت إن العلاقة بين العقم وسرطان البروستاتا منطقية، حتى وإن لم تتضح الآلية التي تقوم عليها هذه العلاقة.
ودعت كليش، كبيرة أطباء قسم جراحات الذكورة في مستشفى «مونستر» الجامعي، إلى توعية الرجال المهددين بالإصابة بهذا السرطان، وفحصهم بشكل منتظم، وقالت إن الرجال المصابين باضطرابات في الخصوبة معرضون أيضاً أكثر من أقرانهم للإصابة بأورام الخصيتين وأمراض القلب والدورة الدموية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.