يوسف خواجة حميد... ملياردير هندي يهتمّ بتوفير أدوية منخفضة التكاليف لفقراء العالم

العالم الهندي يوسف حميد
العالم الهندي يوسف حميد
TT

يوسف خواجة حميد... ملياردير هندي يهتمّ بتوفير أدوية منخفضة التكاليف لفقراء العالم

العالم الهندي يوسف حميد
العالم الهندي يوسف حميد

إنه ملياردير هندي، من العلماء المهتمين بالأعمال الخيرية، ومن أقطاب صناعة الأدوية. يُعرف بين العامة باسم «روبين هود» بسبب اهتمامه بتوفير الأدوية منخفضة التكاليف للفقراء المعوزين على مستوى العالم.
يدعى يوسف خواجة حميد، إنّه رجل مسن يبلغ من العمر 83 عاماً، وهو رئيس مجلس إدارة شركة «سيبلا» للمستحضرات الدوائية، وهي أكبر شركة لصناعة الأدوية في الهند. تأثر طيلة حياته بوفاة الملايين من الناس حول العالم بسبب احتياجهم إلى الأدوية بأسعار معقولة تحديداً تلك التي كانت متاحة لدى الشركات متعددة الجنسيات، ولكن بتكاليف باهظة لا يتحمّلها الفقراء.
تأسست شركة «سيبلا» عام 1935 على يد والده السيد خواجة عبد الحميد، بناءً على طلب مباشر من المهاتما غاندي، بهدف تحقيق ميزة الاعتماد الذاتي الهندي في مجال صناعة الأدوية وإنتاجها. وُلد حميد الصغير عام 1936، العام التالي على إنشاء الشركة، ومع رحيل والده عام 1972 ورث حميد، الذي تلقّى تعليمه الجامعي في جامعة كامبريدج البريطانية، رفقة شقيقه مصطفى، أعمال الشركة.
- حملته الخيرية
بدأ الأمر في أوائل عام 2000 حينما تواصَل مجموعة من النشطاء من الولايات المتحدة الأميركية مع حميد هاتفياً، ولم يكن قد التقاهم من قبل في حياته، بغية الوصول إلى طريقة للحصول على عقاقير علاج مرض الإيدز بأسعار معقولة لمن يحتاجون بشدّة إلى تلك الأدوية ولا يتحمّلون تكاليفها الباهظة، ناهيكم بقبضات براءات الاختراع الخانقة.
وبعد مرور أربعة أيام على التواصل الهاتفي مع حميد، تحدّد ميعاد الاجتماع الأول مع مجموعة النشطاء في العاصمة لندن. ووجهوا إليه سؤالاً مباشراً خلال الاجتماع: إلى أي مدى يمكن لسعر عقاقير الإيدز أن ينخفض، وفقاً لتقديره؟ وما حجم ما يمكن إنتاجه من تلك العقاقير لدى شركته؟ وكان حميد يتابع إجراء حساباته الخاصة بالورقة والقلم في أثناء متابعته للاجتماع، وانتهى إلى أنّه يمكنه تخفيض السعر بما يناهز النصف تقريباً، إلى ما يقرب من 800 دولار في العام. وبعد مرور شهر كامل، ومن خلال جهود مجموعة النشطاء الدؤوبة، تلقى حميد دعوة لإلقاء محاضرة في مؤتمر المفوضية الأوروبية في بروكسل عن فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، والملاريا، والسل، والحد من الفقر.
وقال حميد أمام المؤتمر الدُّولي الذي ضمّ وزراء الصّحة، ورؤساء الوزراء السّابقين، وممثلين عن شركات الأدوية متعدد الجنسيات، إنّه يستطيع بيع مجموعة من ثلاثة عقاقير مضادة للفيروسات العكوسية لعلاج مرض الإيدز مقابل 800 دولار فقط لكل مريض على أساس سنوي. أثار هذا التصريح غضب شركات الأدوية متعددة الجنسيات التي كانت تبيع نفس المجموعة من العقاقير مقابل 12 ألف دولار للمريض الواحد على أساس سنوي. وكان ذلك في ذروة انتشار وباء الإيدز حول العالم مع الملايين من الفقراء الأفارقة الذين يلقون حتفهم بسبب نقص توافر الأدوية بأسعار معقولة يتحملون تكاليفها.
بحلول عام 2001، عقد حميد العزم من خلال شركته «سيبلا» للمستحضرات الدّوائية على الاستفادة من الثّغرة القائمة في قانون براءات الاختراع الهندي التي كانت تنص في ذلك الوقت على أنّه لا يمكن للمرء تسجيل براءة اختراع المنتجات في المجالات ذات الصّلة بالغذاء والصّحة، ويمكن فقط تسجيل براءات الاختراع الخاصة بالعملية لا بالمنتج. وواجهت شركة «سيبلا» كبريات شركات الأدوية في العالم عن طريق استنساخ العقاقير المضادة للإيدز وبيعها بأبخس الأسعار للمرضى الفقراء بما يقل عن دولار أميركي واحد لكل مريض في اليوم. من ثمّ عادت الشّركة لتخفض هذا السعر إلى 20 سنتاً أميركياً في اليوم منذ ذلك الحين. واليوم، هناك ما يقرب من سبعة ملايين مريض حول العالم يتناولون العقاقير من إنتاج شركة «سيبلا» في العلاج. وسرعان ما ركّزت وسائل الإعلام العالمية اهتمامها على حميد ووصفته بأنّه «روبين هود» العصر الحديث، ومن ثمّ تلقّت شركة «سيبلا» سيلاً هائلاً من أوامر شراء العقاقير.
