مقطع فيديو لشاب يغني داخل مسجد يثير استياء على مواقع التواصل

«الأوقاف» تصفه بـ«المفبرك»

TT

مقطع فيديو لشاب يغني داخل مسجد يثير استياء على مواقع التواصل

أثار مقطع فيديو متداول لشاب يغني عبر ميكروفون أحد المساجد المصرية، وهو يمسك مصحفاً، استهجاناً على مواقع التواصل الاجتماعي. ما دعا وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد، إلى التدخل، ونفي حدوث ذلك داخل مساجدها. ووصف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع في تصريحات له الفيديو بـ(مفبرك)، مؤكداً أنه «لا يمكن أن يقوم أحد بتلك الواقعة داخل بيت من بيوت الله، ولا يمكن لعقل أن يصدق ذلك».
ونشر شاب في سن العشرينات الفيديو على صفحته؛ إلا أنه قام بحذفه بعد ذلك نظراً للهجوم الشديد عليه من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن عددا من صفحات موقع «فيسبوك» تداولت مقطع الفيديو، وفيه يظهر الشاب وهو يغني إحدى أغاني المهرجانات. وطالب محمد (ع)، على صفحته بـ«فيسبوك»، «الشرطة المصرية بسرعة ضبط هذا الشاب، الذي تسبب في التعدي على حرمة بيوت الله». بينما قالت ريم (و) على صفحتها، إن «المقطع بنسبة كبيرة غير (مفبرك)، وواضح جداً أنه من داخل مسجد؛ لكن المسجد لا يوجد فيه مصلون أو رواد»؛ لكنها تساءلت: كيف يحدث هذا والمفترض أن كل المساجد يوجد بها مسؤولون؟ وقال رامي (ح) إن «الشاب قد يكون دخل المسجد للأذان في أحد المحافظات المصرية، ثم قام بعمل هذا الفيديو». وتؤكد «الأوقاف» أنها تسيطر على نحو أكثر من 198 ألف مسجد في مختلف أنحاء البلاد؛ لكن هذا الرقم بعيد عن «الزوايا» و«المساجد الأهلية» التي تُقدر بالآلاف، وبعضها تابع لجماعات الإسلام السياسي. وقال مصدر في وزارة الأوقاف، فضل عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة تحكم سيطرتها على المساجد في ربوع البلاد، وتدفع ببعض مفتشيها ممن يحملون صفة (الضبطية القضائية) لإحكام سيطرتها عليها، وعدم استغلالها سياسياً أو مجتمعياً»، نافياً «حدوث مثل هذه الأفعال لأن المسؤولين عن أي مسجد لا يتركوه أبداً، ويتم إغلاق المساجد عقب كل صلاة». وتقول الأوقاف إن «الحفاظ على منابر المساجد، ونشر صحيح الدين، قضية أمن ديني وقومي، وإنها لا تتسامح مع من يخالف التعليمات الصادرة من الوزارة بشأنهم، في ظل إعلاء شأن دولة القانون». وخاضت السلطات المصرية معارك سابقة لإحكام سيطرتها على منابر المساجد، ووضعت قانوناً للخطابة الذي قصر الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، فضلاً عن وضع عقوبات بالحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك... كما تم توحيد خطبة الجمعة في جميع المساجد لضبط المنابر، وتفعيل قرار منع أي جهة غير الأوقاف من جمع أموال التبرعات، أو وضع صناديق لهذا الغرض داخل المساجد أو في محيطها. وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في خطبة الجمعة، أمس، من محافظة البحيرة (بدلتا مصر)، إننا «نتعرض في مصر لموجة من الأكاذيب والإشاعات لخلق الفتن والفوضى في المجتمع، وإن الإسلام نهى عن الخوض في الأعراض ونشر الأكاذيب»، معتبراً أن «من ينشر الفحش والأكاذيب خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من المنافقين الذين لا عهد لهم، وهم في الدرك الأسفل من النار».
في غضون ذلك، وجهت دار الإفتاء المصرية أمس، رسالة إلى الطلاب خلال فيديو موشن غرافيك، أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد. وقالت فيها للطلاب: «تزودوا بالعلم والإيمان سلاحاً تحمون به الوطن وتدفعون عنه أعداءه، وإن أعدى أعدائه الجهل والتطرف».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.