ريفي: «حزب الله» يدرّب «جيشاً» من المسيحيين والسنة

وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي
وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي
TT

ريفي: «حزب الله» يدرّب «جيشاً» من المسيحيين والسنة

وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي
وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي

كشف وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي أن «حزب الله» يعمل على إعداد جيش من المسيحيين والسنة الموالين له، يوازي الجيش الشيعي الذي شكله، ويرسل العناصر إلى إيران حيث يتلقون التدريب على يد «الحرس الثوري» الإيراني وفي معسكراته، لكنه شدد على «أننا واعون لهذا الاختراق، ولن ينجح به»، مؤكداً «أننا سنواجه هذا المخطط ونسقطه كما أسقطنا مخططه السابق في 7 مايو (أيار) 2008».
وكان اللواء أشرف ريفي قال في تغريدة له بأن «حزب الله» قام بحل «سرايا المقاومة» كي ينشئ جيشاً مؤلفاً من 80 في المائة من السنة و20 في المائة من المسيحيين ويجري تدريبهم في إيران وليس في معسكرات «حزب الله» في البقاع. وقال: «تمّ إجراء 4 دورات تدريبية حتى الآن وهي مخصصة لضرب مناطقنا»، واضعاً هذه المعلومة «برسم القوى الأمنية والقضائية وكل السياسيين في لبنان».
وأوضح ريفي لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله» ينقل العناصر إلى إيران عبر سوريا، ومنها إلى طهران حيث يتلقون التدريب هناك. وقال: «لدينا معلومات مؤكدة وموثقة أن الإشراف على تدريبهم لا يتم عبر حزب الله، بل عبر الحرس الثوري الإيراني، ويسعون لإعداد أفضل نوعية من المقاتلين» على غرار مقاتلي الحزب، لكنه شدد على «أننا واعون لهذا التطور، وسنواجهه».
وقال ريفي بأن الحزب «لديه جيش شيعي، ويسعى لإنشاء جيش مواز على الساحتين السنية والمسيحية أكثر التزاماً وإعداداً، بعد فشل مشروع «سرايا المقاومة» الذي جمع مارقين»، واليوم «يسعى لإنشاء جيش يشبه سرايا المقاومة لكن أكثر التزاماً، وغير الصيغة الأولى، ويسعى لإحداث اختراق في كل مكان يستطيع أن يخترق فيه»، لافتاً إلى أن الخطة «لا تقتصر على منطقة أو بلدة أو قرية محددة، بل تشمل أي منطقة يستطيع فيها تحقيق الخرق»، مشيراً إلى أن الحزب «يستكمل خرق الطوائف، فبعد تأمين غطاء له في وسط المسيحيين من خلال تحالفاته، يسعى لاختراق الساحة السنية بصيغة أكثر تطوراً عن سرايا المقاومة لتحقيق التزام أكبر».
وتعهد ريفي، وهو مدير عام سابق لقوى الأمن الداخلي، بمواجهة هذا المشروع وإفشاله. وقال: «هذه المعلومات تدعونا لنكون متأهبين لإسقاط أي محاولة لإحداث اختراق إيراني في صفوفنا»، مضيفاً: «كما أسقط حلفاؤنا الدروز محاولات الحزب في 7 مايو 2008 في الشويفات وغيرها، وأسقطنا نحن المحاولات في طرابلس وعكار والضنية، سنسقطها مجدداً». وأضاف: «نحن واعون لهذا الخطر، ونريد توعية السلطات الصامتة عن محاولات الاختراق تلك، ونراهن على الوعي الشعبي لإسقاط المد الإيراني إلى مناطقنا».
وإثر كشف ريفي، أعلن النائب الأسبق فارس سعيد أن «ما كشفه اللواء أشرف ريفي عن تدريبات يقوم بها حزب الله للبنانيين من كل الطوائف خطير ويستوجب تحرّكاً قضائياً وسياسيا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.