مقتل زعيم جماعة «خراسان» في غارة أميركية

«جبهة النصرة» تهدد دول التحالف: الغارات على سوريا «حرب على الإسلام».. وسنلاحقكم في أنحاء العالم

(في الاطار) الكويتي محسن الفضلي زعيم جماعة «خراسان»، و سوري يسير بجوار أحد مواقع «جبهة النصرة» التي دمرتها غارات قوات التحالف في حلب أمس (رويترز)
(في الاطار) الكويتي محسن الفضلي زعيم جماعة «خراسان»، و سوري يسير بجوار أحد مواقع «جبهة النصرة» التي دمرتها غارات قوات التحالف في حلب أمس (رويترز)
TT

مقتل زعيم جماعة «خراسان» في غارة أميركية

(في الاطار) الكويتي محسن الفضلي زعيم جماعة «خراسان»، و سوري يسير بجوار أحد مواقع «جبهة النصرة» التي دمرتها غارات قوات التحالف في حلب أمس (رويترز)
(في الاطار) الكويتي محسن الفضلي زعيم جماعة «خراسان»، و سوري يسير بجوار أحد مواقع «جبهة النصرة» التي دمرتها غارات قوات التحالف في حلب أمس (رويترز)

قال موقع «سايت» الذي يتابع المواقع الجهادية على الإنترنت أمس بأن حسابا على «تويتر» يديره عضو في «القاعدة» ذكر أن زعيم جماعة خراسان التابعة لـ«القاعدة» في سوريا قتل في غارة أميركية وجاء ما ذكره الحساب بعد غموض استمر أياما حول ما إذا كان نجا من الغارة. وكان مسؤول أميركي قال يوم 24 سبتمبر (أيلول) بأن الولايات المتحدة تعتقد أن محسن الفضلي وهو قيادي بارز في «القاعدة» قتل في غارة على سوريا نفذت قبل ساعات لكن وزارة الدفاع الأميركية قالت بعد ساعات بأنها لا تزال تتحقق مما إذا كان قتل. وقال: «سايت» بأن الصفحة التي يديرها عضو «القاعدة» على «تويتر» ترحمت يوم 27 سبتمبر على الفضلي المولود في الكويت والذي يعرف أيضا بأبو أسماء الكويتي أو أبو أسماء الجزراوي وقالت: إنه قتل في غارة يوم 23 سبتمبر. ووصف مسؤولون أميركيون خراسان بأنها شبكة من مقاتلي «القاعدة» الموسميين الذين ترجع خبراتهم القتالية في أكثرها إلى باكستان وأفغانستان وأن الجماعة تعمل الآن مع جبهة النصرة التي تتبع «القاعدة» في سوريا. وخراسان منطقة تضم أجزاء من باكستان وأفغانستان ويعتقد أن المجلس القيادي لـ«القاعدة» يختبئ فيها. وبعد الغارات التي وقعت يوم 23 سبتمبر قال المسؤولون الأميركيون بأنهم لا يزالون يقدرون الخسائر التي لحقت بخراسان. وقال إسلاميون متشددون في مواقع التواصل الاجتماعي بأن تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن الفضلي، 33 عاما، قتل. ولم يذكر موقع «سايت» اسم عضو «القاعدة» الذي أعلن مقتل الفضلي لكنه قال: إنه تدرب على يد رجل مقرب من زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري وقاتل مع جماعة خراسان قبل سفره إلى سوريا. وكانت مذكرة أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية عام 2012 عرضت 7 ملايين دولار مكافأة لمن يرشد عن مكان الفضلي وقالت: إنه ممول لـ«القاعدة» مقرب من مؤسسها أسامة بن لادن وأنه كان من القلائل الذين عرفوا مسبقا بهجمات 11 سبتمبر 2001. وقالت مصادر أصولية خبيرة في شؤون الجماعات المتشددة إن واشنطن كانت تستهدف الفضلي منذ فترة، مشيرة إلى أن الإعلام الأميركي ركّز عليه منذ عدة أيام، ووصف تنظيم «خراسان» الذي كان يتزعمه الفضلي بأنه أخطر من تنظيم «داعش». وفي إطار البيانات التي أصدرها البنتاغون حول الضربات العسكرية، الثلاثاء، قال: إن القوات الأميركية استهدفت مجموعة «خراسان» في سوريا التابعة لتنظيم القاعدة التي كانت تخطط لتنفيذ «هجمات كبيرة» ضد الغرب وأكد بيان للبنتاغون بأنه تم القضاء على المجموعة باستخدام أكثر من 40 صاروخ توما هوك. وبرز اسم محسن الفضلي للمرة الأولى عام 2000 عندما ألقت السلطات الأمنية الكويتية القبض عليه بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة إسرائيلية، حيث برئ من هذه التهمة، بينما قضت المحكمة بإدانة متهمين آخرين، كذلك قضت محكمة التمييز الكويتية ببراءته من قضية تفجير سفينة بعد إدانته بمحاكم الدرجات الدنيا، ومن ثم ورد اسمه بقضايا على صلة بمحاولات اغتيال لشخصيات عراقية، علما بأن الفضلي هو «هو السني الوحيد في عائلته الشيعية». وفي عام 2008، وردت معلومات حول فرار الفضلي من الكويت إلى إيران - عن طريق البحر على الأغلب، حيث تزعم شبكة «القاعدة» فيها، وتولى مساعدته السعودي عادل