جاد الحلبي... مصمم يريد توفير أحذية تجمع الأناقة بالراحة للرجل

جاد الحلبي... مصمم يريد توفير أحذية تجمع الأناقة بالراحة للرجل
TT

جاد الحلبي... مصمم يريد توفير أحذية تجمع الأناقة بالراحة للرجل

جاد الحلبي... مصمم يريد توفير أحذية تجمع الأناقة بالراحة للرجل

رغم تخصّصه بإدارة الأعمال، ظلّ عالم التصميم يُلح على الشاب جاد الحلبي، إلى أن سافر إلى موناكو للدراسة، وفي النهاية تخرج بدرجة الماجستير في العلوم والسلع والخدمات الفاخرة. في العام 2011 انتقل إلى دبي، حيث اكتسب خبرات كثيرة قبل أن يتوجه إلى بيروت ويُطلق ماركته الخاصة في الأحذية الرجالية تحت اسم Jad Privé.
البداية كانت فعلاً استثنائية، بحسب ما قاله جاد في حديث له لـ«الشرق الأوسط»، حيث عمل فور وصوله إلى دبي في دار «لويس فويتون» لمدة عامين، ثم في شركة لوريال، من بعدها شركة «سواتش غروب» الذي بقي فيها لمدة أربع سنوات. في عام 2018 عاد إلى مسقط رأسه، وقرر دراسة تصميم الأحذية في Esmod-USJ، من بعدها صمم أول حذاء له. يشرح جاد الدافع الأساسي لهذه الخطوة إلى جانب حبه لعالم التصميم، بأنه كان يحب اقتناء الأحذية الكلاسيكية والأنيقة منذ صغره، وانتبه أن الشرق الأوسط يفتقد إلى ماركات رجالية تتمتع بجودة عالية وتصاميم عصرية تجمع الأناقة بالراحة، والأهم من هذا بأسعار معقولة «لهذا فكرت أن أملأ هذه الثغرة» وهذا ما كان، مشيرا إلى أنه لا ينوي التوجه إلى تصميم أحذية نسائية بعد. السبب، بحسب رأيه، أنها متوفرة بكثرة، وهناك الكثير من الماركات المحلية التي تغطي هذا الجانب، فضلا عن أن «الأمر يحتاج إلى دراسة ووقت، وفي هذه المرحلة أُفضل التركيز على الأحذية الرجالية، لا سيما أن التعامل مع الرجل أسهل بكثير، كون التصاميم محدودة مقارنة بتصاميم المرأة. فهذه لا تُحصى، بدءا من أشكال الكعب إلى الألوان وغيرها. وبشكل عام، يفضل الرجل التصميم البسيط والعملي والمريح».
يلفت جاد الحلبي إلى أنّ أكبر التحديات التي يواجهها كمصمم شاب هو التدهور الاقتصادي والكساد الذي تعيشه البلاد، متأسفا على الحال المتردية، إلى جانب عدم الاستقرار والخوف الدائمين من الغد، ولكنّه من جانب آخر يجد أنّ الكثير من التحديات القديمة اختفت مع الانفتاح على العالم وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توافرت المعلومات والقدرة إلى الوصول لأي منتج.
ومع ذلك لا يخفى عليه أن هذا الانفتاح سيف ذو حدين على حد تعبيره، لأنّ التحدي صار أصعب بالنسبة للمصممين الشباب لكي يثبتوا أنفسهم ويفرضوا منتجاتهم «فهذا يحتاج إلى استثمار كبير للتصدي للمنافسة خصوصا مع ماركات عالمية متوفرة على مواقع التسوق الإلكتروني، وليس فقط ماركات محلية».
ويشير إلى أنه مثل أي شاب يتابع مستجدات السوق وما تطرحه ماركات عالمية يحلم بها الشباب، مثل غوتشي وبالنسياغا وغيرهما. هذا الحلم هو الذي يحاول جاد أن يُغذيه ويوفره من خلال الجمع بين ماركات عدة يرى أنها تتمتع بأسلوب خاص بها مثل «برادا» و«آكني استوديوز» و«ساندرو» و«هيرميس».



5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.