محكمة مغربية تصدر الاثنين حكمها في قضية الصحافية الريسوني

TT

محكمة مغربية تصدر الاثنين حكمها في قضية الصحافية الريسوني

يبدو أن ملف الصحافية المغربية المتهمة بالإجهاض وإقامة علاقة غير شرعية، هاجر الريسوني، اقترب من إسدال الستار عليه، إذ قررت المحكمة الابتدائية في الرباط، في ساعة متقدمة من الليلة قبل الماضية، إدراج ملفها في التأمل (المداولات) تمهيداً لإعلان الحكم خلال جلسة الاثنين المقبل.
واستمعت المحكمة في الجلسة التي انعقدت أول من أمس، إلى المتهمين في الملف، ومرافعات دفاعهم الذي جدد التمسك بمطلب تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم على خلفية القضية، نظراً إلى غياب «حالة التلبس» بالجرم، وشدد على أن طريقة اعتقال الصحافية الريسوني شابتها «خروق قانونية وحقوقية».
ومنح القاضي المكلف متابعة القضية الكلمة الأخيرة للمتهمين، فقالت هاجر الريسوني للقاضي: «تعرضت للتشهير والظلم. وكما خرجت النيابة العامة ببلاغ ضدي وتدينني، تمنيت لو أنها خرجت ببلاغ تدين التشهير بي في وسائل الإعلام وترفضه». وأضافت الريسوني مؤاخذة النيابة العامة في تعاطيها مع قضيتها، وقالت: «كان على النيابة العامة أن تتضامن معي كامرأة، وتقول كفى تشهيراً، وتحث وسائل الإعلام على انتظار حكم المحكمة بدل التشهير بي وعدم احترام قرينة البراءة».
وزادت الصحافية منتقدة حملة التشهير التي استهدفتها «حتى لو صدر الحكم ببراءتي، كيف سأخرج للمجتمع وأقابل الناس؟»، في إشارة إلى أن المجتمع المغربي لن يلتمس لها أي عذر في القضية التي تصر على أنها لم تقترفها.
من جهته، خاطب النقيب عبد الرحيم الجامعي، عضو هيئة دفاع الصحافية، قائلاً: «نأمل أن تحتكموا إلى ضميركم»، واعتبر أنه «لا يمكن لقاض له ضمير أن يثق في الوثائق التي بين أيدينا لا طبياً ولا قانونياً». واعتبر الجامعي أن الريسوني تؤدي تكلفة مضاعفة مقارنة مع بقية المتابعين في المحاكمة، مبرزاً أن الملف أثار «جدلاً واسعاً ونقاشاً مجتمعياً، وأكيد أنه لن ينتهي بأي حكم سيصدر حتى لو كان بالبراءة»، في إشارة إلى النقاش الدائر حول إلغاء تجريم الإجهاض وتجريم العلاقات الجنسية الرضائية والحريات الفردية بالبلاد.
وشدد المتحدث ذاته على أن البراءة هي الحكم المنطقي الذي يجب على المحكمة أن تتبناه وتدافع عنه. وأكد أن المحاكمة «سيكون لها ما بعدها». وزاد: «بحثنا عن الحجة ولم نجدها، وبحثنا عن الضحية ولم نجدها، وبحثنا عن المشتكي فلم نجده، ولم نجد أطباء يحملون قيمة اليمين التي أدوها، وبحثنا عن القانون في المتابعة فلم نجده».
واعتقلت الريسوني (28 عاماً) التي تعمل في صحيفة «أخبار اليوم» قبل ثلاثة أسابيع رفقة خطيبها السوداني الجنسية، وطبيب متخصص في أمراض النساء، وممرض متخصص في التخدير. وجرى إيداع الجميع السجن على خلفية تهم تتعلق بـ«الفساد والإجهاض، والمشاركة في الإجهاض».
وأثارت قضية الريسوني ردود فعل واسعة وجدلاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الصحف والمواقع الإلكترونية، بعد أن ربط بعضهم بين اعتقالها وكتاباتها الصحافية المنتقدة للسلطات لا سيما فيما يتعلق بـ«حراك الريف». وأكدت النيابة العامة أن اعتقال الريسوني لا علاقة له بمهنتها الصحافية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.