التفاؤل يقلل خطر أمراض القلب والوفاة المبكرة

سيدات يضحكن أثناء ممارستهن يوغا الضحك (أرشيف- رويترز)
سيدات يضحكن أثناء ممارستهن يوغا الضحك (أرشيف- رويترز)
TT

التفاؤل يقلل خطر أمراض القلب والوفاة المبكرة

سيدات يضحكن أثناء ممارستهن يوغا الضحك (أرشيف- رويترز)
سيدات يضحكن أثناء ممارستهن يوغا الضحك (أرشيف- رويترز)

أظهرت مراجعة للدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة متفائلة للحياة لديهم فرص أقل فيما يتعلق بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والموت المبكر.
وتأتي المراجعة بعد أن أشارت الأبحاث التي نُشرت، الشهر الماضي، إلى أن المتفائلين لديهم فرص أكبر في العيش لعمر أطول من الأشخاص المتشائمين، وفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة «الغاريان» البريطانية.
ولكن لا يمكن أن يثبت البحث، الذي رصد أدلة من 15 دراسة منشورة سابقاً، أن التفاؤل هو السبب وراء صحة القلب وتقليل خطر الوفاة المبكرة.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون الرابط بين التفاؤل ونسب الإصابة بأمراض القلب المنخفضة، طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مختلفة قد تشرح هذه العلاقة أكثر.
ويقول الفريق إن النتائج مثيرة للاهتمام لأن التفاؤل يتأثر إلى حد كبير بالعوامل غير الوراثية، مما يعني أنه قد يكون من الممكن تغيير عقليات الناس، وربما تحسين نتائجهم الصحية، رغم أن هذه الفكرة لا تزال قيد البحث.
وقال البروفسور آلان روزانسكي من كلية إيكان للطب بمدينة نيويورك الأميركية، أول مؤلف للبحث، إن زيادة التفاؤل تعني أكثر من مجرد تشجيع الناس على «التفكير الإيجابي».
وتابع: «لدينا طرق متعددة لمساعدتهم بما في ذلك تطوير المهارات من أجل حل المشكلات، وتطوير قدراتهم على التفكير الإيجابي من خلال حثهم على الشعور بالامتنان، واستخدام العلاج السلوكي المعرفي».
ويفحص البحث نتائج 15 دراسة شملت ما مجموعه نحو 230 ألف مشارك. واستكشفت عشر من هذه الدراسات وجود صلة بين التفاؤل وخطر أحداث القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو الوفاة بسبب أمراض القلب، في حين تناولت تسع منها خطر الوفاة من أي سبب. وتم نشرها جميعاً بين عامي 2001 و2017. وتابعت المشاركين لمدة تتراوح بين عامين و40 عاماً.
ولاحظ روزانسكي أن جميع الدراسات أخذت في الاعتبار وجود حالات صحية أخرى. وأظهرت الغالبية العظمى من الدراسات وجود صلة بين النظرة المتفائلة وانخفاض مخاطر حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية وخطر الموت خلال فترة دراستهم، رغم اختلاف حجم الارتباط.
وعندما جُمعت نتائج الدراسات المختلفة معاً، وجد الفريق أنه مقارنة بالمشاركين الأقل تفاؤلاً، فإن الأكثر تفاؤلاً لديهم خطر أقل بنسبة 35 في المائة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يقل لديهم خطر الموت المبكر أيضاً بنسبة 14 في المائة.



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.