البارجة الحربية الأميركية في مياه لبنان لـ {ضمان حرية الملاحة} في المتوسط

TT

البارجة الحربية الأميركية في مياه لبنان لـ {ضمان حرية الملاحة} في المتوسط

رست البارجة الحربية الأميركية «يو إس إس راماج» التابعة للأسطول الخامس في مرفأ بيروت السبت الماضي لمدة يوم واحد في زيارة تحمل أكثر من بعد. وقال بيان للسفارة الأميركية في لبنان «إنها قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية»، وتولى شرح مهمتها أكثر من ضابط كانوا على متنها للسفراء المعتمدين لدى لبنان وللزائرين الآخرين من ضباط الجيش اللبناني ومدعوين وإعلاميين.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إنه للمرة الأولى منذ عام 1983 تزور بارجة حربية أميركية المياه الإقليمية اللبنانية بعد المدمرة «نيو جرسي» مع اختلاف في مهمة كل منهما، ووصف زيارة البارجة على المستوى البروتوكولي بأنها تدل على النوايا الحسنة بين البلدين. وأضاف «البعد الآخر هو رفع مستوى الشراكة بين جيشي البلدين في إطار التدريبات العسكرية التي يقوم بها الجيش الأميركي لسلاح البحرية في الجيش اللبناني»، وكانت قد أجرت مناورة قبل توجهها إلى مرفأ بيروت وفقاً لما صرح به الادميرال المسؤول عنها ومما قاله «إنها أتت إلى لبنان بعد مناورات مشتركة مع الجيش اللبناني ترمي إلى تأمين التجارة البحرية وحماية البنى التحتية». وورد على موقع «تويتر» التابع للسفارة، أن البارجة «تشارك في الجهود المبذولة لضمان حرية الملاحة في المتوسط».
ولفت مصدر دبلوماسي إلى أن وجود البارجة الأميركية في المياه اللبنانية الإقليمية هو تطور استثنائي في الشراكة بين جيشي البلدين، ويرمي إلى قطع الطريق على عودة نقل شحنات الأسلحة إلى لبنان بعد أن أبدت الدول المشاركة في اليونيفيل رغبتها في الانسحاب من هذه المهمة.
ودعا مصدر وزاري لبناني إلى عدم إعطاء كلام السفيرة أبعاداً عسكرية أو أمنية، قائلاً: «إنها قصدت تأمين السلامة للمنطقة الاقتصادية الخالصة عبر إشارتها إلى أن الأسطول الأميركي موجود دائماً في مياه البحر الأبيض المتوسط. كما يقوم بدوريات في عرض البحر».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.