السيسي يلقي كلمة بلاده أمام الأمم المتحدة داعياً لمكافحة «الإرهاب الدولي»

أبو الغيط يحشد لدعم «أونروا» خلال الاجتماعات

TT

السيسي يلقي كلمة بلاده أمام الأمم المتحدة داعياً لمكافحة «الإرهاب الدولي»

يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مصر أمام الجلسة العامة للأمم المتحدة، في دورتها الرابعة والسبعين، الأربعاء المقبل، والتي تعتبر أرفع محفل سياسي عالمي.
وتتناول الكلمة، بحسب السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، «رؤية مصر ومواقفها تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية المطروحة على الساحة السياسية العالمية خاصة في مجالات صون السلم والأمن العالميين، كما تتطرق إلى مكافحة الإرهاب الدولي والفكر المتطرف وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بالإضافة إلى قضايا القارة الأفريقية».
وأضاف المتحدث الرئاسي في بيان أمس، أن السيسي «من المقرر أن يعقد لقاءات ثنائية مع عدد من الزعماء ورؤساء الدول والحكومات على هامش اجتماعات الجمعية العامة، للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم في شتى المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى والتقديرات حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية المتلاحقة ذات الاهتمام المشترك».
ولفت إلى أن السيسي سيشارك أيضا في عدد من المؤتمرات رفيعة المستوى التي ستنعقد خلال الدورة الرابعة والسبعين بمشاركة قادة العالم، والتي تغطي عدداً من القضايا والتحديات الراهنة التي تواجه المجتمع الدولي، حيث يلقي الرئيس بيانات مصر أمام تلك القمم والتي توضح موقف بلاده في هذا الإطار.
وعلى صعيد العلاقات المصرية الأميركية، قال راضي، إنه من المقرر أن تشهد زيارة السيسي لمدينة نيويورك نشاطاً ثنائياً مكثفاً، حيث من المنتظر أن يعقد عدداً من اللقاءات الموسعة مع «الشخصيات ذات الثقل بالمجتمع الأميركي»، وكذا مع قيادات كبريات الشركات الأميركية العالمية، والمؤسسات الاقتصادية والاستثمارية.
وكان السيسي وصل إلى نيويورك أمس، للمشاركة في الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين.
في السياق ذاته، يشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما سيشارك في مجموعة من القمم والاجتماعات الدولية رفيعة المستوى التي تعالج أبرز القضايا ذات الأولوية على أجندة المجتمع الدولي، وعلى رأسها قمة المناخ التي دعا إليها سكرتير عام الأمم المتحدة، وقمة التنمية المستدامة، والقمة الدولية لتمويل التنمية.
وقال مصدر بالجامعة، إن الأمين العام، سيشارك في سلسلة من الاجتماعات الوزارية التي ستعقد على هامش أعمال الجمعية العامة والتي تتناول دفع الجهود الدولية لتسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وحشد الدعم السياسي والمالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بالإضافة إلى تنسيق الدعم الدولي للسودان لتمكينه من عبور تحديات المرحلة الانتقالية.
وأشار المصدر إلى أن أبو الغيط، سيجري كذلك مجموعة من اللقاءات الثنائية مع قادة ووزراء خارجية عدد من الدول العربية والأوروبية والأفريقية والآسيوية واللاتينية، بما فيها الدول التي تستعد للانضمام كأعضاء غير دائمين إلى مجلس الأمن ابتداء من الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، وتلك الدول التي توجد للجامعة العربية علاقات تعاون ممتدة ووثيقة معها.
ونوه المصدر إلى أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً تشاورياً مهماً على هامش أعمال الجمعية العامة، لمتابعة التنسيق العربي القائم دعما للقضية الفلسطينية، والتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتناقش حول التصعيد الخطير في منطقة الخليج العربي عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.