مقتل شاب فلسطيني في احتجاجات غزة

أسرة الشاب ساهر عثمان في عزائه أمس في مخيم رفح بجنوب غزة (أ.ب)
أسرة الشاب ساهر عثمان في عزائه أمس في مخيم رفح بجنوب غزة (أ.ب)
TT

مقتل شاب فلسطيني في احتجاجات غزة

أسرة الشاب ساهر عثمان في عزائه أمس في مخيم رفح بجنوب غزة (أ.ب)
أسرة الشاب ساهر عثمان في عزائه أمس في مخيم رفح بجنوب غزة (أ.ب)

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص فلسطينياً خلال احتجاجات على الحدود المحصنة بين غزة وإسرائيل يوم الجمعة. وحددت الوزارة هوية القتيل قائلة إن اسمه ساهر عثمان ويبلغ من العمر 20 عاماً، مضيفة أن 52 شخصاً آخرين أصيبوا، 27 منهم بالرصاص الحي خلال المظاهرات التي كثيراً ما يشوبها العنف.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لـ«رويترز» إن القوات المتمركزة على طول الحدود لم تستخدم الرصاص الحي. وأضافت أن نحو 7 آلاف فلسطيني شاركوا في المظاهرات. وقالت إنهم ألقوا قنابل حارقة ومواد متفجرة على الجنود.
وقالت المتحدثة: «ردت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي باستخدام وسائل تفريق أحداث الشغب». وبدأت الاحتجاجات الأسبوعية منذ 18 شهراً تحت شعار «مسيرة العودة الكبرى» للدعوة لإنهاء الحصار الأمني الذي تفرضه إسرائيل ومصر على القطاع وللمطالبة بحق عودة الفلسطينيين لأرض أسلافهم التي فروا منها أو أجبروا على الفرار منها خلال قيام دولة إسرائيل في عام 1948.
وترفض إسرائيل ذلك وتقول إنه سيقضي على الأغلبية اليهودية فيها. وعمل مسؤولون من مصر وقطر والأمم المتحدة في الأشهر الماضية للحفاظ على الهدوء على الحدود. ويقول مسؤولون في قطاع الصحة بغزة إن نحو 210 فلسطينيين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس (آذار) 2018. وفي الفترة ذاتها قتل جندي إسرائيلي برصاص قناص فلسطيني على الحدود وقتل آخر خلال عملية توغل سرية إسرائيلية في القطاع.
واحتلت إسرائيل قطاع غزة في 1967 ثم سحبت قواتها والمستوطنين من هناك في 2005. وتقول إن الحصار الأمني ضروري لوقف وصول أسلحة إلى حركة «حماس» التي خاصت معها ثلاث حروب وأطلقت آلاف الصواريخ عليها خلال العقد الماضي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».