النيابة المصرية تحقق مع خلية إرهابية على اتصال بـ«داعش»

مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط»: رصدنا تنسيقات الطرفين تمهيدا لإعلان ذراع محلي للتنظيم

النيابة المصرية تحقق مع خلية إرهابية على اتصال بـ«داعش»
TT

النيابة المصرية تحقق مع خلية إرهابية على اتصال بـ«داعش»

النيابة المصرية تحقق مع خلية إرهابية على اتصال بـ«داعش»

أكدت مصادر أمنية مصرية، أمس الاثنين، أنها نجحت في ضبط عدد من أعضاء "خلية إرهابية" عقب رصد اتصالات بين أعضائها وتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن الاتصالات التي جرى رصدها تؤكد وجود تنسيقات بين الخلية والتنظيم الإرهابي، تمهيدا للإعلان قريبا عن وجود ذراع محلي لـ"داعش" في قلب مصر، وتابعت أن "زعيم الخلية جرى توقيفه خلال محاولته السفر إلى تركيا، وأفراد الخلية جرى إحالتهم إلى النيابة لاستكمال التحقيقات وأوراق القضية".
وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس، إلى قرار نيابة الزقازيق الكلية (محافظة الشرقية، شرق القاهرة)، بـ"حبس زعيم الخلية الإرهابية وأربعة من معاونية لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات"، لكن مصدرا أمنيا مصريا رفيعا أكد لـ«الشرق الأوسط» لاحقا، أن عدد المضبوطين في القضية هم ثمانية أفراد، وأنه جرى إحالتهم إلى النيابة.
ووجهت النيابة بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية، إلى المتهمين تهم الانضمام لجماعة إرهابية، وتلقي تدريبات عسكرية في الخارج، بهدف ارتكاب جرائم إرهابية وأعمال عنف داخل البلاد واستهداف الجيش والشرطة.
وأفاد المصدر الأمني بأن المتهم الرئيس (زعيم الخلية) جرى ضبطه خلال محاولته السفر إلى تركيا، لكنه رفض توضيح موعد ضبط المتهم، أو اسمه، أو مكان ضبطه وما إذا كان ذلك في أحد المنافذ الجوية أو البحرية المصرية، قائلا إن "تلك المعلومات خاضعة الآن لتحقيقات النيابة".
لكن مصادر أخرى للشرطة أوضحت أن واقعة التوقيف كانت خلال الأيام القليلة الماضية في مطار القاهرة، وأن المتهم قبض عليه في صالة المغادرة خلال انهاء إجراءات سفره على متن الطائرة المتجهة إلى أنقرة، مشيرة إلى أن متهما آخر بذات القضية جرى ضبطه في محافظة الإسكندرية خلال محاولته أيضا الهروب إلى الخارج.
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية، نقلا عن مصادرها، إلى أن الخلية مكونة من 38 فردا، وأنه جاري البحث عن باقي أعضائها. وأن المتهمين الموقوفين كلهم من المقيمين في محافظة الشرقية، وضبط بحوزتهم مبالغ مالية كبيرة، وذلك بعد أن أثبتت التحريات ارتباطهم بتنظيم إرهابي، وإعدادهم لتنفيذ عمليات إرهابية في دلتا مصر.
وأوضح المصدر الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط»، طالبا عدم تعريفه، أن "أجهزة الأمن المصرية رصدت وتابعت اتصالات بين أعضاء الخلية المصرية وعدد من المصريين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا، وكان لديهم مخططات لتنفيذ أعمال تستهدف العسكريين والمدنيين، كما كان بعضهم يخطط للذهاب إلى سوريا للالتقاء والتنسيق مع (داعش)، تمهيدا لإعلان التنظيم الإرهابي لاحقا عن وجود ذراع له في مصر".



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.