مراقبون وموفدون عرب وأمميون واكبوا محنة سوريا بين 2011 و2019

ستافان دي ميستورا - الأخضر الإبراهيمي
ستافان دي ميستورا - الأخضر الإبراهيمي
TT

مراقبون وموفدون عرب وأمميون واكبوا محنة سوريا بين 2011 و2019

ستافان دي ميستورا - الأخضر الإبراهيمي
ستافان دي ميستورا - الأخضر الإبراهيمي

كان الفريق الدابي، العسكري والدبلوماسي السوداني، أول موفد تولى مهمة المراقبة (قبل أن تتحوّل إلى التفاوض) في الملف السوري بعد اندلاع الانتفاضة السورية يوم 15 مارس (آذار) 2011، وتحولها بالتدريج إلى حرب مفتوحة، في أعقاب التصدي لها بالقوة، والتدخل السياسي والعسكري الخارجي المباشر فيها.
وُلِد الدابي في مدينة بربر، شمال السودان، عام 1948. والتحق بالجيش برتبة ملازم عام 1969 وتدرّج في الخدمة العسكرية حتى بلغ رتبة فريق، وغادر الخدمة عام 1999. وكان بين المناصب المهمة التي تولاها إدارة الاستخبارات العسكرية عام 1989، واحتفظ بمنصبه حتى منتصف 1995، وبعدها تبوَّأ منصب مدير الأمن الخارجي حتى 1996، ثم عيّن نائباً لرئيس أركان الجيش للعمليات العسكرية حتى 1999.
بعد تركه الخدمة، تحوّل إلى العمل الدبلوماسي، وعُيّن سفيراً لدى قطر. كما عُيّن مساعداً لممثل رئيس الجمهورية في إقليم دارفور.
عيّنته جامعة الدول العربية رئيساً لبعثة مراقبيها إلى سوريا، في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

كوفي أنان (غانا):
كوفي أنان، الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، والدبلوماسي الغاني المخضرم. كان يوم 23 فبراير (شباط) 2012 ثاني مَن يتولى الملف السوري باسم كل من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. ولقد نصَّت مهمة أنان على التالي:
- العمل على بناء مسار سياسي سلمي جامع يهدف إلى التعاطي مع مطامح وهموم الشعب السوري.
- العمل على وقف القتال، وتحقيق إطار رقابة أممية لوقف كل أعمال العنف من جميع الأطراف، وحماية المدنيين، وتثبيت الاستقرار في البلاد. ويشمل ذلك وقف قوات النظام تحريك كتائبها وقصفها الثقيل على المناطق المدنية، وسحب التجمعات العسكرية بعيداً عنها.
- تأمين وصول الإعانات الإنسانية إبان فترات هدنة يُصار إلى احترامها، وإطلاق الموقوفين عشوائياً والكشف عن أماكن اعتقالهم أو إخفائهم.
- إتاحة حرية الحركة للإعلاميين في عموم البلاد.
- ضمان احترام حق التجمع وحق التظاهر تحت سقف القانون.
غير أن أنان قرر التنحي عن مهمته، في ضوء فشله في تحقيق الأهداف أعلاه، وانتهى دوره في آخر أغسطس (آب) 2012.
وُلد أنان في مدينة كوماسي بوسط غانا عام 1938، وتُوفي خلال أغسطس (آب) 2018 في سويسرا. ينتمي لأسرة نبيلة من شعب الفانتي (أبناء عمومة الأشانتي). ودرس الاقتصاد في كوماسي قبل الحصول على منحة إلى الولايات المتحدة، حيث حاز على البكالوريوس في الاقتصاد من كلية ماكلاستر الراقية (ولاية مينيسوتا)، ثم حاز على شهادة في الدراسات المعمقة من المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف بسويسرا، وبعدها حصل على الماجستير في الإدارة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) الشهير في الولايات المتحدة.

الأخضر الإبراهيمي (الجزائر):
خلف كوفي أنان في مهمته الصعبة الدبلوماسي الجزائري الخبير الأخضر الإبراهيمي، وهو وزير خارجية سابق. ولقد تولى المسؤولية رسمياً في أول سبتمبر (أيلول) 2012، واستمر في محاولاته المضنية لاحتواء التفاقم المستمر في الأزمة حتى نهاية مايو (أيار) 2014.
ولد الإبراهيمي في بلدة تابلاط بولاية المدية بشمال الجزائر في مطلع عام 1934، وتلقى تعليمه في الجزائر وفي فرنسا. وهو متخصص في الحقوق والعلوم السياسية.
انخرط في فرنسا بالثورة الجزائرية عام 1956، ومن ثم مثل «جبهة التحرير الوطني الجزائرية» في جنوب شرقي آسيا لمدة 5 سنوات، وبعدها صعد سلم العمل الدبلوماسي والنشاط السياسي داخل الجزار وخارجها، فتولى السفارة في مصر والسودان وبريطانيا. وتولى منصب وزير الخارجية بين 1991 و1993. وعمل لفترات طويلة مع الأمم المتحدة وسيطاً وخبيراً ومستشاراً وممثلاً خاصاً.

ستافان دي ميستورا
(السويد - إيطاليا):
ستافان دي ميستورا، الموفد الذي شهدت المحنة السورية إبان فترة انتدابه الطويلة أسوأ حقب التهجير والتدخل الأجنبي، دبلوماسي إيطالي - سويدي. ولد في العاصمة السويدية استوكهولم عام 1947 لأب إيطالي من أسرة نبيلة فرّت من الشاطئ الدلماشي (كرواتي حالياً) وأم سويدية. وهو يحمل لقب «ماركيز»، ويجيد 7 لغات، بينها العربية.
بدأ عمله مع الأمم المتحدة خلال عقد السبعينات من القرن الماضي، وشمل مهمات في أفريقيا (السودان وتشاد وإثيوبيا) وفي قبرص وجنوب شرقي آسيا (فيتنام ولاوس). ترقى بعدها في مناصب الأمم المتحدة وتولى عدداً من المهمات بما فيها الإغاثة واللاجئون والغذاء.
بين 2011 و2013، أُسنِد إليه منصب وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا، وبعدها عُيّن نائباً لوزير الخارجية لفترة قصيرة، عام 2013.
تولَّى ملف سوريا خلفاً للأخضر الإبراهيمي في يوليو (تموز) 2014، واحتفظ به لخمس سنوات تقريباً حتى 7 يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، وسط فشل ذريع له ولكل المبادرات الدولية.
وبعد تنحيه، أُسنِدت مهمته إلى الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسن.


مقالات ذات صلة

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

حصاد الأسبوع جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب

يوسف دياب (بيروت)
حصاد الأسبوع تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني

براكريتي غوبتا (نيودلهي (الهند))
حصاد الأسبوع تشون دو - هوان (رويترز)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
حصاد الأسبوع الشرق السودان دخل دوامة الحروب السودانية المتمددة (رويترز)

شرق السودان... نار تحت الرماد

لا يبعد إقليم شرق السودان كثيراً عن تماسّات صراع إقليمي معلن، فالجارة الشرقية إريتريا، عينها على خصمها «اللدود» إثيوبيا، وتتربص كل منهما بالأخرى. كذلك، شرق

أحمد يونس (كمبالا (أوغندا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»