جماعة «العدل والإحسان» تدين إعفاء أعضائها من مناصبهم في وزارة التعليم المغربية

TT

جماعة «العدل والإحسان» تدين إعفاء أعضائها من مناصبهم في وزارة التعليم المغربية

أكدت جماعة «العدل والإحسان» الإسلامية شبه المحظورة في المغرب، أن أعضاء في الجماعة طالتهم حملة إعفاءات جديدة شملت عدداً من الأطر الإدارية في وزارة التربية والتعليم. وأدانت الجماعة إعفاء أعضائها من مناصبهم، ووصفت الحملة التي طالتهم بـ«الظالمة» و«الجائرة»؛ ما يفتح مواجهة جديدة بين الدولة وهذا التنظيم المعارض.
وقال حسن بناجح، المتحدث باسم الجماعة، إن هدف السلطات مما وصفها بـ«الحرب المفتوحة» و«الهجوم المتكرر» عليها هو «ردع الجماعة عن تبني قضايا الشعب والانخراط فيها»، وتصوير الجماعة بأنها «المشكلة الرئيسية في البلد».
وسبق للسلطات المغربية أن أعفت نحو 105 من الأطر المنتمين إلى الجماعة من مهامهم الوظيفية داخل عدد من المؤسسات الحكومية عام 2017. وفُسّر الإجراء بكونه يسعى إلى منع الجماعة من التغلغل داخل مفاصل الدولة بهدف تحقيق مشروعها السياسي. وعزت الجماعة الإعفاء إلى المواقف السياسية المعارضة التي تتبناها.
في غضون ذلك، قال محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد الجماعة، تعليقاً على الإعفاءات الجديدة لأطر «العدل والإحسان» بوزارة التربية والتعليم والتي جرت في مناطق مختلفة، إن «هذه الإعفاءات تأتي لمحاولة صرف الأنظار عن الاختلالات الكبيرة التي عرفها الدخول المدرسي والتي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الأوضاع المزرية لكثير من المدارس، خصوصاً في العالم القروي وفي المناطق المهمشة». وانتقد حمداوي، في تدوينة نشرها أمس: «إقصاء نخبة من أبناء الوطن مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة» في ظل الحديث عن ضرورة إيلاء الأهمية للكفاءات.
يذكر أن المواجهة بين السلطات والجماعة تتخذ أشكالاً عدة. ففضلاً عن قرارات إعفاء صدرت في السنوات الأخيرة ضد عدد من أطرها من مهامهم داخل المؤسسات الحكومية، تقدِم السلطات من حين إلى آخر على تشميع بيوت قياديين في الجماعة، بينهم بيت أمينها العام محمد عبد عبادي بوجدة (شمال شرقي البلاد)، المشمع منذ 2006. وتتخذ السلطات قرار تشميع بيوت أعضاء بارزين في هذا التنظيم المعارض بسبب تحويلها من بيوت للسكن إلى ما يشبه دور للعبادة أو مقرات لعقد اجتماعات من دون الحصول على تراخيص قانونية. ويتهم مالكوها جراء ذلك بـ«عقد تجمعات غير مرخص لها» و«الانتساب إلى جمعية محظورة»، بينما تقول الجماعة إن الغرض من التشميع هو التضييق على أنشطتها؛ لأنه غير مسموح لها ببناء مقرات. وترفض الجماعة وصفها بـ«الجماعة المحظورة»، وتقول إنها جماعة قانونية ولديها وثائق تؤكد ذلك.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.