تبذل السلطات اللبنانية جهوداً للإفراج عن الصحافي محمد علي صالح، الذي أوقف الخميس الماضي في أثينا «بسبب تشابه أسماء» مع أحد المتهمين بالمشاركة في عملية اختطاف طائرة تابعة لشركة «تي دبليو إيه» عام 1985، وقتل مسافر أميركي، وتنفيذه كذلك جريمة قتل في ألمانيا عام 1995.
وأوضحت مصادر مقربة من عائلة صالح لـ«الشرق الأوسط» أن توقيفه تم بناء على مذكرة صادرة عن برلين، على خلفية اتهامه بجريمة القتل في ألمانيا، مشيرة إلى أن زوجته ورجل الأعمال اللبناني مرعي أبو مرعي صاحب الباخرة التي كان في رحلة على متنها ووصلت أمس إلى لبنان، تمكنا من الاتصال به يوم الجمعة، عبر القائمة بالأعمال في اليونان رانيا عبد الله.
يأتي ذلك في وقت يقوم فيه الأمن العام ووزارة الخارجية بالاتصالات، في موازاة العمل على تأمين المستندات المطلوبة لصالح، وأهمها أنه كان يعمل صحافياً في جريدة «السفير»، وكان موجوداً في مركز عمله خلال التاريخ الذي نفذت فيه عملية تفجير الطائرة.
ولفتت المصادر إلى أنه سبق لصالح أن ذهب مرات عدة إلى اليونان ولم يتم توقيفه، وتضيف: «قد تكون المشكلة في تطابق الأسماء، وخصوصاً الاسم الثلاثي؛ لكن يبقى الحسم في نتائج البصمات التي ستثبت عدم تطابقها، وهو ما يجري التنسيق بشأنه بين السلطات في ألمانيا واليونان».
وأكدت أنه بناء على طلب السلطات الأمنية، تم توكيل محامٍ لصالح في مكان توقيفه في جزيرة سيروس، إضافة إلى محامٍ آخر في أثينا، علماً بأنه لم يسمح للمحامي بحضور جلسة الاستجواب الأولى، مشيرة إلى أن «عطلة نهاية الأسبوع أدت إلى التأخير في استكمال التحقيقات اللازمة وحسم القضية».
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن النائبة بهية الحريري تابعت قضية احتجاز صالح، وبقيت على تواصل مع وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، التي أبلغتها أنه تم التواصل مع مكتب الإنتربول الدولي بهذا الخصوص. كما تبلغت الحريري من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، أنه وجه كتاباً إلى الأمن الألماني يوضح فيه ما جرى مع الصحافي اللبناني، ويطلب تسريع الإجراءات الكفيلة بإنهاء احتجازه. واطلعت الحريري من مستشارة رئيس الوزراء للشؤون الدولية كرمى أكمكجي على صورة الاتصالات التي يقوم بها مكتبه لمتابعة القضية.
وتحدث المحامي حسن شمس الدين هاتفياً مع الصحافي صالح، أثناء وجود القائمة بالأعمال العبد الله معه، ووضعه في أجواء الاتصالات التي أجرتها وتجريها النائبة الحريري مع كل المعنيين، من أجل تسريع إنهاء احتجازه، ودعاه إلى التماسك والمحافظة على معنوياته، وأبلغه أن الأمور إيجابية، وأن موضوع إنهاء محنته مسألة وقت وإجراءات.
وتواصل المحامي شمس الدين مع ناشر جريدة «السفير» المتوقفة، طلال سلمان، من أجل العمل على تقديم إفادة مكتوبة تؤكد مزاولة صالح لعمله في الصحيفة المذكورة خلال الفترة بين عامي 1985 و1988، وهي الفترة التي وقعت فيها حادثة احتجاز الرهائن المطلوب فيها المتهم الذي تم احتجاز صالح بدلاً منه.
وكان صالح البالغ من العمر 65 عاماً، قد أوقف الخميس الماضي بموجب مذكرة توقيف أوروبية صدرت بحقه في ألمانيا التي تبحث عن رجل يحمل الاسم الثلاثي نفسه، بسبب خطف الطائرة، وبسبب عملية خطف أخرى وقعت عام 1987.
صحافي لبناني موقوف في اليونان ينتظر نتائج البصمات والمستندات
صحافي لبناني موقوف في اليونان ينتظر نتائج البصمات والمستندات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة