فنون التراث الإندونيسي تبهر جمهور الإسكندرية

عبر الموسيقى والرقص والقتال

فرقة فلكلورية خلال فعاليات اليوم الثقافي الإندونيسي بالإسكندرية
فرقة فلكلورية خلال فعاليات اليوم الثقافي الإندونيسي بالإسكندرية
TT

فنون التراث الإندونيسي تبهر جمهور الإسكندرية

فرقة فلكلورية خلال فعاليات اليوم الثقافي الإندونيسي بالإسكندرية
فرقة فلكلورية خلال فعاليات اليوم الثقافي الإندونيسي بالإسكندرية

عبر الرقص والموسيقى وفنون الدفاع عن النفس، نجحت السفارة الإندونيسية بمصر في نقل أجواء إندونيسيا التراثية إلى مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، حيث قدمت فرق إندونيسية عروضاً فلكلورية وفنية مميزة اجتذبت فئات متنوعة من الجمهور السكندري الذي احتشد بالساحة الخارجية لمكتبة الإسكندرية لمتابعة العروض الإندونيسية المبهرة والتي تضمنت حركات قتالية مثيرة على وقع الموسيقى الصاخبة.
ويأتي احتفاء مكتبة الإسكندرية بالفنون الإندونيسية ضمن فعاليات اليوم الثقافي الإندونيسي، أمس (الأربعاء)، في إطار التبادل الثقافي مع البلدان المختلفة، وللتعريف بإندونيسيا وحضارتها وثقافتها وفنونها وفق الدكتور أمجد الجوهري رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، الذي قال إن الفعالية تعد بداية تعاون مثمر بين مكتبة الإسكندرية والسفارة الإندونيسية بالقاهرة.
ومثّلت الفنون القتالية أكثر العروض إبهاراً للجمهور، كما كانت دوما إحدى وسائل نقل الحضارة الإندونيسية للعالم ومن بينها مصر، حسبما أكد روني الزبيري مدرب فن الدفاع عن النفس الإندونيسي، لـ«الشرق الأوسط»، والذي أشار إلى أنه «درّب أكثر من ألف و600 مصري على فنون الدفاع عن النفس الإندونيسية منذ عام 2005».
ويمتد طموح إندونيسيا لتعميق وتأصيل فنون اللعبة في مصر كما يوضح الزبيري قائلاً: «بدأنا في تأسيس اتحاد مصري لـ(السيلات) ونأمل في مشاركة المصريين في أولمبياد 2020 في هذه اللعبة والتي سوف تكون تجربة استثنائية فهذه الرياضة مميزة تجمع بين الفنون القتالية والاستعراضية ومعظمها ضربات باليد والقدم وقفز في الهواء».
وتضمن اليوم الثقافي الإندونيسي أنشطة ثقافية وعدداً من الرقصات التراثية الإندونيسية، تمثل تاريخ إحدى الجزر الإندونيسية المتعددة، كرقصة «لنغانغ نياهي» من مدينة جاكرتا العاصمة، ورقصتي «زابين» و«إندانغ» من جزيرة سومطرة، ورقصة «داراغونتي» من جزيرة كاليمانتان، ورقصات جزر لومبوك وبابوا، إلى جانب معرض للفن التراثي والأطعمة الإندونيسية وأبرزها القهوة ومعجنات الإندومي.
كما تم عرض فيلم ترويجي عن إندونيسيا، وعرض عن أنشطة مكتبة الإسكندرية الثقافية، إلى جانب فقرات فنية في ساحة المكتبة الخارجية.
بدوره، عدّ حلمي فوزي، السفير الإندونيسي بالقاهرة، الاحتفالية تعبّر عن قوة العلاقات المصرية الإندونيسية في المجالات الثقافية والتربوية، كما أنها تتيح الفرصة لتعريف المصريين بالتنوع الثقافي والفني الذي تتميز به إندونيسيا.
وأكد أن العلاقة بين مصر وإندونيسيا وطيدة وتاريخية، حيث بدأت قبل استقلال إندونيسيا بقرن من الزمن، كما كانت إندونيسيا ترسل طلابها إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف في القرن التاسع عشر، لافتاً إلى أن مصر هي أول دولة اعترفت باستقلال إندونيسيا عام 1945 وبدأت بعدها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتعاون في المجالات كافة.
اللغة كانت أحد عوامل الدعاية أيضاً لثقافة إندونيسيا كما يقول يحيى إبراهيم، معلم اللغة الإندونيسية بالمركز الثقافي الإندونيسي بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «بات المصريون يقبلون على دراسة اللغة الإندونيسية بشكل واضح خصوصاً مع اشتراك آلاف الكلمات بين اللغتين العربية والإندونيسية». ولفت إلى أن «المركز تلقى نحو 2000 طلب للفوز بمنحة لتعلم اللغة قُبل منها 120 فقط».



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.