بعد أيام من دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «تدخل دولي في مفاوضات (سد النهضة) الإثيوبي»، سرعت القاهرة، أمس، من وتيرة حشد دعم عواصم مختلفة لموقفها في المباحثات المستمرة منذ سنوات «بلا نتائج». وأثار وزير الخارجية سامح شكري، أمس، القضية وتطوراتها مع نظرائه من 4 دول، بينها روسيا، ضمن اجتماعات ثنائية منفصلة في نيويورك، على هامش أعمال «الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة».
وتخشى مصر من أن يؤدي السد الإثيوبي إلى الإضرار بحصتها المحدودة من مياه النيل، التي تقدر بـ«55.5 مليار متر مكعب»، والتي تعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة. وتقول القاهرة إن إثيوبيا رفضت مقترحاتها بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
والتقى شكري، أمس، وزراء خارجية جنوب السودان وبوروندي والسنغال وروسيا، في اجتماعات منفصلة أطلع خلالها نظراءه على «مُستجدات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي»، مُجدداً إعلان مصر عن «عدم الارتياح لطول أمد المفاوضات، مع التأكيد على أهمية سير عملية التفاوض بحُسن نية، بما يُساعد على التوصل لاتفاق عادل منصف يُراعي مصالح الدول الثلاث: مصر وإثيوبيا والسودان».
وتأتي التحركات المصرية المكثفة قبل أيام من انطلاق «اجتماع عاجل للمجموعة العلمية المستقلة لمفاوضات سد النهضة»، الذي ينطلق في الخرطوم غداً (الاثنين)، ويستمر حتى الخميس، لبحث المقترح المصري لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وكذلك مقترحات إثيوبيا والسودان.
وكان السيسي قد قال، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء الماضي، إن على «المجتمع الدولي الاضطلاع بدور بناء في حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة في المفاوضات بشأن سد النهضة (الإثيوبي)، سعياً للتوصل إلى اتفاق مُرضٍ للجميع».
وتبادلت مصر وإثيوبيا، أخيراً، تصعيداً كلامياً نادراً بشأن تعثر المفاوضات، فطالبت القاهرة بوضع حد لمفاوضات تجري منذ نحو 8 سنوات حول «سد النهضة» من دون التوصل إلى نتيجة، فيما رفضت أديس أبابا مقترحات مصرية بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، منتقدة ما عدته «يتعارض مع سيادتها».
وخلال مباحثات وزير الخارجية المصري مع نظيره البوروندي، إيزيكيال نيبيجيرا، شدد وزير الخارجية البوروندي من جانبه على تفهم بلاده لموقف القاهرة في مفاوضات «سد النهضة»، وأهمية نهر النيل كمصدر وحيد لحياة الشعب المصري.
وكذلك قالت الخارجية المصرية إن شكري حرص خلال لقائه مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على «تقديم شرح لنظيره الروسي حول آخر تطورات مفاوضات السد الإثيوبي، مؤكداً أن مسألة مياه نهر النيل تعد مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، ومعرباً عن عدم ارتياح الجانب المصري لطول أمد المفاوضات مع إثيوبيا حول ملء وتشغيل السد».
وكان السيسي قد حذر، في كلمته أمام اجتماعات الأمم المتحدة، من أن «استمرار التعثر في المفاوضات بشأن (سد النهضة) الإثيوبي، ستكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية في المنطقة عامة، ومصر خاصة».
مصر تسرّع الحشد دولياً لموقفها بمفاوضات «سد النهضة»
وزير الخارجية أثار القضية مع نظرائه من 4 دول بينها روسيا
مصر تسرّع الحشد دولياً لموقفها بمفاوضات «سد النهضة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة