«الجيش الوطني» يعلن تقدمه في معارك طرابلس

المسماري يتحدث عن «هجوم عنيف» على الميليشيات «الإرهابية» في محور صلاح الدين

TT

«الجيش الوطني» يعلن تقدمه في معارك طرابلس

أعلن «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، أن قواته التي تقاتل منذ نحو 6 أشهر لـ«تحرير» العاصمة طرابلس قد حققت تقدماً جديدا على الأرض، إثر ما وصفه بـ«هجوم عنيف ضد الميلشيات المسلحة» الموالية لحكومة «الوفاق» التي يترأسها فائز السراج. وقال اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني» في بيان أمس، إن قوات الجيش شنت «هجوما عنيفا على الميليشيات الإرهابية في محور صلاح الدين لتحريره وتطهيره من العصابات الإرهابية والإجرامية»، مشيرا إلى أنه «تم إسناد الهجوم بغطاء جوي كثيف من قبل القوات الجوية والتي كبدت الميليشيات خسائر لا تعد ولا تحصى في الأرواح والعتاد».
وتعهد المسماري باستمرار الهجوم «حتى مسح هذه الميليشيات الإرهابية من الوجود وتطهير العاصمة طرابلس من دنس هذه الميليشيات والمرتزقة عبدة المال»، مؤكدا على أن «وتيرة العمليات مستمرة، وفق الخطط والمراحل التي وضعها المشير حفتر لتحرير طرابلس ونشر الأمان في جميع الأراضي الليبية والتخلص من جميع الميليشيات الإرهابية».
وأبلغ مسؤول عسكري بارز «الشرق الأوسط» أن قوات الجيش استبقت هجومها أمس، بسلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع ميلشيات السراج في معظم محاور العاصمة، خاصة في محاور المطار وعين زارة وخلة الفرجان.
وتحدث المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، عن انهيار في دفاعات الميلشيات المسلحة في مواجهة قوات الجيش، التي قال إنها حققت تقدما ميدانيا مطردا في إطار خطتها للسيطرة على العاصمة والقضاء على الجماعات الإرهابية والميلشيات المسلحة.
في السياق ذاته، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني أن «وحداته العسكرية أحرزت أمس، تقدماً في المنطقة المُحيطة بمعسكر اليرموك مُعززاً بغطاءٍ جوي»، لافتة إلى أن «القوات خاضت معارك عنيفة، سقط فيها عدد من أمراء محاور مجموعات الحشد المليشاوي»، في إشارة إلى قادة الميلشيات الموالية لحكومة السراج. وكان المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» التابع للجيش أعلن في بيان مقتضب أول من أمس، أن وسائط الدفاعات المضادة للطائرات بمحاور طرابلس أسقطت طائرة تصوير ومعلوماتية وتجسس تركية، لكنه لم يكشف المزيد من التفاصيل، مكتفيا بالتأكيد على أن إسقاط الطائرة تم لدى محاولتها تنفيذ مهمة استطلاعية للرصد.
وطبقا لما أعلنه المتحدث باسم عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات السراج، فقد تجددت أمس، الاشتباكات المسلحة في محوري الخلاطات واليرموك جنوبي العاصمة طرابلس. ونشرت العملية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورا تظهر تدمير قواتها لدبابة وآلية مسلحة تابعتين لقوات الجيش في محور طريق المطار، خلال ما وصفته بمحاولة بائسة للتسلل، أمس.
ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج عن سالم مقطوف أحد قادتها الميدانيين بمحور المطار استمرار الاشتباكات في محور الخلاطات جنوبي طرابلس، لكنه زعم في المقابل أن الميلشيات ما زالت تحافظ على مواقعها في المنطقة، مع استمرار سيطرتها على منطقة النقلية رغم تعرضها لقصف قوات الجيش.
بدوره، نعى لواء «الصمود» التابع للميلشيات المتحالفة مع حكومة السراج، اثنين من عناصره أحدهما هو لاعب كرة القدم إبراهيم القاووق حارس مرمى نادي السويحلي في مدينة مصراتة بغرب البلاد الذي قتل في المعارك ضد قوات «الجيش الوطني».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.