واشنطن تأمر بطرد اثنين من دبلوماسيي البعثة الكوبية في الأمم المتحدة

واشنطن تأمر بطرد اثنين  من دبلوماسيي البعثة الكوبية في الأمم المتحدة
TT

واشنطن تأمر بطرد اثنين من دبلوماسيي البعثة الكوبية في الأمم المتحدة

واشنطن تأمر بطرد اثنين  من دبلوماسيي البعثة الكوبية في الأمم المتحدة

أمرت واشنطن بطرد اثنين من الدبلوماسيين في البعثة الكوبية لدى الأمم المتحدة، لاتّهامهما بالقيام بـ«نشاطات تمسّ الأمن القومي الأميركي»، في خطوة ندّدت بها هافانا ووصفتها بأنها «غير مبررة». وقالت الأمم المتّحدة من جهتها إنّها أخذت عِلماً بالإعلان الأميركي. وأوضح ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش: «سنُراقب هذه القضية من كثب، وسنتعامل بالشكل المناسب مع الحكومتين المعنيّتين». ويأتي إعلان وزارة الخارجية الأميركية، الذي وصفته كوبا بأنه «محاولة لإثارة تصعيد دبلوماسي»، قبل أيام من انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة الأميركيّة مورغان أورتيغاس على «تويتر»: «طلبنا من عضوين في بعثة كوبا لدى الأمم المتّحدة كانا منخرطين في أنشطة تُقوّض الأمن القومي الأميركي أن يُغادرا الولايات المتحدة». وأوضحت المتحدّثة أنّه تمّ «إبلاغ» وزارة الخارجيّة الكوبيّة بـ«طلب المغادرة». واتّهمت الوزارة الدبلوماسيين الكوبيين بـ«استغلال» إقامتهما في الولايات المتحدة من أجل «محاولة تنفيذ عمليّات لزعزعة الاستقرار».
ورد وزير الخارجية الكوبية برونو رودريغيز: «أرفض بشكل قاطع الطرد غير المبرّر لموظفَين في البعثة الدائمة لكوبا لدى الأمم المتحدة وكذلك تشديد الحظر المفروض على تجول الدبلوماسيين وعائلاتهم». ووصف الوزير اتّهام الدبلوماسيين الكوبيين بارتكاب أعمال لا تتوافق مع صفتهما الدبلوماسية بأنه مجرد أكاذيب. وقال رودريغيز في تغريدة عبر «تويتر» إن «الاتهام بأنهما قاما بأفعال لا تتفق مع وضعهما الدبلوماسي هو افتراء مبتذل». كما اتهم رودريغيز الولايات المتحدة بمحاولة «إثارة تصعيد دبلوماسي» من أجل إغلاق سفارتي البلدين، و«زيادة تشديد الحصار (ضد كوبا) وخلق توترات بين البلدين». وإلى جانب أمر الطرد، قيدت وزارة الخارجية حركة جميع أعضاء البعثة الكوبية لدى الأمم المتحدة بجزيرة مانهاتن في نيويورك، التي تقع فيها المنظمة الدولية. وقالت أورتيغاس إنّه «بات يتعيّن أيضاً على أعضاء بعثة كوبا لدى الأمم المتحدة من الآن فصاعدا البقاء في مانهاتن»، وهو الحي الذي يوجد فيه مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك. وأضافت الوزارة: «نحن نأخذ أي محاولة وجميع المحاولات ضد الأمن القومي للولايات المتحدة على محمل الجد، وسنواصل التحقيق بشأن أي أفراد آخرين قد يتلاعبون بامتيازات إقاماتهم». وسارعت الحكومة الكوبيّة إلى التنديد بالقرار الأميركي الذي اعتبرته «غير مبرر».
كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد كثفت الضغط على الحكومة الكوبية في أعقاب ذوبان جليد العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وعزّزت الولايات المتحدة التي تفرض حصاراً اقتصادياً على كوبا منذ عام 1962 عقوباتها على الجزيرة منذ وصول ترمب إلى الحكم في 2017. ملغية بذلك التقارب الذي حقّقه سلفه أوباما. وفي يوليو (تموز)، أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز - كانيل أن العقوبات التي تبنّتها إدارة ترمب تتسبب في «وضع اقتصادي معقّد» على الجزيرة، لكنّه أكد أن «أي سياسية إمبريالية» لن تتمكن من وقف تطورها. وتتّهم واشنطن كوبا بتقديم دعم عسكري للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حليف هافانا الرئيسي. وأبعدت واشنطن في 2017، 15 دبلوماسيا كوبيا عن الأراضي الأميركية، جراء حوادث غامضة سببت أضرارا جسدية لدبلوماسيين أميركيين في كوبا. وقال دبلوماسيون أميركيّون وقتذاك إنّ تلك «الهجمات» التي أثّرت على دبلوماسيين بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 وأغسطس (آب) 2017 في منازل وفنادق في العاصمة الكوبيّة، نُفّذت بواسطة أجهزة صوتيّة.



