السيسي: تعثّر مفاوضات «سد النهضة» سينعكس سلباً على استقرار المنطقة

قال إن إثيوبيا لم تُجرِ دراسات وافية لآثار المشروع

الرئيس المصري لدى إلقائه خطابه أمام الجمعية العامة  للأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس المصري لدى إلقائه خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)
TT

السيسي: تعثّر مفاوضات «سد النهضة» سينعكس سلباً على استقرار المنطقة

الرئيس المصري لدى إلقائه خطابه أمام الجمعية العامة  للأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس المصري لدى إلقائه خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)

في تحذير لافت، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن «استمرار التعثر في المفاوضات بشأن (سد النهضة) الإثيوبي، ستكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية في المنطقة عامة ومصر خاصة».
وتخشى مصر أن يؤدي السد الإثيوبي إلى الإضرار بحصتها المحدودة من مياه النيل، التي تقدر بـ«55.5 مليار متر مكعب»، والتي تعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة. ومع تشديد السيسي، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، على أن «مياه النيل بالنسبة لمصر، مسألة حياة، وقضية وجود»، رأى أن هناك «مسؤولية كبرى على المجتمع الدولي، للاطلاع بدور بناء في حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة، سعياً للتوصل إلى اتفاق مُرضٍ للجميع».
وكانت مصر وإثيوبيا تبادلتا، أخيراً، تصعيداً كلامياً نادراً بشأن تعثر المفاوضات، وطالبت القاهرة بوضع حد لمفاوضات تجري منذ نحو 8 سنوات حول «سد النهضة» من دون التوصل إلى نتيجة، فيما رفضت أديس أبابا مقترحات مصرية بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، منتقدة ما اعتبرته أنه «يتعارض مع سيادتها».
واستشهد السيسي بأن «مصر سعت على مدار عقود، إلى تعزيز وتعميق أواصر التعاون مع أشقائها من دول حوض النيل، التي ترتبط معهم بعلاقات أزلية. وتأكيداً لحرصها على رفعة شعوب حوض النيل الشقيقة، أعربت مصر عن تفهمها لشروع إثيوبيا في بناء (سد النهضة)، رغم عدم إجرائها دراسات وافية حول آثار هذا المشروع الضخم، بما يراعي عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب، ومنها مصر».
ونوه الرئيس المصري بأن بلاده «بادرت بطرح إبرام (اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة) الموقع في الخرطوم عام 2015، الذي أطلق مفاوضات امتدت لـ4 سنوات، للتوصل إلى اتفاق يحكم عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة».
وأعرب السيسي عن أسفه من أن المفاوضات «لم تفضِ إلى نتائجها المرجوة، ورغم ذلك، فإن مصر ما زالت تأمل في التوصل إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة، لشعوب نهر النيل الأزرق في إثيوبيا والسودان ومصر».
وتطرق السيسي إلى الشأن الأفريقي في كلمته، وقال إنه «بحكم رئاستنا للاتحاد الأفريقي، وبالمشاركـة مع أشقائنا، على ترسيخ مبدأ (الحلول الأفريقية للمشاكــل الأفريقيـة)، حتى يتسنى اعتماد مقاربة شاملة، تستهدف إرساء دعائم التنمية، من خلال رؤية قارية، تستند إلى مقومات التاريخ المشترك ووحدة المصير، والثقة في قدرتنا على السير قدماً نحو الاندماج».
كما اعتبر الرئيس أن «الدور الأفريقي الفاعل، أثمر عن اتفاق السلام في أفريقيا الوسطى، وتصور مشترك بين الأطراف المختلفة في السودان لإدارة المرحلة الانتقالية»، مشدداً على «أهمية رفع السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، تقديراً للتحـول الإيـجابي الذي يشــهده هذا البلد الشـقيق، وبمـا يمـكنه من مواجهة التحديات الاقتصادية، من خلال التفاعل مع المؤسسات الاقتصادية الدولية، تلبية لآمال شعبه، وأن يأخذ المكانة التي يستحقها ضمن الأسرة الدولية».
إلى ذلك، جدد السيسي التأكيد على موقف بلاده بشأن القضية الفلسطينية التي وصفها بأنها «أقدم أزمات المنطقة»، منوهاً بأن «بقاء هذه القضية دون حل عادل مستند إلى قرارات الشرعية الدولية، يفضي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، لا يعني فقط استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وإنما يعني أيضاً استمرار مرحلة الاستنزاف لمقدرات وموارد شعوب منطقة الشرق الأوسط».
وفي الشأن اليمني، دعا الرئيس المصري إلى «تنفيذ الحـل السياسي بمرجعياته المعروفة، وإنهاء التدخلات الخارجية من أطراف إقليمية غير عربية، تسعى لتقويض الأمن القومي العربي، ومواجهة التهديدات غير المسبوقة التي تعرضت لها منطقة الخليج العربي، سواء في صورة تهديدات للملاحة، أو عبر الاعتداءات التي تعرضت لها منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية الشقيقة».
كما دعا السيسي إلى «ضرورة التزام الجميع بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وضرورة محاسبة داعمي الإرهاب بالمال أو السلاح، أو بتوفير الملاذات الآمنة، أو المنابر الإعلامية، أو التورط في تسهيل انتقال وسفر الإرهابيين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.