راضي الحربي، ويعتقد أن الفضلي تولى من إيران تمويل «القاعدة» والإشراف على عمليات انتقال الكثير من المقاتلين من باكستان إلى أوروبا وأميركا وسوريا عبر إيران وتركيا. يذكر أن الفضلي كان ملاحقا لـ15 عاما كإرهابي دولي. وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إنه لا يمكن التأكد حتى الآن بأن الضربات التي شنها التحالف الدولي على المتطرفين في سوريا طالت قادة جماعة خراسان، وكانت حسابات تابعة لمتطرفين على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» ذكرت أن محسن الفضلي قتل في الضربات التي شنتها الولايات المتحدة. على مواقع في سوريا.
هذا وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن مجموعة «خراسان» على صلة بتنظيم القاعدة وتشكل تهديدا مباشرا للغرب وكانت تقترب من تنفيذ مؤامرة ضد أهداف أميركية أو أوروبية. وقال البنتاغون إن هذه المجموعة كانت على وشك تنفيذ «هجمات كبيرة» ضد الغرب. وقصفت القوات الأميركية أهدافا لجماعة «خراسان» في سوريا بصواريخ توما هوك للقضاء على التهديد المتزايد الذي تمثله الجماعة. وذكر ويليام مايفيل، مدير العمليات لهيئة الأركان الأميركية المشتركة، للصحافيين، أن «التقارير الاستخباراتية أشارت إلى أن المجموعة كانت في المراحل الأخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات كبيرة ضد أهداف غربية وربما أراضي الولايات المتحدة. وإضافة إلى الهجمات على جماعة خراسان، جرى شن غارات أميركية وعربية على تنظيم الدولة الإسلامية. وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الغارات الجوية قضت على مجموعة خراسان المؤلفة من مقاتلين من تنظيم القاعدة». وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أن القوات الأميركية شنت 8 غارات جوية ضد أهداف جماعة خراسان غرب حلب. في غضون ذلك، عدت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، أول من أمس أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على الجهاديين في سوريا والعراق هي «حرب على الإسلام»، متوعدة بالرد «في جميع العالم» على دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال أبو فراس السوري المتحدث الرسمي باسم جبهة النصرة في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب»: «هذه ليست حربا على جبهة النصرة إنها حرب على الإسلام»، مؤكدا أن دول التحالف «قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدفين من القوات المجاهدة في جميع العالم». وأضاف في الشريط الذي حمل عنوان «تعليق على القصف الصليبي لبعض مقرات جبهة النصرة وبيوت المسلمين في الشام» ومدته نحو 9 دقائق «نحن في حرب طويلة، هذه الحرب لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا سنوات. نحن في حرب ربما تطول عقودا من الزمن».
واستهل الشريط بمقتطفات تظهر فيها جثث بين الأنقاض في مواقع وأزمنة غير محددة قال التنظيم بأنها «من ضحايا الغارات الصليبية على أهل الشام»، وبحسب منظمة غير حكومية فقد أوقعت الغارات الجوية على مقرات جبهة النصرة 57 قتيلا على الأقل في صفوف هذا التنظيم المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقال المتحدث بأن «محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني - البروتستانتي بقيادة دولة رعاة البقر قام اليوم بالهجوم على بلاد الشام»، مضيفا: «نحن قادرون على الصمود» في هذه الحرب و«نحن هيأنا أنفسنا لمجابهة هذا الحلف»، متوعدا أيضا الدول العربية التي انضوت في هذا التحالف.
ووصف المتحدث هذه الدول العربية بأنها «من دول الإماء والعبيد»، وبأنها وقفت في صف الظلم في صف الكفر وهذا سيكون له نتائج وفي أغسطس (آب) الفائت بدأت الولايات المتحدة بشن غارات جوية على تنظيم داعش المتطرف في العراق، قبل أن يتوسع نطاق هذه الغارات هذا الأسبوع ليشمل قواعد لهذا التنظيم في سوريا وكذلك أيضا أهدافا لجبهة النصرة في هذا البلد، وقد شاركت في شن هذه الغارات 5 دول عربية هي السعودية والإمارات والأردن وقطر والبحرين.
وظهرت جبهة النصرة في سوريا مطلع العام 2012 بعد أشهر من اندلاع النزاع منتصف مارس (آذار) 2011. وأعلنت في أبريل (نيسان) 2013 مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.