أزمة الوقود... وجه من وجوه أزمة السوق الموازية

أزمة الوقود... وجه من وجوه أزمة السوق الموازية
TT

أزمة الوقود... وجه من وجوه أزمة السوق الموازية

أزمة الوقود... وجه من وجوه أزمة السوق الموازية

لم يمر خبر إعلان أصحاب محطات الوقود (المحروقات) الإضراب المفتوح، بدءاً من الخميس، مرور الكرام على اللبنانيين، فمثلما يحصل في كل مرة، حين يهدد فيها القيّمون على هذا القطاع التوقف عن البيع، تهافت الناس على محطات الوقود خوفاً من انقطاع المشتقات النفطية، لا سيما مادة البنزين.
ما قالته النقابة إنّ الإضراب ليس هدفاً بذاته، بل هو وسيلة للفت النظر إلى حجم المعاناة التي يعاني منها أصحاب المحطات، وتأتي في سياق «حث المعنيين على إنهاء المسألة بأسرع وقت ممكن»، مشدّدة على أنّها «لم تسع إلى مضايقة الناس وشل الحركة الاقتصادية»، لكنها فعلت ذلك حقاً حتى ولو كان ذلك عن غير قصد. إذ شهدت الطرقات اللبنانية حركة مرور كثيفة؛ حيث انتظر المواطنون في طوابير أمام محطات الوقود لتعبئة البنزين في مختلف المناطق اللبنانية، ناهيك عن البلبلة التي أحدثها خبر انقطاع الوقود بين اللبنانيين.
ولكن، هذا الإعلان، سرعان ما تمّ تعليقه صباح أمس الجمعة من قبل نقابة أصحاب المحطات، إثر اجتماع تشاوري عقدته في اليوم نفسه، ولوحت بأنّ يكون لها موقف آخر على ضوء المستجدات التي ستتخذ، أو سيصل إليها المعنيون في هذا الملف.
والحال، إنّه كان لافتاً هذه المرة، التضارب الذي حصل بين موقف أصحاب المحطات والشركات الموزّعة للوقود. ففي حين أعلن فيه عن الإضراب خرج فادي أبو شقرا، ممثل شركات موزعي الوقود، وأعلن أنّه «لا إضراب في قطاع النفط». ليتبين لاحقاً أنّ النقابة كانت ممتعضة من عدم دعوتها إلى اللقاء مع الحريري الذي ضم الشركات الموزّعة والمستوردة للنفط، علماً بأن نسبة المحطات التي شاركت في الإضراب لم تتعد الـ2 في المائة في مختلف المناطق اللبنانية، وفق ما أكده مصدر في تجمع الشركات الموزعة، لـ«الشرق الأوسط».
وتعليقاً على ما جرى، قال سامي البراكس، رئيس نقابة أصحاب محطات الوقود في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «إعلان الإضراب، جاء على خلفية نفاد الوقود لدى بعض أصحاب المحطات، التي لا تمتلك دولارات من أجل شراء البضاعة من الموزعين، الذين أيضاً يشترون الوقود من الشركات المستوردة للنفط بالعملة الأجنبية». وأضاف: «إن بعض المحطات تمكنت من شراء البنزين لأن لديها الدولارات، ولكن الكثير منهم لم يتمكن من تأمين بضاعتهم لأنّهم لا يودون شراء الدولار بأسعار مرتفعة جداً وصلت 1580 ليرة لبنانية للدولار الواحد في السوق السوداء»، مشيراً إلى أن معظم المحطات باتت خالية من مادة المازوت.
ولفت البراكس إلى أنّ «خطوتهم نحو تعليق الإضراب، أتت بعد دعوة نقابة أصحاب المحطات للقاء الذي ضم الجمعة الحريري والممثلين عن قطاع الوقود من أجل الخروج بحل للأزمة».
من جهته، قال أبو شقرا لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «ما حصل أكد أنّ لا قرار لدى قطاع النفط في لبنان بالإضراب الشامل والمفتوح، والدليل على ذلك أننا كشركات موزعة للوقود وشركات مستوردة للمشتقات النفطية لم نشارك فيه». وعن قرب حل الأزمة، قال أبو شقرا «نحن نتمنى ونتأمل خيراً بالتعميم الذي سيصدر عن حاكم مصرف لبنان الأسبوع المقبل، ومتفائلين لأنّه على ما يبدو هناك توجه من قبل المعنيين في السلطة نحو حل الأزمة»، نافياً معرفته تفاصيل مضمون هذا التعميم.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»