معدات عسكرية أميركية يصعب على الأوروبيين تعويضها لأوكرانيا

سيكون لتجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا لفترة طويلة تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها (أ.ب)
سيكون لتجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا لفترة طويلة تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها (أ.ب)
TT

معدات عسكرية أميركية يصعب على الأوروبيين تعويضها لأوكرانيا

سيكون لتجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا لفترة طويلة تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها (أ.ب)
سيكون لتجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا لفترة طويلة تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها (أ.ب)

لا شك في أن تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقاً لخبراء قابلتهم «وكالة الصحافة الفرنسية».

يرى «معهد كيل» الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في المدة من 2022 إلى 2024.

ويقول مصدر عسكري أوروبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن جزءاً من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولاً في مواجهة الروس، «فسيكون الأمر معقداً في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) المقبلين دون مساعدات جديدة» بالنسبة إلى الأوكرانيين.

ويقول المحلل الأوكراني، فولوديمير فيسينكو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه، وما لدينا، وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لـ6 أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير».

ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة «ليون3» أنه «في معادلة حرب الاستنزاف: أنت تضحي؛ إما بالرجال، وإما بالأرض، وإما بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما تنسحب، وإما تضحي بالرجال».

وفي ما يلي 4 مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأميركية:

الدفاع المضاد للطائرات

تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها وبنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.

بعيداً من خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا 7 أنظمة «باتريوت» أميركية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز «إس إيه إم بي/ تي (SAMP/T)» حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة، وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.

يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير «شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة»، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن «الصواريخ الباليستية مهمة جداً لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا، فإن ترمب سيساعد بوتين على قتل المدنيين».

ويشرح ليو بيريا بينييه من «مركز إيفري الفرنسي للأبحاث»: «مع (باتريوت)، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأميركية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر، ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأميركيين وتسليمها للأوكرانيين أم إن الأميركيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم».

لتوفير ذخائر الـ«باتريوت»، تبني ألمانيا أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.

ويقول ميشال إن «أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة (إس إيه إم بي/ تي - SAMP/T) جيدة جداً، ولكنها ليست متنقلة، ويجري إنتاجها بأعداد صغيرة جداً. لا بد من زيادة الإنتاج، حتى ولو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا». لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا بينييه أن «العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين».

ويضيف يوهان ميشال أن «إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا»، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات «إف16» و«ميراج 2000-5»، وأن لديهم فرصة لزيادة جهودهم في هذا المجال.

ضربات في العمق

يمكن للأسلحة الأميركية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، مما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ «أتاكمس (ATACMS)» أرض - أرض التي تطلقها راجمات «هيمارس (Himars)» التي أعطت واشنطن نحو 40 منها لأوكرانيا.

ويشير ميشال إلى أنها «إحدى المنصات القليلة في أوروبا». ويقول بيريا بينييه إن «أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين».

ويقترح ميشال «أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأناً. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو؛ إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية».

ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى «الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك»، مثل صواريخ «سكالب» الفرنسية، و«ستورم شادو» البريطانية. ولكن بيريا بينييه ينبه إلى أن «المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها».

القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات

في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل. يقول ميشال: «ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ (جافلين) الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات (إف بي في - FPV) بشكل جيد».

وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا بينييه إلى أن «أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءاً».

في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 مليمتراً بمعدل 1.5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد على 1.2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.

الاستطلاع والاستعلام

تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تجمع المعلومات وتعالجها.

ويقول فيسينكو: «من المهم جداً أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية».

ويشير ميشال إلى أن «الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، وكثير منهم يعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال».