مرشحان يطعنان في نتائج انتخابات تونس

6 أكتوبر الموعد الأقرب للدور الثاني بعد تعثر إجرائه في 29 سبتمبر

لجنة الانتخابات تعلن النتائج أول من أمس (أ.ف.ب)
لجنة الانتخابات تعلن النتائج أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مرشحان يطعنان في نتائج انتخابات تونس

لجنة الانتخابات تعلن النتائج أول من أمس (أ.ف.ب)
لجنة الانتخابات تعلن النتائج أول من أمس (أ.ف.ب)

انتهت، أمس، فترة الطعون، في نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التونسية، التي أفرزت فوز كل من أستاذ القانون الدستوري المستقل، قيس سعيد، وقطب الإعلام ورجل الأعمال الموقوف حالياً، رئيس حزب قلب تونس، نبيل القروي بالمرتبتين الأولى والثانية، وهو ما يمنحهما فرصة التنافس على رئاسة تونس في الدور الثاني. وأكدت مصادر رسمية أن مرشحين فقط من بين 26 مرشحا، قدما طعنين في نتائج الانتخابات.
وأكد عماد الغابري المتحدث باسم المحكمة الإدارية المختصة في البت في قضايا الطعون في نتائج الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» أن المحكمة تسلمت طعنين، حتى مساء أمس، صادرين عن عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع التونسي في حكومة يوسف الشاهد، وسيف الدين مخلوف، وكلاهما مرشح مستقل. وأشارت مصادر قضائية تونسية إلى أن الطعنين وجها إلى نتائج المرشح عن حزب «قلب تونس» نبيل القروي القابع بأحد سجون العاصمة التونسية.
وقال الغابري إن البت في ملفات الطعون، «يتطلب تدقيقا ووقتا»، وهو ما يعني أن تاريخ 29 سبتمبر (أيلول) الحالي الذي يمثل الموعد الأول المحتمل لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، بات مستحيلا.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أوردت ثلاثة مواعيد لإجراء الدور الثاني بين قيس سعيد المرشح المستقل ونبيل القروي رئيس حزب «قلب تونس»، من بينها تاريخ 29 سبتمبر أو السادس من أكتوبر (تشرين الأول) أو 13 من نفس الشهر في أقصى الحالات، وذلك طبقا لاستيفاء إجراءات الطعن في طورها الابتدائي وطور الاستئناف.
وكانت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية على غرار معهد كارتر الأميركي وبعثة الاتحاد الأوروبي، قد أكدت في تقاريرها إثر نهاية عمليات الاقتراع، أن الانتخابات الرئاسية التونسية، جاءت في مستوى المعايير الدولية، إذ أنها لم تلاحظ وجود إخلالات ترقى إلى مستوى الجرائم الانتخابية، وهو ما جعل اللجوء إلى الطعن في النتائج غير ذي جدوى، وفق مراقبين للمشهد السياسي التونسي.
من ناحيته، أعلن سمير ديلو رئيس الحملة الانتخابية لعبد الفتاح مورو مرشح حركة النهضة الحاصل على المرتبة الثالثة التي لا تخول له المرور إلى الدور الثاني، أن النهضة لن تتقدم بأي طعن في النتائج واعتبر أن هيئة الانتخابات أشرفت على السباق الرئاسي في إطار «الاستقلالية والنزاهة والحرفية». وللتأكيد على القبول بنتائج الدور الأول من السباق الرئاسي، فقد أفادت الصفحة الرسمية لراشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة، أنه اتصل هاتفيا بقيس سعيد المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية وهنأه بالمرور إلى الدور الثاني.
وكان نبيل القروي الذي زج به في السجن منذ يوم 23 أغسطس (آب) الماضي بتهمة غسل وتبييض الأموال، قد اتهم الإسلاميين في حركة النهضة ببذل كل شيء لإبقائه خلف القضبان حتى السادس من أكتوبر (تشرين الأول) تاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية في تونس. واتهم القروي في السابق يوسف الشاهد رئيس الحكومة بالسعي إلى رميه وراء القضبان، وهو ما نفاه الشاهد ومن بعده قيادات النهضة.
من جهتها أعربت فرنسا أمس عن رغبتها في أن تجري الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية، «بشكل حيادي»، وفق ما أعلن وزير الخارجية. وقال جان - ايف لودريان في مداخلة عبر قناة «س - نيوز» أمس، «نرغب في أن تتم هذه الانتخابات بشكل حيادي (لا يسمح) بالتشكيك بالنتائج». وشدد على «أننا قلنا للسلطات التونسية إننا نرغب في أن تتم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في أفضل ظروف من الحيادية».
وتابع وزير الخارجية الفرنسي أنّ هذا «مهم جداً للديمقراطية التونسية لأنّها كانت الأولى في سياق الربيع العربي وفي النهاية هي واحدة من القلائل اليوم التي تضمن مساراً ديمقراطياً». وحلّ أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد أولاً في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية بنسبة 18.4 في المائة من الأصوات، متقدّماً على نبيل القروي الذي لا يزال موقوفاً، في نتائج اجتاحت الطبقة السياسية التقليدية. واعتبرت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات أنّ الدور الأول كان «شفافاً». ودعت في الوقت نفسه إلى أن يحظى المرشحون بـ«فرص متكافئة»، في إشارة ضمنية إلى نبيل القروي. وأوقف القروي في 23 أغسطس وهو ملاحق منذ 2017 بتهمة تبييض الأموال. وأثار توقيفه قبل عشرة أيام من بدء الحملة الانتخابية تساؤلات حول تأثير السياسة على القضاء.
وأعلن جان - ايف لودريان أنّ «تونس ذات سيادة ونحن نحترم دستورها وقضاءها». وأضاف أنّ «تونس كانت في طليعة مسار ديمقراطي مهم، ونعتبر أنّها لا تزال كذلك». ورفض القضاء التونسي أول من أمس، طلباً جديداً للإفراج عن نبيل القروي.
ومن المقرّر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، أي تزامناً مع الانتخابات التشريعية، أو في 13 منه.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.