«انتحاري» يفجّر نفسه في مبنى حكومي شرق أفغانستان

جنود أفغان لدى وصولهم إلى موقع الهجوم  في جلال آباد أمس (رويترز)
جنود أفغان لدى وصولهم إلى موقع الهجوم في جلال آباد أمس (رويترز)
TT

«انتحاري» يفجّر نفسه في مبنى حكومي شرق أفغانستان

جنود أفغان لدى وصولهم إلى موقع الهجوم  في جلال آباد أمس (رويترز)
جنود أفغان لدى وصولهم إلى موقع الهجوم في جلال آباد أمس (رويترز)

نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أفغانيين أن انتحارياً ومسلحين أصابوا تسعة أشخاص على الأقل، بينهم طفل وامرأة، في هجوم على مبنى حكومي في شرق أفغانستان أمس الأربعاء.
وأضاف المسؤولان أن المهاجمين فجروا قنابل قبل أن يقتحم مسلحون المبنى. والمكتب عبارة عن مركز توزيع بطاقات هوية إلكترونية في مدينة جلال آباد. وأشارت «رويترز» إلى أن الناخبين يحتاجون إلى بطاقات الهوية تلك من أجل التصويت في انتخابات الرئاسة المقررة في غضون عشرة أيام.
وقال سهراب قادري العضو في المجلس المحلي في إقليم ننكرهار: «طوقت قوات الأمن الأفغانية المبنى وتشتبك مع المهاجمين في محاولة لصد الهجوم»، مضيفاً أنه يُخشى سقوط مزيد من الضحايا من القوات والمواطنين الآخرين العالقين في المبنى.
وأفاد شهود عيان ومراسل لوكالة الصحافة الفرنسية عن سماع أصوات إطلاق رصاص مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في مركز تسجيل الهويات الإلكترونية. وقال أستاذ في مدرسة قريبة من موقع الانفجار يدعى محمد الله: «كنت في الصف عندما سمعت صوت انفجار كبير تلاه إطلاق كثيف للنار». وأضاف: «بدأ الطلبة في البكاء فاضطررنا لإخلاء المدرسة. قفزنا فوق الجدران لنقلهم إلى مكان أكثر أماناً»، بحسب الوكالة الفرنسية. ولفتت الوكالة إلى أن عناصر «طالبان» وتنظيم «داعش» ينشطون في جلال آباد، عاصمة ولاية ننكرهار. ووضعت معظم أفغانستان في حالة تأهب مع بدء العد التنازلي للانتخابات، وهي رابع انتخابات رئاسية تنظم فيها منذ أسقطت قوات بقيادة الولايات المتحدة حكم حركة «طالبان» عام 2001، وتعهد قادة الحركة بتعطيل الانتخابات، لا سيما أنها تأتي في أعقاب انهيار محادثات السلام بينهم وبين الولايات المتحدة. ويُقدّر عدد الناخبين المسجلين بنحو 9.6 مليون ناخب، نحو ثلثهم من النساء، ومن المتوقع ألا يفتح مركز تقريباً بين كل 12 مركز اقتراع أبوابه أمام الناخبين بسبب التهديدات الأمنية، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز».
وكانت حركة «طالبان» طالبت، في بيان أمس، المعلمين والطلبة وغيرهم من العاملين في قطاع التعليم بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، محذّرة من أنهم، إن شاركوا، سيواجهون الموت في هجمات على مراكز انتخابية. وقال بيان «طالبان»: «لا تسمحوا لمنظمي الانتخابات بتحويل مدارسكم ومؤسساتكم إلى مراكز انتخابية وعلى المعلمين والطلبة ألا يعملوا كموظفي انتخابات». وأضاف البيان الذي أوردته «رويترز»: «لا نريد أن نتسبب في خسائر في الأرواح أو خسائر مادية للمدنيين والمعلمين والطلبة».
وتشكل المدارس والجامعات سبعة أو ثمانية من كل عشرة مراكز تصويت في أنحاء البلاد. وقال عبد العزيز إبراهيمي المتحدث باسم مفوضية الانتخابات في أفغانستان إنه لا يتم تعيين أي طلبة أو معلمين أو مسؤولين بالتعليم كموظفي انتخابات لكن يمكنهم التطوع. وأضاف: «نحن ملتزمون بإجراء الانتخابات في الموعد المعلن ولا يمكن لمثل هذه التهديدات من طالبان أن تردعنا».
كما نقلت «رويترز» عن نورية نزهت المتحدثة باسم وزارة التعليم قولها إنهم لا يرغبون في أن تُستخدم المدارس ومراكز التعليم الأخرى كمراكز اقتراع لكنهم يُجبرون على ذلك على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمدارس في الانتخابات البرلمانية العام الماضي. وطالب مانحون دوليون والأمم المتحدة الوزارة بالمساعدة في الانتخابات الرئاسية نظراً لبنيتها التحتية المتطورة نسبياً. وقتل مهاجمون من حركة «طالبان»، أول من أمس الثلاثاء، زهاء 50 شخصاً في تفجيرين انتحاريين منفصلين، استهدف أحدهما تجمعا انتخابيا للرئيس الحالي أشرف غني الذي يسعى إلى ولاية ثانية مدتها خمس سنوات.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.