سقوط قذيفتي «هاون» قرب سفارة أميركا في بغداد... والتحالف الدولي يهدد بالرد

تقارير أشارت إلى انطلاقهما من منطقة جنوب غربي العاصمة

الرئيس العراقي برهم صالح في نيويورك
الرئيس العراقي برهم صالح في نيويورك
TT

سقوط قذيفتي «هاون» قرب سفارة أميركا في بغداد... والتحالف الدولي يهدد بالرد

الرئيس العراقي برهم صالح في نيويورك
الرئيس العراقي برهم صالح في نيويورك

في وقت يجري فيه الرئيس العراقي برهم صالح مباحثات مكثفة في نيويورك بهدف تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع في الشرق الأوسط، سقطت قذيفتا «هاون» في محيط السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.
وأعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في بيان أمس الثلاثاء أنه في «الوقت الذي تستمر فيه (قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب) في العمل مع وإلى جانب ومن خلال شركائنا في قوات الأمن العراقية لضمان تحقيق الهزيمة الحتمیة لـ(داعش)، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير في بغداد». وأضاف البيان أنه «لم يتم قصف أي مرفق أو منشأة مُستخدمة من قبل قوات التحالف أو الولايات المتحدة، لكننّا نأخذ هذا الحادث على محمل الجد كما يفعل شركاؤنا في قوات الأمن العراقية». وعبرّ البيان عن شكره لقوات الأمن العراقية لما وصفها بـ«الاستجابة السريعة لحماية قوات التحالف في بغداد». وأكد البيان أن التحالف أوضح موقفه بأنه «لن يتم التسامح بخصوص أي هجوم على الأفراد والمنشآت الأميركية، كما تحتفظ قوات التحالف بالحق في الدفاع عن نفسها، ونحن هنا بدعوة من حكومة العراق، وسنُواصل دعمهم بناءً على طلبهم». ولم يحدد البيان طريقة الرد أو توقيته.
إلى ذلك، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي أن الصواريخ التي سقطت على المنطقة الخضراء كانت قد أطلقت من مساحات فارغة. وأضاف في تصريح أنه «بعد التحقيق تبين أن الصواريخ أطلقت من منطقة الدورة في بغداد»، مبيناً أن «هناك عبوة صوتية كانت قد انفجرت بالتزامن مع سقوط الصواريخ».
وطبقاً لما أعلنته «خلية الإعلام الأمني» في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، فإن «قذيفتي (هاون) سقطتا؛ الأولى في ساحة ترابية فارغة في محيط المنطقة الخضراء، والأخرى في نهر دجلة ببغداد، دون حادث يذكر». وبينما لم تذكر الخلية أي تفاصيل عن الحادث والجهة التي تقف خلفه، فإن مصدراً أمنياً عراقياً أبلغ «الشرق الأوسط» أنه «تم تحديد مكان إطلاق القذائف، وذلك من منطقة الدورة جنوب غربي بغداد التي لا تبعد كثيراً عن المنطقة الخضراء حيث مقر السفارة الأميركية». وأضاف أن «الأميركيين عرفوا وقت إطلاق الصاروخين ومكان الإطلاق قبل أقل من 30 ثانية عن طريق تقنية إلكترونية حديثة»، وفيما بيّن أنهم «أبلغوا الجهات العراقية بذلك؛ التي كانت هي الأخرى قادرة على اكتشاف إطلاقه لكن بوقت أطول قليلاً، تبين أن الجهة التي انطلقت منها القذيفتان هي بين منطقتي الدورة وأبو دشير جنوب غربي العاصمة».
من جهته، أكد الدكتور هشام الهاشمي، الخبير بالشؤون الأمنية والسياسية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «إطلاق مثل هذه القذائف على المنطقة الخضراء يعدّ في الواقع بمثابة استهداف شبه عمد غير مقصود الضرر المباشر يشبه إلى حد كبير الاستهدافات السابقة»، مبيناً أن «الهدف منها هو تعزيز أوراق الضغط الإيرانية على الأميركان». وأضاف أن «هذه العملية هي رسالة من الجهات التي تقف وراءها للأميركيين، وهي مخالفة لسياسة العراق الرسمية في محاولة إيصال الرسائل وتحفيز التحاور والوساطات».
ويأتي إطلاق هذه الصواريخ عشية اللقاءات التي يجريها في نيويورك الرئيس العراقي برهم صالح الذي كان عقد، أول من أمس، قمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، أكدت على أهمية تغليب لغة الحوار في حل النزاعات في المنطقة مع إعلان تضامن الدول الثلاث مع المملكة العربية السعودية بسبب تعرض منشآتها النفطية إلى هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وفيما ينتظر أن يلتقي صالح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فإنه أجرى لقاءات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبحث أزمة الخليج.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.