وصرح حميد قائلاً: «لا أهدف أبداً إلى جني المزيد من الأموال استغلالاً لتلك الأمراض الشّنيعة التي تمزّق نسيج المجتمعات تمزيقاً». ولكنّه تلقّى هجوماً عارماً، كما كان متوقعاّ، من شركات الأدوية متعددة الجنسيات التي وصمته بـ«قرصان العقاقير»، فانهالت عليه الدّعاوى القضائية العديدة في داخل الهند وخارجها. وقالت شركات الأدوية الدُّولية إنّها تُنفق مليارات الدولارات على الأبحاث وابتكار الأدوية الجديدة، ولذلك ينبغي السّماح لها بالحصول على أرباح معقولة تضاهي تلك الجهود الهائلة المبذولة. ودافع حميد عن موقفه قائلاً إنّ مبتكري الأدوية والعقاقير الحقيقيين نادراً ما يحصلون على حقوقهم المعتبرة وإنّ عمالقة صناعة الأدوية العالمية يشترون حقوق الملكية الفكريّة وبراءات الاختراع لقاء بضعة ملايين من الدُّولارات لا تتناسب أبداً مع ما يحققونه من مليارات هائلة في إنتاج الأدوية نفسها وتوزيعها.
ومن ثم، بدأت شركات الأدوية متعدّدة الجنسيات في خسارة حرب العلاقات العامة على الصّعيد العالمي. كما قرّرت الشّركات الدُّولية تخفيض أسعار عقاقير علاج الإيدز لكنّها لم تتمكّن من مضاهاة أسعار شركة «سيبلا» الهندية أبداً. وفي الهند، يمكن قياس فرق السعر بين أدوية الشركات متعددة الجنسيات وأدوية شركة «سيبلا» من واقع حقيقة أنّ الشركة الهندية تبيع عقار علاج سرطان المعدة اليوم بسعر يبلغ 6500 روبية هندية لكل 30 قرصاً مقابل 280 ألف روبية هندية لنفس العقار بنفس عدد الأقراص تتقاضاها شركات الأدوية متعددة الجنسيات العاملة في البلاد.
وفي عام 2005، وإثر التزام من منظمة التجارة العالمية، تدخّلت الحكومة الهندية بتعزيز قوانين براءات الاختراع لديها اتساقاً مع المعايير العالمية المعمول بها. ويمكن للشركات الهندية اليوم انتهاك براءات الاختراع في حالات الطوارئ الوطنية فقط. ويقول حميد عن ذلك، إنّ قوانين براءات الاختراع الخاصة بكل دولة لا بد أن تستند إلى الاحتياجات الوطنية لذلك البلد، وينبغي لتلك القوانين أن تكون ذات طبيعة وطنية خالصة وليست دولية بحال.
ويوجه حميد الاتهامات عبر تفاعلاته المستمرة مع مختلف وسائل الإعلام إلى صناعة المستحضرات الدّوائية الغربية بأنّها «تحتجز ثلاثة مليارات شخص من سكان العالم الثالث رهائن الحصول على فِدى من خلال استغلال الأوضاع الدّوائية الاحتكارية لفرض قيم سعرية باهظة». كما أنّه تعهد بتكريس نفسه تماماً لصناعة العقاقير المنقذة لحياة الناس، وغير المشمولة بحماية العلامات التجارية الكبرى، والموجهة إلى سكان البلدان الأكثر فقراً على مستوى العالم. هذا، وكانت مجموعة «سيبلا» قد تمكّنت من إنتاج عقار مضاد لمرض الملاريا بسعر أدنى من دولار أميركي واحد. كما أنّها توفر التقانة المجانية للعقاقير المضادة للفيروسات العكوسية لمعاونة الشركات الأخرى التي ترغب في إنتاج الأدوية الخاصة بها. ومن المنتجات القادمة على حملة شركة «سيبلا» هناك عقار منخفض التكاليف لعلاج مرض السرطان.
وبرز دور حميد في معركة الإنتاج الجماعي للعقاقير المضادة للفيروسات العكوسية في أفريقيا ضمن الفيلم الوثائقي بعنوان «حرائق الدماء». وفي حديثه للفيلم الوثائقي قال حميد، كما نقلت صحيفة «إنديا توداي» عنه: «إن قصة يوسف حميد سوف تجعل كل مواطن هندي يشعر بالفخر، فهو الرجل الوحيد الذي قرّر السّباحة ضدّ التيار العالمي وبيع العقاقير بهدف إنقاذ أرواح الناس بصرف النّظر تماماً عن الأرباح المادية».
- الحياة الشخصية
على الصعيد الشّخصي، يملك يوسف حميد قصة إثنية مثيرة للاهتمام، فهو نجل أحد العلماء الهنود ووالدته كانت تعتنق الديانة اليهودية. ويمتد نسبه من خلال الارتباطات الروحية إلى أباطرة الأسر المغولية حتى «خواجة عبيد الله أحرار»، (1403 - 1490)، العالم الصوفي النقشبندي الكبير من أوزبكستان. كما لقي أجداده لوالدته حتفهم في الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق اليهود في ألمانيا النازية.
تلقّى حميد تعليمه في جامعة كامبريدج، ونال درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية تحت إشراف العالم ألكسندر تود الحائز على جائزة نوبل في عام 1960، من ثمّ عاد أدراجه إلى الهند لينضم إلى شركة والده الدّوائية. كان ذلك عندما تواجه وجهاً لوجه مع قوانين براءات الاختراع الهندية ضمن الحقبة البريطانية التي كانت تفرض القيود الكثيرة على شركات صناعة الأدوية المحلية. ولقد اضطلع يوسف حميد، رفقة أقرانه، بدور بارز في تشكيل رابطة صنّاع الأدوية في الهند، ومارسوا الضغوط على الحكومة بشأن تغيير قوانين براءات الاختراع في البلاد، التي دخلت حيّز التنفيذ في خاتمة المطاف اعتباراً من عام 1972 في استهلال حقبة ذهبية جديدة في قطاع صناعة الأدوية في شبه القارة الهندية.
يقول حميد في عدد من المقابلات الشّخصية التي أُجريت معه: «لست معارضاً لبراءات الاختراع، ولكنّني عدو لدود للاحتكار».
وما وراء عالم المال والأعمال، معروف عن الدكتور حميد شغفه بالأعمال الخيرية، وإدخال المرونة اللازمة في مجال الطّب من خلال صناديق «سيبلا» الخيرية التي تمارس عملها في مجالات توفير الدّعم المالي والرّعاية الصّحية والتعليم للجماهير المحرومة من هذه الميزات. وحصل الدكتور حميد على ثالث أرفع وسام مدني هندي: وسام بادما بهوشان، في عام 2005، وهو زميل فخري لكلية كرايست في جامعة كامبريدج، وكان واحداً من بين 25 شخصية حازت جائزة أعظم الشّخصيات الهندية العالمية الحيّة، وذلك بالإضافة إلى تكريمه الشّخصي في عام 2019 الجاري، في قائمة الزملاء البارزين الجدد في الجمعية الملكية البريطانية، وهي الأكاديمية العلمية المستقلة في المملكة المتحدة ودول الكومنولث، المكرسة جهودها لتعزيز التميز في مختلف العلوم.
كما كانت شخصية الدكتور حميد موضوعاً لمقالات ذات مغزى نُشرت على صفحات الصّحف والمجلات العالمية مثل: «صحيفة نيويورك تايمز، ومجلة تايم، وصحيفة الغارديان، وصحيفة لوموند، ومجلة إيكونوميست، وفاينانشيال تايمز، وتايمز لندن، وكورير ديلا سيرا، ودير شبيغل، ومجلة وايرد»، إلى جانب العديد من المطبوعات الصّحافية الكبيرة الأخرى، فضلاً عن المنافذ الإعلامية الأخرى مثل شبكات «إيه بي سي»، و«هيئة الإذاعة البريطانية»، و«سي إن إن» الإخبارية، وبرنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي إس» الإخبارية.
والدكتور حميد متزوج من فريدة ذات الأصول الأفغانية وليس لديه منها أطفال. وهما يعيشان متنقلين بين لندن ومومباي. أمّا شقيقه الأصغر مصطفى حميد، فيشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي لشركة «سيبلا». وله ثلاثة أولاد، بما في ذلك سامينا فازيرالي، التي من المنتظر أن تتولى قيادة المؤسسة الدوائية الكبيرة في المستقبل.
وعلى الرّغم من ذلك، فلقد تقاعد الدكتور يوسف حميد عن الإدارة النّشطة للمجموعة، وقال في مقابلة إعلامية أُجريت مؤخراً: «أعتقد، إنْ كنت تعمل في قطاع الرعاية الصحية، فهو ليس مجالاً مدرّاً للأرباح بالمعنى الصِّرف ذلك لأنك تساعد بالأساس في إنقاذ أرواح الناس. فأنت لا تعمل في صناعة مواد البناء أو اللوازم الكهربائية. لذلك، عندما تحاول إنقاذ أرواح الآخرين، فلا بد أن تعتني بإنسانيتك أولاً».
«فماذا عن المستثمرين الأجانب؟ هل يوافقونك الرؤية؟»، أجاب الدكتور حميد بحزم: «إن كان لا يعجبهم الأمر، فليتوفقوا عن الاستثمار، أقولها لهم بكل صراحة».



