من المنتظر أن تتجه أنظار العالم، عند منتصف ليل غد (الأربعاء)، إلى محطة الفضاء الدولية التي تستقبل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري قادماً إليها في رحلة تاريخية على متن المركبة «سويوز إم إس 15» وبرفقة كل من رائدي الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأميركية جيسيكا مير.
ويشارك المنصوري الطيار السابق (35 عاماً) في أول مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، والذي سيشهد انطلاقه إلى الفضاء الخارجي. والبداية كانت مع إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء عام 2017 وصولاً إلى محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان، حيث سينطلق المنصوري في مهمته إلى محطة الفضاء الدولية غداً.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2017، تم إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء وبدء التسجيل الإلكتروني وتقديم الطلبات الذي استمر حتى أبريل (نيسان) 2018 لتبدأ عملية اختيار المرشحين، في حين تم في سبتمبر (أيلول) 2018 الإعلان عن أول رائدي فضاء إماراتيين، وفي أبريل من عام 2019 أعلن اختيار المنصوري أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، وسلطان النيادي بديلاً له للمهمة نفسها، حسب وكالة الأنباء الإماراتية.
وبجانب الطاقم الرئيسي للمهمة، سيتم تضمين الطاقم البديل للمهمة، وهم: سلطان النيادي وسيرغي ريزيكوف وتوماس مارشبيرن. وكان المنصوري والنيادي من بين 4022 مرشحاً تقدموا بطلبات الالتحاق بالبرنامج ليتمكنا من اجتياز 6 مراحل من الاختبارات الطبية والنفسية والمتقدمة، ومجموعة من المقابلات الشخصية، وصولاً إلى اختيارهم للقيام بهذه المهمة التاريخية لدولة الإمارات والعرب. وخاض المنصوري والنيادي 1400 ساعة من التدريب على مدار 18 شهراً شملت 96 دورة تدريبية خلال مسيرتهما في هذه المهمة.
وسيقضي المنصوري ثمانية أيام على متن محطة الفضاء الدولية ضمن بعثة فضاء روسية وستحمله مركبة «سويوز إم إس 15» التي ستنطلق من محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان وسيعود على متن المركبة «سويوز إم إس 12» يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث ستحدث عملية الانفصال خلال المدار النهائي قبل نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة من لحظة الهبوط على الأرض.
ومن المقرر أن تبدأ الرحلة من محطة «بايكونور» الفضائية عند الساعة الخامسة و56 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات (الثانية و56 دقيقة بتوقيت غرينتش) والوصول سيكون عند منتصف الليل، أما فتح بوابة المركبة إلى محطة الفضاء الدولية فسيكون بعد ساعتين من التحام المركبة؛ وذلك للتأكد من إجراءات السلامة.
ويجري المنصوري خلال مهمته 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس ووكالة الفضاء الأوروبية بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض ودراسة مؤشرات حالة العظام والاضطرابات في النشاط الحركي والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر وتجربة النخلة في الفضاء.
ومن المتوقع أن يحمل المنصوري معه إلى محطة الفضاء الدولية 10 كيلوغرامات من المتعلقات تتضمن «نسخة من القرآن الكريم مع صورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وكتاب قصتي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصوراً عائلية وهدايا تذكارية و30 بذرة لشجرة الغاف».
واحتفت صحف أجنبية برصد التجربة الإماراتية المتوقعة غداً، ورصدت صحيفة «ديلي ميل» أن المنصوري وجهت له نصيحة بشأن موعد الصلاة وهو في الفضاء، بأن يضبط الوقت على توقيت مكة. ونقلت الصحيفة البريطانية عن صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية قول محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات، إن رواد الفضاء في «المهمة التاريخية» سيشهدون 16 شروقاً وغروباً للشمس كل يوم، ولذلك سيصبح من غير الواضح متى يمكنهم الصلاة؛ لذلك على رواد الفضاء المسلمين التوجه للأرض قدر استطاعتهم أثناء الصلاة، لكن إذا تعذر يمكنهم الصلاة في أي اتجاه.
وفي سياق متصل، أعلن «بريد الإمارات» اليوم (الثلاثاء) عن إصدار طابع تذكاري يحمل صورة هزاع، وتضم مجموعة الطوابع التذكارية المكونة من ستة تصاميم: صوراً للمنصوري والنيادي، إضافة إلى مركبة الفضاء «سويوز إم إس»، ومحطة الفضاء الدولية وشعار مهمة 25 سبتمبر (طموح زايد) الذي يظهر رسماً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
قبل «المهمة التاريخية»... كيف أصبح المنصوري أول رائد فضاء إماراتي؟
تم اختياره من بين 4 آلاف مرشح... وسيحمل هدايا تذكارية إلى محطة الفضاء الدولية
قبل «المهمة التاريخية»... كيف أصبح المنصوري أول رائد فضاء إماراتي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة