التحالف الدولي يستهدف المتطرفين على تخوم كوباني

عناصر التنظيم على بعد 3 كيلومترات من المدينة.. وانفجار سيارة مفخخة على الحدود

التحالف الدولي يستهدف المتطرفين على تخوم كوباني
TT

التحالف الدولي يستهدف المتطرفين على تخوم كوباني

التحالف الدولي يستهدف المتطرفين على تخوم كوباني

نفذ التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة أمس ضربات استهدفت تجمعات تنظيم داعش بالقرب من مدينة كوباني (عين العرب) الكردية، في أقصى الشمال السوري قرب الحدود مع تركيا، بالتزامن مع تقدم عناصر التنظيم المذكور ليصبحوا على مشارف المدينة بعد نحو 15 يوما من انطلاق الهجوم باتجاهها.
وقصفت طائرات تابعة للتحالف الدولي قريتين يتمركز فيهما مقاتلو «داعش» إحداهما بالريف الشرقي والأخرى بالريف الغربي لكوباني.
وشنت قوات التحالف ضربات على بلدة تل أبيض المتاخمة للحدود التركية والتابعة لمحافظة الرقة، معقل «داعش» في سوريا، وطالت الضربات أيضا بلدتين خاضعتين لـ«داعش» في محافظة دير الزور ومعسكر للتنظيم ومبنى بلدية الخريطة الذي يتخذه التنظيم مقرا له، في غرب المحافظة.
وعززت تركيا من إجراءاتها على الحدود مع سوريا، فتمركزت دبابات ومركبات مدرعة تركية في مواقع فوق تل يطل على كوباني بعد سقوط قذائف طائشة داخل الأراضي التركية أول من أمس.وقال مصطفى بالي مسؤول «اتحاد الإعلام الحر» الموجود داخل «كوباني» إن «اشتباكات عنيفة تدور من الجهة الشرقية للمدينة لكن هناك خط صفر لم يصل إليه عناصر (داعش) بعد». وأضاف بالي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بصدد معارك كر وفر وستكون هناك أخبار جيدة في الساعات القليلة المقبلة». وأوضح أن «داعش» حاول الضغط على الجهة الغربية للمدينة ليل الاثنين/ الثلاثاء وقصفها بنحو 25 قذيفة سقط معظمها في الجانب التركي، جازما بأن «أي قرار بانسحاب أو استسلام المقاتلين الأكراد من مدينتهم هو من سابع المستحيلات». وقال: «ماضون بالمواجهة حتى النهاية».
ووصف الأحوال الإنسانية بـ«المزرية» لافتا إلى أنّه لا يمكن أن تكون أسوأ مما هي عليه. وقال: «لم يعد هناك أي مقومات للعيش، لا حليب للأطفال، لا أدوية، لا كهرباء ولا مياه». وأشار صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى أن قتالا عنيفا يدور على تخوم كوباني، لافتا إلى أن «القوات الكردية تدافع عن نفسها بما في أيديهم لتجنب مذبحة.. لكن إذا دخل (داعش) المدينة فسيدمرون كل شيء ويذبحون الناس». وقال مسلم لوكالة «رويترز»: «خلال أيام قليلة سينتهي الأمر بطريقة أو أخرى».
ورصدت عودة عشرات الرجال من تركيا إلى سوريا أمس للمساعدة في الدفاع عن البلدة. وأوضح مسلم أن «أغلبهم من المنطقة أصلا وعادوا للدفاع عن المدينة بعدما فروا إلى تركيا في وقت سابق». وأضاف أن تركيا تمنع بعض المقاتلين من دخول سوريا وأنه لا يوجد أكراد أتراك في كوباني. بدوره، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّ اشتباكات عنيفة مستمرة بين مقاتلي وحدات «حماية الشعب الكردي» و«داعش»، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم تمكنوا من التقدم نحو المدينة من الجهة الشرقية، ليصلوا إلى مسافة تبعد بين 2 و3 كيلومترات عنها «وذلك في أقرب مسافة تمكن التنظيم من الوصول إليها منذ بداية الهجوم الذي نفذه التنظيم على كوباني، في 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث لم يعد يفصل التنظيم عن المدينة سوى سهل في الجهة الشرقية من المدينة».
وفي غضون ذلك، انفجرت سيارة مفخخة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا بالقرب من كوباني الكردية من دون تسجيل إصابات. وسيطر «داعش» على أكثر من 70 قرية في ريف كوباني، وشرد أكثر من 200 ألف مواطن كردي لجأوا إلى الأراضي التركية وإلى مناطق على الحدود السورية – التركية. وأفاد المرصد السوري بإقدام «داعش» على «فصل رؤوس 4 مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي عن أجسادهم، كان التنظيم قد أسرهم خلال اشتباكات بين الطرفين في ريف كوباني»، موضحا أن «من بينهم 3 مقاتلات إناث، وعلقوا رؤوسهم في مدينة جرابلس». وأشار ناشطون إلى مقتل 4 أشخاص وجرح العشرات في كوباني مع تسجيل مزيد من حالات النزوح نحو الأراضي التركية.
وأشار مقاتلون أكراد إلى أن عناصر «داعش» يسعون للسيطرة على تلة استراتيجية تقع على بعد بضعة كيلومترات من المدينة، وهي حاليا خط الدفاع الرئيس للفصائل الكردية المقاتلة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.