قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء)، إن استمرار التعثر فى المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية فى المنطقة عامة.. وفى مصر خاصة، معتبراً مياه النيل بالنسبة لمصر «مسألة حياة، وقضية وجود».
وأضاف السيسي في كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن «مصر سعت على مدار عقود، إلى تعزيز وتعميق أواصر التعاون مع أشقائها من دول حوض النيل، التى ترتبط معهم بعلاقات أزلية. وتأكيدا لحرصها على رفعة شعوب حوض النيل الشقيقة، أعربت مصر عن تفهمها لشروع إثيوبيا فى بناء (سد النهضة)، رغم عدم إجرائها لدراسات وافية حول آثار هذا المشروع الضخم، بما يراعى عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب، ومنها مصر، بل وبادرت مصر، بطرح إبرام (اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة) الموقّع فى الخرطوم فى 23 مارس (آذار) 2015، والذى أطلق مفاوضات امتدت لأربع سنوات، للتوصل لاتفاق يحكم عمليتى ملء وتشغيل سد النهضة».
وتابع «إلا أنه - ومع الأسف - لم تفض هذه المفاوضات.. إلى نتائجها المرجوة. وعلى الرغم من ذلك ، فإن مصر مازالت تأمل فى التوصل لاتفاق يحقق المصالح المشتركة ، لشعوب نهر النيل الأزرق فى إثيوبيا والسودان ومصر»، مؤكداً أن «استمرار التعثر فى المفاوضات حول سد النهضة، سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية فى المنطقة عامة.. وفى مصر خاصة».
واستطرد «فمع إقرارانا بحق إثيوبيا فى التنمية، فإن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة، وقضية وجود، وهو ما يضع مسؤولية كبرى على المجتمع الدولى، للاضطلاع بدور بناء فى حث جميع الأطراف على التحلى بالمرونة، سعيا للتوصل لاتفاق مرض للجميع».
كانت مصر قد أعلنت في وقت سابق الشهر الجاري فشل محادثات بعد رفض إثيوبيا مقترحات القاهرة بشأن ملء وتشغيل السد.
وتخشي مصر، التي تعتمد على مياه نهر النيل في الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي، أن يؤدي مشروع سد النهضة إلى التأثير على حصتها من مياه النهر.
من جهة أخرى، أدان الرئيس المصري الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مؤسستان نفطيتان تابعتان لشركة «أرامكو» السعودية منتصف الشهر الحالي، مطالباً بوقفة حاسمة ضد الإرهاب.
وأضاف «لقد آن الأوان لوقفة حاسمة، تنهي الأزمة الممتدة في اليمن، من خلال تنفيذ الحـل السياسي بمرجعياته المعروفة، وإنهاء التدخلات الخارجية من أطراف إقليمية غير عربية، تسعى لتقويض الأمن القومي العربي».
وشدد الرئيس المصري على ضرورة مواجهة التهديدات «غير المسبوقة» التي تعرضت لها منطقة الخليج العربي، سواء في صورة تهديدات للملاحة، أو عبر الاعتداءات «التي تعرضت لها المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية الشقيقة».
وقال السيسي، إن أخطر تحديات العصر هو الإرهاب، مشيراً إلى أن مصر تطالب دائماً باتباع «نهج شامل لمكافحة الإرهاب يقوم على ضرورة التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية دون استثناء».
وطالب بضرورة التزام الجميع بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وضرورة محاسبة داعمي الإرهاب بالمال أو السلاح، أو بتوفير الملاذات الآمنة، أو المنابر الإعلامية، أو التورط في تسهيل انتقال وسفر الإرهابيين.
وأكد الرئيس المصري على أهمية رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب؛ حتى يتمكن من مواجهة التحديات الاقتصادية، و«ليأخذ المكانة التي يستحقها ضمن الدول، ويتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية».
وأشار السيسي إلى الأزمات الدائرة في المنطقة؛ إذ قال: «تصفية الأزمات شرط ضروري لأي عمل جاد، المثال الأبرز، القضية الفلسطينية، بقاء هذه القضية دون حل عادل يفضي لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، يعني استمرار مرحلة استنزاف مقدرات شعوب الشرق الأوسط».
وتابع: «أؤكد على أن العرب منفتحون على السلام العادل، الفرصة ما زالت سانحة لفتح الأبواب في الشرق الأوسط».
وبخصوص الوضع في ليبيا، أكد السيسي أن اعتماد الحلول الشاملة للمشكلات هو أمر ضروري، وبخاصة أن الشعب الليبي يتعرض للنزاع المسلح؛ لذا يجب توحيد المؤسسات الوطنية ضد فوضى الميليشيات.
وبالنسبة لسوريا، قال: «الحل السياسي بات ضرورة ملحة». مضيفاً أن مصر «ترحب بتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا»، وطالب بأن يبدأ عملها «فوراً».
السيسي: مياه النيل بالنسبة لمصر «مسألة حياة»
أدان استهداف «أرامكو»... ودعا إلى رفع اسم السودان من «قائمة الإرهاب»
السيسي: مياه النيل بالنسبة لمصر «مسألة حياة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة