رئيس وزراء باكستان يحذر من «حمام دم» في كشمير... والهند تشدد القيود

حضور أمني ومنع من الوصول إلى مركز الأعمال الرئيسي في سريناغار باستخدام الأسلاك الشائكة (أ.ف.ب)
حضور أمني ومنع من الوصول إلى مركز الأعمال الرئيسي في سريناغار باستخدام الأسلاك الشائكة (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء باكستان يحذر من «حمام دم» في كشمير... والهند تشدد القيود

حضور أمني ومنع من الوصول إلى مركز الأعمال الرئيسي في سريناغار باستخدام الأسلاك الشائكة (أ.ف.ب)
حضور أمني ومنع من الوصول إلى مركز الأعمال الرئيسي في سريناغار باستخدام الأسلاك الشائكة (أ.ف.ب)

شددت السلطات الهندية القيود على الحركة، أمس السبت، في الجزء الخاضع تحت سيطرتها من إقليم‭‭‭‭ ‬‬‬‬كشمير، لمنع أي احتجاجات محتملة بعد كلمة ألقاها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، حذر فيها من «حمام دم»، فور أن ترفع الهند القيود التي فرضتها في كشمير منذ أن ألغت الشهر الماضي الحكم الذاتي، الذي حظيت به المنطقة لعشرات السنين، واعتقلت الآلاف.
وحذر رئيس الوزراء الباكستاني من أن نزاع بلده مع الهند حول كشمير قد يتصاعد، ليتحول إلى حرب نووية ستكون لها عواقب على العالم أجمع. وشكل إقليم كشمير المقسم مصدراً لحروب واشتباكات بين الهند وباكستان منذ عام 1947.
وترزح المنطقة ذات الغالبية المسلمة تحت حظر فرضته نيودلهي، بعدما ألغت الحكم الذاتي لهذا الإقليم في أغسطس (آب). وقال مسؤول بالشرطة الهندية «كان هذا لازماً بسبب خروج احتجاجات في أنحاء مختلفة من مدينة سريناغار الليلة الماضية، بعد وقت قصير من كلمة عمران خان». وبعد وقت قصير من الكلمة، خرج المئات من سكان كشمير من منازلهم، ورددوا الهتافات دعماً لخان في وقت متأخر ليلة الجمعة، داعين إلى استقلال كشمير. وقال مسؤولون وشاهدان إن سيارات تابعة للشرطة ومزودة بمكبرات للصوت أذاعت أمس السبت نبأ القيود على الحركة في بعض أجزاء كشمير، كما انتشرت قوات إضافية لمنع خروج أي احتجاجات. ومنعت القوات الوصول إلى مركز الأعمال الرئيسي في سريناغار باستخدام الأسلاك الشائكة.
وقتلت قوات الأمن أربعة مسلحين في المنطقة التي تديرها الهند من كشمير السبت، حسب الشرطة. وقتل ثلاثة مسلحين في منطقة سوق باتوتي في جامو، حسب السلطات، بعدما كانوا قد احتجزوا مدنياً رهينة في منزله. وتم إنقاذ الرهينة، حسبما قال متحدث باسم قوة الشرطة الاحتياطية المركزية للصحافيين. وقتل مسلح آخر في مواجهة في كانغان شمال المنطقة، وفق ما قال المدير العام لشرطة جامو وكشمير ديلباغ سينغ لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكد سينغ أن مسلحين قاموا أيضاً بإلقاء قنبلة في منطقة سافاكادال في مدينة سريناغار، لكن لم يصب أحد في الحادثة. وقال المسؤول الهندي إن السكان اشتبكوا مع قوات الأمن برشقها بالحجارة مساء الجمعة في بعض المناطق بكشمير، من بينها منطقة سورا القريبة من سريناغار، التي شهدت احتجاجات في وقت سابق ضد القرار الهندي، ما أجبر الشرطة على استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وتمثل كشمير ذات الأغلبية المسلمة نقطة للتوتر والخلاف بين الهند وباكستان المسلحتين نووياً واللتين خاضتا حربين من حروبهما الثلاث بسبب الإقليم. وتحكم كل منهما جزءاً من كشمير، وتطالب بالسيادة عليه بالكامل. وواجهت حكومة ناريندرا مودي القومية الهندوسية انتقادات ودعوات لإعادة الاتصالات، وتقليص القيود في كشمير، حيث سجن العديد من القياديين الانفصاليين.
وأكدت الهند مراراً أن قضية كشمير مسألة داخلية، ورفضت الانتقادات الخارجية ومقترحات الوساطة في الأزمة.
في سياق متصل، غيرت الطائرة التي كانت تقل عمران خان مسارها لتهبط اضطرارياً في نيويورك بعد تعرضها أمس الجمعة لخلل فني، وهو في طريق عودته إلى بلاده بعد المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكرت قناة «جيو نيوز»، أمس السبت، أنه يجري إصلاح الخلل الفني البسيط، وليس هناك سبب يدعو للقلق.
وقالت إنه تم اكتشاف الخلل الفني عندما كانت الطائرة بالقرب من تورونتو بكندا. ولم يتم كشف النقاب عن طبيعة هذا الخلل الفني.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.