إردوغان: تركيا استكملت استعداداتها للعملية العسكرية شرق الفرات

TT

إردوغان: تركيا استكملت استعداداتها للعملية العسكرية شرق الفرات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده استكملت استعداداتها لشن عملية عسكرية في شمال سوريا، من أجل «تطهير» شرق الفرات من «التنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، المكون الرئيسي لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المسيطر على المنطقة.
وأضاف إردوغان: «سنقوم بتطهير تلك المنطقة من (التنظيمات الإرهابية) التي تتحرش بنا، وتخلق مشكلة في منطقتنا، وكلنا ثقة بذلك. واثق من أن الخطوات التي سنخطوها شمال وشمال شرقي سوريا ستقصم ظهر (التنظيم الإرهابي) (وحدات حماية الشعب الكردية) إلى حد كبير».
وتابع إردوغان، في تصريحات للصحافيين قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «استعداداتنا انتهت على طول حدودنا مع سوريا، وواشنطن شريكتنا الاستراتيجية، ونحن معاً في الناتو (حلف شمال الأطلسي)، وليس لدينا رغبة بمواجهة الولايات المتحدة».
وأضاف: «لا يمكننا تجاهل الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية في مكان لم تدع إليه، دعمها لتنظيمات مثل (وحدات حماية الشعب) الكردية وحزب العمال الكردستاني واضح للعيان».
وجاءت هذه التصريحات ضمن سلسلة من التصريحات التي أطلقها إردوغان والمسؤولون في حكومته، والتي تحمل تهديدات بتنفيذ عملية عسكرية في شرق الفرات، حال عدم إسراع الولايات المتحدة بتنفيذ اتفاق إقامة المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا، التي لا تزال تثير خلافات بين الجانبين، لا سيما بشأن عمق المنطقة ومساحتها.
ومنذ أيام، قال إردوغان إن خطوات الولايات المتحدة بشأن المنطقة الأمنة غير مطمئنة، وإن تركيا ستنفذ خططها بشأن المنطقة، ما لم يتم تحقيق تقدم ملموس حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي.
ومنذ الاتفاق على إنشاء مركز عمليات تركي - أميركي مشترك في جنوب تركيا، لتنسيق إقامة وإدارة المنطقة الآمنة، سير الجانبان دورية عسكرية مشتركة، ونفذا 5 طلعات جوية في شرق الفرات، كما أزالت «قسد» بعض تحصيناتها، وانسحبت لمسافات تتراوح بين 5 و14 كيلومتراً في بعض المناطق قرب الحدود التركية، بينما تطالب أنقرة بانسحابها مسافة 32 كيلومتراً، بامتداد 450 كيلومتراً على الحدود مع سوريا، وهو ما ترفضه واشنطن التي تقول إن تنفيذ الآلية الأمنية للمنطقة الآمنة تسير بخطوات سريعة، وإن المنطقة لن تترك لسيطرة تركيا أو أي طرف بشكل منفرد.
وقال مسؤول أمني تركي لوكالة «رويترز»، أمس، إن تركيا أرسلت أطباء من مدن كبرى إلى إقليمي شانلي أورفا وماردين، على الحدود السورية، كما تم تعليق إجازات الأطباء، استعداداً لتوغل محتمل في شرق الفرات. وأضاف المسؤول: «تم تعليق إجازات الأطباء للاستعداد لعملية محتملة عبر الحدود. نستعد منذ فترة طويلة. الآن، وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها تنفيذ العملية في أي وقت يبدو ضرورياً». وأشار إلى أن إردوغان تحدث بوضوح عن قلق تركيا من وجود حزب الاتحاد الديمقراطي و«وحدات حماية الشعب» الكردية على الحدود مع سوريا، وأن عملية عسكرية ستنفذ في غضون أسبوعين، إذا لم يتحقق تقدم بشأن المنطقة الآمنة.
ومن المتوقع أن يناقش إردوغان خطط المنطقة الآمنة، على الحدود السورية الممتدة لمسافة 450 كيلومتراً تقريباً، من شرق الفرات حتى الحدود العراقية، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.