ترقب في تونس للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية

TT

ترقب في تونس للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية

كشف نبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس، عن موعد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في تونس. وقال إن «هيئة الانتخابات تقترب من تحديد موعد 13 أكتوبر (تشرين الأول) لإجراء الانتخابات الرئاسية، إثر تلقيها صباح أمس طعنين فقط من كل من المترشحين في الدور الأول لهذا الاستحقاق الانتخابي، وهما حاتم بولبيار (قيادي مستقيل من حركة «النهضة»)، وناجي جلول (قيادي سابق في حزب «النداء»)». وأكّد بفون أن الهيئة لم تتلقَّ طعناً من عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع التونسي حتى صباح أمس، كما أكد فوزي عبد الرحمن مدير حملته الانتخابية في تصريح سابق.
وأوضح بفون أن وصول هذين الطعنين إلى هيئة الانتخابات، يستوجب تحديد موعد جلسة قضائية من قبل المحكمة الإدارية للنظر فيهما في طور الاستئناف، وقال إن هذه العملية القانونية تتطلب تقريباً أسبوعاً لصدور الحكم والإعلان عنه، لتعلن بعد ذلك هيئة الانتخابات رسمياً عن النتائج النهائية للدور الأول من الانتخابات الرئاسية، وعن الموعد النهائي للدور الثاني.
بدوره، أكد فاروق بوعسكر نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن موعد 13 أكتوبر المقبل يمثل الفرضية الوحيدة أمام الهيئة، إثر عدم إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني في موعدين، كانت الهيئة حددتهما في حال عدم توجيه طعون في نتائج الانتخابات. وكانت الهيئة قد حددت موعد 29 سبتمبر (أيلول) و6 أكتوبر، غير أن هاتين الفرضيتين قد تم تجازهما بمجرد تقديم طعون في نتائج الانتخابات الرئاسية في طور أول وطور ثان.
ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في حال تم رفض الطعون المقدمة من قبل ستة مرشحين للسباق الرئاسي في دوره الأول، كل من قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري، المرشح المستقل الذي حصل على المرتبة الأولى بنسبة 18.4 في المائة، ونبيل القروي، مرشح حزب «قلب تونس» القابع في سجن المرناقية غربي العاصمة التونسية، والذي حاز على المرتبة الثانية بنسبة لا تقل عن 15.6 في المائة.
من ناحيته، أكد عماد الغابري، المتحدث باسم المحكمة الإدارية لـ«الشرق الأوسط»، أن الموعد النهائي للإعلام بالأحكام النهائية الخاصة بالطعون سيكون يوم 3 أكتوبر على أقصى تقدير. واعتبر أن هذا التاريخ على ارتباط بتاريخ الجلسات القضائية والمرافعات التي سترافقها، علاوة على الفترة الفاصلة بين التصريح بالأحكام، وإعلام الأطراف المعنية بتلك الأحكام القضائية.
على صعيد آخر، أفادت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بأن مؤسسة التلفزة التونسية (حكومية) لم تستشرها لتنظيم مناظرات تلفزيونية بين المرشحين في الانتخابات البرلمانية، معتبرة أنه لا يوجد سند قانوني لتنظيمها. وأكدت أن القرار المشترك الممضى بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من ناحية، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا) من ناحية ثانية، ينصّ على تنظيم المناظرات الخاصة بالانتخابات الرئاسية فقط.
يذكر أن مؤسسة التلفزة التونسية قد أعلنت، في مؤتمر صحافي عقدته أول من أمس، عن تنظيم مناظرتين تلفزيونيتين للانتخابات البرلمانية يومي 1 و2 أكتوبر المقبل، وهو ما قد يطرح تحديات إضافية على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، من خلال ضرورة مراقبة تصريحات المرشحين خلال الحملة الانتخابية التي تنتهي في الرابع من الشهر المقبل.
ويتنافس في الانتخابات البرلمانية التي تجري في السادس من أكتوبر، أكثر من 15 ألف مرشح على 217 مقعداً في البرلمان التونسي، ويتوزع هؤلاء على أكثر من 1500 قائمة انتخابية في جميع الدوائر الانتخابية، المقدر عددها بـ33 دائرة، من بينها 27 دائرة انتخابية داخل تونس، و6 دوائر انتخابية في دول المهجر. وتتوزع القوائم الانتخابية بين 163 قائمة ائتلافية، و687 قائمة حزبية تمثل الأحزاب السياسية، و722 قائمة انتخابية مستقلة، وبذلك تكون الانتخابات البرلمانية مفتوحة على كل الاحتمالات.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.