ثلاثة ثقوب سوداء في طريقها إلى التصادم

تصور فني أطلقته وكالة «ناسا» يظهر ثقبين أسودين متشابكين (إ.ب.أ)
تصور فني أطلقته وكالة «ناسا» يظهر ثقبين أسودين متشابكين (إ.ب.أ)
TT

ثلاثة ثقوب سوداء في طريقها إلى التصادم

تصور فني أطلقته وكالة «ناسا» يظهر ثقبين أسودين متشابكين (إ.ب.أ)
تصور فني أطلقته وكالة «ناسا» يظهر ثقبين أسودين متشابكين (إ.ب.أ)

عندما تتصادم المجرات، تتصادم أيضا الثقوب السوداء الهائلة الموجودة في وسط كل مجرة. وللمرة الأولى، لاحظ علماء الفلك تصادماً ثلاثياً لمجرات، أرسلت 3 ثقوب سوداء في مسار تصادمي، وفقاً لدراسة حديثة.
ووقع التصادم الهائل على مسافة مليار سنة ضوئية من الأرض، ولرؤيته احتاج الفلكيون إلى استخدام التلسكوبات على الأرض وفي الفضاء، وفقا لشبكة «سي إن إن» الأميركية.
والتقط تلسكوب «SLOAN DIGITAL SKY SURVEY» في ولاية نيو مكسيكو الأميركية التصادم على هيئة ضوء بصري، وساعدت المتابعة التي قام بها العلماء في وصف ما حدث بأنه «تصادم مجرّي».
ورصدت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء «ناسا» غازا وغبارا ناتجين عن التصادم، كما رصد ماسح الأشعة تحت الحمراء العريض النطاق التابع لـ«ناسا» ضوءا متوهجا للأشعة تحت الحمراء منبعثاً من التصادم، ورصد مرصد شاندرا الفضائي للأشعة السينية نقاط ضوء ساطعة في وسط كل مجرة.
وتم نشر بحث حول التصادم الثلاثي النادر هذا الأسبوع في مجلة الفيزياء الفلكية.
وقد يبدو أن مثل هذا التصادم الهائل سيكون أكثر وضوحاً، لكن وجود ثلاثة ثقوب سوداء هائلة تلتهم المواد في وسط عملية اندماج مجرة عملاقة يولّد الكثير من الغاز والغبار ما يمكن أن يخفي الحدث عن التلسكوبات.
ورصد العلماء في الماضي تصادم زوج من الثقوب السوداء، ولكن ليس ثلاثة. وقالت شوبيتا ساتيابال إحدى المشاركات في الدراسة: «تصادم الثقوب السوداء المزدوجة والثلاثية أمر نادر للغاية. لكن هذه الحوادث هي في الواقع نتيجة طبيعية لعمليات الاندماج في المجرات، والتي نعتقد أنها طريقة نمو المجرات وتطورها».


مقالات ذات صلة

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أجسام محترقة رصدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي جنوب السعودية

أجسام غامضة في سماء السعودية... هذا تفسيرها

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، مقاطع فيديو لظهور ما يشبه أجسام محترقة في سماء مدينة جازان (جنوب السعودية).

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق عرض سماوي مبهر يحدث مرّة كل 80 عاماً (غيتي)

بعد انتظار 80 عاماً... علماء الفلك يستعدون لعرض سماوي مبهر وقصير

وتنتج هذه الظاهرة الفلكية عن التفاعل بين نجمين يدوران حول بعضهما بعضاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إنجاز مذهل (ناسا)

مسبار «ناسا»... «يقهر» الشمس مُسجِّلاً إنجازاً مذهلاً

أكّدت «ناسا» أنّ المسبار «باركر» الشمسي «سليم» ويعمل «بشكل طبيعي» بعدما نجح في الوصول إلى أقرب نقطة من الشمس يصل إليها أي جسم من صنع الإنسان.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند الولايات المتحدة)
يوميات الشرق صورة توضيحية للمسبار «باركر» وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

«ناسا»: المسبار «باركر» يُسجل اقتراباً قياسياً من الشمس

أفادت وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي في عيد الميلاد اقتراباً قياسياً من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)
سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)
TT

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)
سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

وأوضح باحثون من جامعة كاليفورنيا في الدراسة التي نشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «نيتشر»، أن هذا النظام يعزز حدوث حالة مرضية تُسمى «التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASH)»، وهي حالة تؤدي إلى تلف الخلايا، وتحفِّز دخولها في حالة الشيخوخة الخلوية.

ووفقاً للدراسة، شهدت السنوات الأخيرة زيادة بنسبة تصل إلى 25 - 30 في المائة في حالات الإصابة بسرطان الكبد، مع ارتباط معظم هذه الزيادة بانتشار مرض الكبد الدهني الذي يؤثر حالياً على 25 في المائة من البالغين في أميركا. ويعاني العديد من هؤلاء المرضى من شكل حاد من المرض يُسمَّى «التهاب الكبد الدهني المصاحب للخلل الأيضي»، الذي يزيد من خطر الإصابة بالمرض.

ومن خلال دراسة الخلايا بشرية، اكتشف الباحثون أن النظام الغذائي الغني بالدهون والسكر، مثل الوجبات السريعة، والحلويات، والمشروبات الغازية، والأطعمة المعالجة، يؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا الكبد، وهذه الحالة تُعدّ استجابة طبيعية للإجهاد الخلوي؛ حيث تتوقف الخلايا عن الانقسام ولكن تبقى نشطة من الناحية الأيضية.

ومع ذلك، وجد الفريق أن بعض الخلايا التالفة التي دخلت في حالة الشيخوخة الخلوية لا تموت؛ بل تبقى «قنبلة موقوتة»، ومن الممكن أن تبدأ في التكاثر مجدداً بأي وقت؛ ما يؤدي في النهاية إلى تحولها إلى خلايا سرطانية.

كما أظهرت التحليلات الجينومية الشاملة للحمض النووي في الأورام أن الأورام السرطانية تنشأ من خلايا الكبد المتضررة بسبب مرض «التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي»؛ ما يبرز العلاقة المباشرة بين النظام الغذائي المسبب للتلف الجيني وتطوُّر السرطان.

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن علاج تلف الحمض النووي الناتج عن النظام الغذائي السيئ قد يكون مساراً واعداً في الوقاية من سرطان الكبد. كما يساهم فهم تأثير النظام الغذائي على الحمض النووي في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لمكافحة السرطان. وشدَّد الفريق على أهمية التوعية بمخاطر النظام الغذائي السيئ الذي يشمل الأطعمة الغنية بالدهون والسكر؛ حيث لا يؤثر هذا النظام فقط على المظهر الجسدي ويزيد الإصابة بالسمنة، بل يتسبب أيضاً في تلف الخلايا والحمض النووي؛ ما يزيد من الحاجة لتحسين العادات الغذائية كوسيلة للوقاية من السرطان وأمراض الكبد.

يُشار إلى أن سرطان الكبد يُعدّ من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم، وغالباً ما يرتبط بالأمراض المزمنة، مثل التهاب الكبد الفيروسي «سي» و«بي»، بالإضافة إلى مرض الكبد الدهني.