المغرب: تقليص عدد الوزراء في التعديل المرتقب

TT

المغرب: تقليص عدد الوزراء في التعديل المرتقب

كشف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب «العدالة والتنمية»، تفاصيل جديدة بشأن التعديل الحكومي المرتقب، أبرزها التوجه نحو تقليص عدد الوزراء واختيار الكفاءات المرشحة لتولي المناصب الحكومية من داخل الأحزاب السياسية.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد استقبل العثماني السبت لاستفساره حول تنفيذ التوجيهات التي وردت في «خطاب العرش» (عيد الجلوس)، والمتعلقة برفع رئيس الحكومة للملك اقتراحات بخصوص «إغناء وتجديد مناصب المسؤولية»، سواء على مستوى الحكومة أو الإدارة.
وتتشكل الحكومة الحالية من 38 وزيراً ينتمون إلى 6 أحزاب. وهناك توجه لتقليص عدد الوزراء إلى 26، فضلاً عن تقليص عدد الأحزاب المشاركة فيها.
في سياق ذلك، قال العثماني خلال لقاء نظّمه حزبه، مساء أول من أمس بالدار البيضاء، إن الأمور «تسير بشكل عادي وليس هناك أي عرقلة أو تأخر، وكل ما يتم الترويج له في هذا الإطار مجرد دعاية»، مشيراً إلى أن «المرحلة الأولى انتهت وهي المرحلة الخاصة بإعداد هيكلة جديدة يراعى فيها تقليص عدد أعضاء الحكومة».
وأضاف العثماني أنّ تدبير هذه المرحلة الأولى كان «تدبيراً سليماً وتم في وقته، وسندخل إلى المرحلة الثانية بعد عودتي من أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة» التي كلّفه الملك محمد السادس بحضور أشغالها. وأوضح رئيس الحكومة أن «المرحلة الثانية هي المرحلة التي ستقدم فيها الأحزاب ما عندها من كفاءات، والمقصود هنا كفاءات داخل الأحزاب وليس خارجها»، موضحاً أن الملك محمد السادس «تحدث عن كفاءات داخل الأحزاب وليس عكس ما ذهب إليه البعض».
وشدد العثماني على أن الأحزاب يجب أن تقدم ما لديها من كفاءات وأطر، لأن هذا هو المطلوب من الأحزاب السياسية، أي أن تكون «فضاء لجذب الأطر التي تخدم البلد، وتساهم في رفع إيقاع تدبير الشأن العام في المرحلة المقبلة». واعتبر أنّ هذه «مرحلة أساسية قبل أن نمر إلى مستوى النخب الإدارية أيضاً، وكل هذا من أجل الدفع بمستوى التنمية ببلدنا».
في سياق متصل، قال إدريس لشكر، الأمين العام لحزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» إنه ينبغي تقليص عدد الوزراء في الحكومة المقبلة وحتى عدد الأحزاب المشكلة لها. وأوضح خلال استضافته في برنامج «حديث مع الصحافة» الذي عرض الليلة قبل الماضية على القناة التلفزيونية المغربية الثانية، أن الحكومة الحالية «ثقيلة عددياً وسياسياً»، مشيراً إلى أن حزبه يقترح أن تتشكل الحكومة من ثلاثة إلى أربعة أحزاب، مقابل أن تكون المعارضة مكونة من حزبين أو ثلاثة. وأضاف: «نحن في الاتحاد الاشتراكي اعتبرنا انسجاماً مع ما ورد في الخطاب الملكي، أنه... يجب أن يظهر التقليص (في الحكومة) ليس فقط عددياً بل حتى في عدد الأحزاب المكونة للأغلبية».
وذكّر لشكر بموقف حزبه إبان مشاورات تشكيل حكومة العثماني، وقال إن «الاتحاد الاشتراكي» قدّم وثيقة تنص على «22 وزيراً فقط وليس 40»، معتبراً أن ما يعيق الحكومة هو ثقلها العددي والسياسي.
ودافع السياسي المغربي عن أداء وزراء حزبه، وقال إن «لا أحد يشك في كفاءتهم، والحصيلة تؤكد ذلك».
من جهة أخرى، انتقد لشكر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المشارك في الحكومة، ووصفه بـ«التلميذ النجيب» لرئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، وذلك على خلفية الخصومة التي نشأت بين الحزبين عندما اختار «التقدم والاشتراكية» التحالف مع «العدالة والتنمية» وعارض بدوره تولي الحبيب المالكي (المنتمي للاتحاد الاشتراكي) رئاسة مجلس النواب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.