العثماني: موقف المغرب قوي في ملف الصحراء

TT

العثماني: موقف المغرب قوي في ملف الصحراء

قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، أمين عام حزب العدالة والتنمية، إن موقف بلاده قوي في ملف الصحراء، وإن 80 في المائة من سكان الصحراء موجودون في بلدهم يشاركون عمليا وميدانيا في تنميته، مؤكدا أن التحولات الاستراتيجية التي يعرفها الملف تحتاج إلى «اليقظة والمتابعة والمواجهة».
وأضاف العثماني في كلمة ألقاها، أمس، في الاجتماع الأول للجنة الصحراء المغربية التابعة لحزب العدالة والتنمية، أن حزبه ومنذ تأسيسه كان دائما في قلب هذه المعركة الوطنية بامتياز التي شارك فيها جميع المغاربة، تحت قيادة الملك الراحل الحسن الثاني ومن بعده محمد السادس.
وزاد العثماني مبينا أن حزب العدالة والتنمية «كان في الطليعة والمقدمة للمساهمة في معركة الوطن، ونؤمن أنها قضية شعب بكل مكوناته»، مبرزا أن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني قاموا بـ«أدوار طلائعية مهمة وتكميلية للجهود الدبلوماسية الرسمية، ولكن أساسية وضرورية من خلال حضور المؤتمرات الإقليمية والدولية سواء كانت ذات طابع حزبي أو اقتصادي أو سياسي للدفاع عن الحق المغربي».
وأشار العثماني إلى أنه - مع قيادة حزبه - «قد فكرنا في أن نؤسس لجنة الصحراء المغربية التي ستكون مشتلا للتفكير والدراسة والاقتراح والمبادرة، ونحن واعون أن العمل فيه مراحل، يجب أن يقوم أساسا على المعرفة العلمية والموضوعية بجذور هذا الملف ومستجداته الدقيقة».
ومضى العثماني مبينا أنه في ظل وجود «آلة معادية للمغرب تحاول باستمرار نشر الأكاذيب وتستفز، وهي آلة لا تهدأ. ويجب أن نواكبها بالرصد واليقظة والتوضيح والتفهيم والتكوين»، مشددا على ضرورة الوعي بهذه المسألة.
وأكد العثماني أن المرحلة الثانية من عمل لجنة حزبه تتعلق بـ«النضال الميداني لبث الوعي ومواجهة تضليل الخصوم»، معتبرا أن انتشار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي «دائما ما يكون مجالا للاختراق وترويج الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة والدعاية المغرضة التي تحتاج إلى اليقظة والمواجهة».
وطالب رئيس الحكومة المغربية أعضاء حزبه بالقيام بـ«عملية تفكير عميقة حتى تكون مبادرتهم ناجعة ومواطنة ومفيدة وتدفع الملف للأمام»، معربا عن أمله في «أن تقوم بالجهود اللازمة وتكون سندا للدبلوماسية الموازية التي يقوم بها الحزب وتقوم بها باقي الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني».
وشدد العثماني على أن ملف الصحراء المغربية يعرف «تحولات استراتيجية مستمرة، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي أو الحقوقي والميداني»، مجددا التأكيد على أن المعركة «مستمرة والحزب سيساهم بأدوات جديدة وبنفس جديد وبرؤية جديدة ليعطي قوة لمساهمته في إطار الدبلوماسية الحزبية والمدنية».
يذكر أن اللجنة يترأسها مصطفى الخلفي الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وعضو الأمانة العامة للحزب، وتضم في عضويتها ثلثين من أعضاء الحزب في جهات وأقاليم الصحراء المغربية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».