عيون في سماء كاليفورنيا لمساعدة المزارعين على الأرض

وادي وسط كاليفورنيا
وادي وسط كاليفورنيا
TT

عيون في سماء كاليفورنيا لمساعدة المزارعين على الأرض

وادي وسط كاليفورنيا
وادي وسط كاليفورنيا

لم يحدث التغيير البيئي في وادي وسط كاليفورنيا تدريجياً؛ بل جاء بغتة. ففجأة ومن دون مقدمات، بدت السهول الجرداء القاحلة وقد تخللتها صفوف متراصة من المحاصيل الخضراء المورقة.
منذ ثلاثينات القرن الماضي، ظلت المياه في تلك المنطقة تحت سيطرة البشر؛ حيث يوزع الثلج الذائب عبر الخزانات والسدود ومحطات الضخ وخطوط أنابيب الري، ليروي الحقول بقطرات متجمعة، ومن خلال رشاشات، إلى جانب مضخات المياه الجوفية، نجح النظام في تحويل مناخي البحر المتوسط والصحراء في الوادي، إلى سلة لمنتجات البلاد الغذائية، وذلك بإنتاج ربع احتياجات السكان الغذائية، باستغلال مساحة لا تتعدى 1 في المائة فقط من أراضيها، حسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
جلبت السنوات الأخيرة حالات جفاف شديدة، أجبرت المزارعين على أن يصبحوا أكثر كفاءة في استخدام المياه. وفي ظل وجود وادي السيليكون القريب الغني بالكفاءة والذكاء المعزز بالبيانات، تطورت العلاقة الطبيعية بين التكنولوجيا والزراعة. وعلى مدار عقود، ترك كثير من المزارعين مياه الري تتدفق عبر أراضيهم بغزارة، ولا يزال البعض يفعل ذلك. كانوا يتفحصون صفوف الأشجار المثمرة لاكتشاف العطشى منها، وكانوا يحفرون الأرض لجسها بأيديهم لمعرفة مناطق العطش والجفاف؛ لكن تلك المحاولات البدائية كانت عشوائية وغير دقيقة.
من بين الشركات الناشئة الجديدة شركات توفر الطائرات التي تحلق فوق الحقول، لالتقاط صور مفصلة للغاية، ورؤية العوامل التي لا يمكن للعين المجردة وحتى الأقمار الصناعية ملاحظتها. كذلك تستخدم الجسور المعلقة المرتفعة كاميرات تصوير متطورة، لتزود المزارعين بمستوى غير مسبوق من البيانات حول محاصيلهم، بما في ذلك حاجتهم إلى المياه، وما إذا كان المخزون المتاح لديهم يكفي محاصيلهم. وفي هذا الصدد، قال زاك أليس، كبير المهندسين الزراعيين بمزارع «أولام إنترناشيونال» التي تزرع 12 ألف فدان من المكسرات في جميع أنحاء كاليفورنيا: «لقد فوجئنا بحقيقة أن بعضاً من أفضل مديري مزارعنا الذين اعتقدنا أنهم ملمون بجميع النواحي الفنية، ما زالوا يرتكبون كثيراً من الأخطاء التي تحدث أمام أعينهم دون أن يلاحظوها. صحيح أنهم لم يرتكبوا خطأ؛ لكن كانت تنقصهم الرؤية».
جرى تخصيص جزء من المحصول الجديد لتلك الشركة، لتجربة ما تعرف بالزراعة الدقيقة، لتحقيق المثل الأفلاطوني الهادف إلى توفير كمية كافية من الماء والأسمدة والمبيدات الحشرية التي يحتاجها المحصول، لتحقيق أقصى غلة في عصر تغير المناخ وزيادة عدد سكان العالم.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.