السيسي: مياه النيل بالنسبة لمصر «مسألة حياة»

أدان استهداف «أرامكو»... ودعا إلى رفع اسم السودان من «قائمة الإرهاب»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمته خلال الاجتماع رفيع المستوى للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمته خلال الاجتماع رفيع المستوى للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)
TT

السيسي: مياه النيل بالنسبة لمصر «مسألة حياة»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمته خلال الاجتماع رفيع المستوى للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمته خلال الاجتماع رفيع المستوى للدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء)، إن استمرار التعثر فى المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية فى المنطقة عامة.. وفى مصر خاصة، معتبراً مياه النيل بالنسبة لمصر «مسألة حياة، وقضية وجود».
وأضاف السيسي في كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن «مصر سعت على مدار عقود، إلى تعزيز وتعميق أواصر التعاون مع أشقائها من دول حوض النيل، التى ترتبط معهم بعلاقات أزلية. وتأكيدا لحرصها على رفعة شعوب حوض النيل الشقيقة، أعربت مصر عن تفهمها لشروع إثيوبيا فى بناء (سد النهضة)، رغم عدم إجرائها لدراسات وافية حول آثار هذا المشروع الضخم، بما يراعى عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب، ومنها مصر، بل وبادرت مصر، بطرح إبرام (اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة) الموقّع فى الخرطوم فى 23 مارس (آذار) 2015، والذى أطلق مفاوضات امتدت لأربع سنوات، للتوصل لاتفاق يحكم عمليتى ملء وتشغيل سد النهضة».
وتابع «إلا أنه - ومع الأسف - لم تفض هذه المفاوضات.. إلى نتائجها المرجوة. وعلى الرغم من ذلك ، فإن مصر مازالت تأمل فى التوصل لاتفاق يحقق المصالح المشتركة ، لشعوب نهر النيل الأزرق فى إثيوبيا والسودان ومصر»، مؤكداً أن «استمرار التعثر فى المفاوضات حول سد النهضة، سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية فى المنطقة عامة.. وفى مصر خاصة».
واستطرد «فمع إقرارانا بحق إثيوبيا فى التنمية، فإن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة، وقضية وجود، وهو ما يضع مسؤولية كبرى على المجتمع الدولى، للاضطلاع بدور بناء فى حث جميع الأطراف على التحلى بالمرونة، سعيا للتوصل لاتفاق مرض للجميع».
كانت مصر قد أعلنت في وقت سابق الشهر الجاري فشل محادثات بعد رفض إثيوبيا مقترحات القاهرة بشأن ملء وتشغيل السد.
وتخشي مصر، التي تعتمد على مياه نهر النيل في الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي، أن يؤدي مشروع سد النهضة إلى التأثير على حصتها من مياه النهر.
من جهة أخرى، أدان الرئيس المصري الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مؤسستان نفطيتان تابعتان لشركة «أرامكو» السعودية منتصف الشهر الحالي، مطالباً بوقفة حاسمة ضد الإرهاب.
وأضاف «لقد آن الأوان لوقفة حاسمة، تنهي الأزمة الممتدة في اليمن، من خلال تنفيذ الحـل السياسي بمرجعياته المعروفة، وإنهاء التدخلات الخارجية من أطراف إقليمية غير عربية، تسعى لتقويض الأمن القومي العربي».
وشدد الرئيس المصري على ضرورة مواجهة التهديدات «غير المسبوقة» التي تعرضت لها منطقة الخليج العربي، سواء في صورة تهديدات للملاحة، أو عبر الاعتداءات «التي تعرضت لها المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية الشقيقة».
وقال السيسي، إن أخطر تحديات العصر هو الإرهاب، مشيراً إلى أن مصر تطالب دائماً باتباع «نهج شامل لمكافحة الإرهاب يقوم على ضرورة التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية دون استثناء».
وطالب بضرورة التزام الجميع بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وضرورة محاسبة داعمي الإرهاب بالمال أو السلاح، أو بتوفير الملاذات الآمنة، أو المنابر الإعلامية، أو التورط في تسهيل انتقال وسفر الإرهابيين.
وأكد الرئيس المصري على أهمية رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب؛ حتى يتمكن من مواجهة التحديات الاقتصادية، و«ليأخذ المكانة التي يستحقها ضمن الدول، ويتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية».
وأشار السيسي إلى الأزمات الدائرة في المنطقة؛ إذ قال: «تصفية الأزمات شرط ضروري لأي عمل جاد، المثال الأبرز، القضية الفلسطينية، بقاء هذه القضية دون حل عادل يفضي لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، يعني استمرار مرحلة استنزاف مقدرات شعوب الشرق الأوسط».
وتابع: «أؤكد على أن العرب منفتحون على السلام العادل، الفرصة ما زالت سانحة لفتح الأبواب في الشرق الأوسط».
وبخصوص الوضع في ليبيا، أكد السيسي أن اعتماد الحلول الشاملة للمشكلات هو أمر ضروري، وبخاصة أن الشعب الليبي يتعرض للنزاع المسلح؛ لذا يجب توحيد المؤسسات الوطنية ضد فوضى الميليشيات.
وبالنسبة لسوريا، قال: «الحل السياسي بات ضرورة ملحة». مضيفاً أن مصر «ترحب بتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا»، وطالب بأن يبدأ عملها «فوراً».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.