تونس: توقيف {تكفيري} خطط لطعن عناصر أمنية وعسكرية

TT

تونس: توقيف {تكفيري} خطط لطعن عناصر أمنية وعسكرية

ألقت أجهزة الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب القبض على عنصر تكفيري كان يخطط لطعن عناصر أمنية وعسكرية في مدينة سوسة (وسط شرقي تونس)». وأشارت إلى أن المتهم يبلغ من العمر 24 سنة، وهو من سكان مدينة حمام سوسة. وأكدت أن التحريات الأمنية التي أجريت بشأنه تفيد بتبنيه الفكر المتطرف ومبايعته لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وورد في اعترافاته الأولية اعتبار تونس «أرض جهاد» يجوز فيها الهجوم على قوات الأمن والجيش التي وصفها بـ«الطاغوت» ودعا إلى مهاجمة السياح الأجانب، معتبراً إياهم ضمن «الكفرة». وأكدت أجهزة الأمن أن المتهم اعترف بتواصله مع عنصر تكفيري من منطقة «القلعة الصغرى»، التابعة لولاية - محافظة - سوسة وأنهما كانا يخططان لعمليات طعن تستهدف عناصر الأمن والجيش.
وأشارت إلى اتهامه بالانضمام إلى تنظيم إرهابي في انتظار عرضه على أنظار القطب القضائي لمكافحة الإرهاب والاطلاع على شبكة العلاقات التي قد يكون ربطها مع خلايا إرهابية أخرى.
وإثر مداهمة منزل المتهم الرئيسي، اعترفت عائلة المتهم بمحاولته فرض نمط عيش غريب على مجموع أفرادها، من خلال منعهم من مشاهدة التلفزيون وإلزامهم بارتداء الملابس الأفغانية. وكانت منطقة سوسة السياحية مسرحاً لأفظع هجوم إرهابي عرفته تونس وقع يوم 26 يونيو (حزيران) 2015. حين هاجم الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي أحد الفنادق السياحية مما خلف مقتل 39 سائحاً أجنبياً أغلبهم من السياح البريطانيين.
يذكر أن تونس قد عرفت خلال أقل من شهر واحد أربع عمليات طعن طالت عناصر أمنية وعسكرية ووجهت التهمة إلى عناصر إرهابية مبايعة لتنظيم «داعش» الإرهابي وتعمل ضمن ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة». وكان أحدث هذه الهجمات الإرهابية الهجوم الذي عرفته مدينة بنزرت (60كلم شمال العاصمة التونسية) بداية الأسبوع الماضي، حين تعمد الإرهابي التونسي مالك الذوادي، طعن رئيس مركز الأمن بمحكمة الاستئناف بالمدينة، مما أدى إلى وفاته كما أصاب أحد العسكريين بجراح خطيرة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.