الجزائر تراقب رفاق الرهينة الفرنسي المقتول

حزب معارض يطالب بفحص فيديو الإعدام

الجزائر تراقب رفاق الرهينة الفرنسي المقتول
TT

الجزائر تراقب رفاق الرهينة الفرنسي المقتول

الجزائر تراقب رفاق الرهينة الفرنسي المقتول

في حين طالب حزب جزائري معارض بفحص دقيق لشريط الفيديو الذي يظهر صور قطع رأس رهينة فرنسي على أيدي عناصر تنسب نفسها لـ«داعش»، على أساس أن هذا التنظيم «لا وجود له في الجزائر»، أثارت تصريحات زعيمة حزب مقرّب من السلطة، حول تورط مفترض لحركة انفصالية في قتل الفرنسي، جدلا واسعا.
وقالت نعيمة صالحي رئيسة «حزب العدل والبيان»، في بيان، أمس، إنها تطالب بـ«إدخال الفيديو الذي عرض فيه عملية اغتيال الرعية الفرنسي بالجزائر، بأيدي جماعة مجهولة، في محاضر التحقيق، من أجل التأكد من صحته، لأننا نعتقد أنه غير مفبرك، بحكم أن وجود (داعش) في الجزائر أمر مشكوك فيه».
وأفادت بأن «نوعية الفيديو رديئة وقديمة جدا وغير واضحة، ثم إنه ليس هناك ما يؤكد أن مكان الجريمة المزعومة في الجزائر، ويبقى المكان مجهولا أصلا». وتساءلت على سبيل الاستغراب: «لماذا الضحية لم يكن مضطربا ولم يظهر عليه الخوف؟ لماذا لم نرَ طريقة الذبح، ورأينا رأسا تبدو وكأنها دمية تشبه نوعا ما الرعية الفرنسي فقط؟ ما الذي يؤكد أن المجرمين الملثمين جزائريون؟».
وبث التنظيم الذي خطف بيير هيرفي غورديل، الأربعاء الماضي، المسمى «جند الخلافة»، صورا ظهر فيها الرهينة مكتوف اليدين إلى الوراء يقف وراءه 4 مسلحين ملثمين. وفجأة جرى طرحه أرضا وفصل جسده عن رأسه، واشترط التنظيم في صور فيديو سابقة وقف حرب فرنسا على «داعش» في العراق، مقابل إطلاق سراح المدرّب المتخصص في تسلق الجبال، الذي زار الجزائر في 20 من الشهر الحالي، لممارسة هوايته في أعالي جبال جرجرة بمنطقة القبائل، شرق العاصمة الجزائرية.
وتابعت نعيمة صالحي: «إذا كان سبق أن تعرضت الأمة العربية والإسلامية إلى مثل هذه الحيل، وجرى استعمالها حججا للتدخل العسكري في بلداننا، فاليوم نقول لهم: لقد حفظنا الدرس، ولا يُلدغ المؤمن من الجحر الواحد مرتين.. ونطالب برؤية جثة الرعية، ولا نقبل بأن يقال لنا إنه لم يجرِ العثور عليها كما حصل مع غيره».
ويُعتقد لدى قطاع من الطبقة السياسية أن خطف الرعية الفرنسية وقتله «قضية مفتعلة تستهدف جرّ الجزائر إلى الانخراط في الحرب الغربية على (داعش)».
واستجوب قاضي التحقيق أول من أمس الجزائريين الـ5، رفاق غورديل، الذين كانوا معه لحظة الوقوع في كمين الجماعة الخاطفة بقرية جبلية تقع على بعد 110 كلم شرق العاصمة، ووجه لهم تهمة «عدم التبليغ عن إيواء رعية أجنبي»، ووضعهم تحت الرقابة القضائية في انتظار محاكمتهم. واستبعد القضاء نهائيا فرضية «العمل المدبّر» الذي أشار إليه قطاع من الإعلام الجزائري.
من ناحية ثانية، خلفت تصريحات زعيمة «حزب العمال»، لويزة حنون، حول تورط أعضاء المنظمة الانفصالية (حركة الحكم الذاتي في القبائل)، في قتل غورديل، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية. ودعا نشطاء في شبكة التواصل الاجتماعي، أمس، لويزة حنون، المعروفة بولائها الشديد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى تقديم الأدلة على التهم الخطيرة التي توجهها لأشخاص معروفين في منطقة القبائل، بينما قال صحافيون إن النيابة العامة مطالبة باستدعائها لتطلب منها الأدلة. وقال القيادي الحزب، رمضان تعزيبت، لصحيفة محلية، أمس، إن لويزة حنون «لم تتهم أحدا، وإنما قدمت قراءة سياسية لحدث خطير شهدته الجزائر في الأيام القليلة الماضية».
وقال أحد رفاق الرهينة الفرنسي، وهو طالب جامعي جزائري ومرشد سياحي في الجبال، إن «الإرهابيين حجزونا 14 ساعة قبل إطلاق سراحنا»، ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «توجهنا مباشرة إلى الدرك الوطني للتبليغ عن الحادثة، وهناك خضعنا للتحقيق مدة 6 أيام» في مقر الدرك الوطني بالبويرة (120 كلم شرق الجزائر). وأوضح الشاب (23 سنة) الذي فضل عدم ذكر اسمه: «كنا بالسيارة، عندما باغتنا الإرهابيون وكان عددنا 6؛ نحن 5 جزائريين والفرنسي».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.