الشرطة الأميركية تعتقل متطرفاً يمينياً خطط لتفجير «سي إن إن»

تفاخر في محادثة بقدرته على صنع متفجرات

TT

الشرطة الأميركية تعتقل متطرفاً يمينياً خطط لتفجير «سي إن إن»

في ثاني حالة من نوعها خلال هذا العام، اعتقلت شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) أميركياً يمينياً خطّط للهجوم على أهداف وشخصيات ليبرالية. مساء أول من أمس، أعلنت «إف بي آي» كشف تخطيط جندي أميركي لتفجير مقر تلفزيون «سي إن إن» في نيويورك، واستهدف المرشح الرئاسي الديمقراطي بيتو أوروك. وقال بيان «إف بي آي» أن الجندي غاريت ويليام سميث (24 عاماً) ناقش، في مواقع التواصل الاجتماعي، تقنيات صنع القنابل، ووضع قائمة أهداف كان بينها تفجير مقر «سي إن إن»، وأنه ما كان يعرف أن الشخص الذي تحادث معه كان شرطياً سرياً.
حسب وثائق القضية في محكمة في كنساس سيتي (ولاية ميزوري)، اعتقلت الشرطة اليميني المتطرف سميث السبت الماضي بتهمة «نشر معلومات متعلقة بأسلحة الدمار الشامل، وعرضه وسائل صنع قنابل على آخرين، ومناقشة تفجير مقر شبكة إخبارية». وحسب تلفزيون «سي إن إن»، أوضحت شهادة مكتوبة في وثائق المحكمة أرسلها سميث إلى شرطي سري، قوله إن «مقر شبكة أخبار أميركية كبرى سيكون هدفاً مناسباً، وذلك باستخدام سيارة مفخخة». وأشارت وثائق المحكمة إلى إعرابه عن رغبته في استهداف «العضو السابق في الكونغرس من ولاية تكساس، المرشح الرئاسي بيتو أوروك»، بواسطة قنبلة يدوية كان يريد صنعها.
وكان سميث قد «ناقش في وقت مبكر من عام 2016 الانضمام إلى جماعة شبه عسكرية يمينية متطرفة في أوكرانيا، قبل أن يصبح جندياً في الجيش الأميركي في 2017 وأنه تفاخر في محادثة في موقع (فيسبوك) بقدرته على صنع متفجرات، وأنه كان يبحث عن (متطرفين) آخرين. وأنه اقترح استهداف مجموعة يسارية، وأبراج اتصالات الجوال، ومحطات أخبار محلية».
في مارس (آذار) الماضي، قدم إلى المحاكمة كرستوفر هاسون (49 عاماً)، الجندي الذي كان يعمل في قوات حرس السواحل «كوست غاردز»، بتهم تتعلق بأسلحة ومخدرات في قضية قال المحققون فيها إنها ربطته بمؤامرة لقتل كثير من الديمقراطيين البارزين وبعض الصحافيين.
كانت شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) قد اعتقلت هاسون في موقف سيارات قرب مبنى قيادة خفر السواحل في بولتيمور (ولاية ماريلاند). وعندما فتشت الشرطة شقته، عثرت على 15 بندقية، منها 7 متطورة أو كاتمة للصوت، وأكثر من ألف طلقة ذخيرة. لم يصف المحققون والمدّعون هاسون بكلمة «إرهابي». وقالوا إنه كان يصف نفسه بأنه «وطني أبيض»، وأنه كان يخطط لتأسيس «وطن للبيض»، وذلك «عن طريق العنف». واعتماداً على الوثائق التي عثرت عليها الشرطة مع هاسون، وضع قائمة فيها أسماء مَن يريد استهدافهم، منها اسم الديمقراطية رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، واسم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. هذا بالإضافة إلى أسماء صحافيين مشهورين اتهمهم بأنهم «ليبراليون» أو «اشتراكيون» أو «شيوعيون»، ويعمل عدد كبير منهم في تلفزيون «سي إن إن».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».