اكتشاف بقايا استراحة ملكية أثرية في سيناء

بقايا الاستراحة الملكية المكتشَفة بشمال سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
بقايا الاستراحة الملكية المكتشَفة بشمال سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

اكتشاف بقايا استراحة ملكية أثرية في سيناء

بقايا الاستراحة الملكية المكتشَفة بشمال سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
بقايا الاستراحة الملكية المكتشَفة بشمال سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع آثار تل حبوة (ثارو) بمنطقة آثار شمال سيناء في الكشف عن بقايا مبنى مشيَّد من الطوب اللبن يمثّل إحدى الاستراحات أو القصور الملكية الواقعة في نطاق البوابة الشرقية لمصر، وذلك في أثناء أعمال الحفائر الأثرية ضمن مشروع تنمية سيناء.

وأوضحت الدراسات العلمية المبدئية التي تمت على اللقى الأثرية المكتشفة أن هذا المبنى يرجع إلى عهد الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، وأنه من المرجح أن هذا المبنى كان قد استُخدم استراحةً ملكية، بسبب التخطيط المعماري للمبنى وندرة كسرات الفخار داخله، وفق محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى الآثار.

وأكد خالد في بيان صحافي، الخميس، أن هذا المبنى يكشف النقاب عن مزيد من المعلومات المهمة عن تاريخ مصر العسكري خلال عصر الدولة الحديثة لا سيما في سيناء.

وقال الدكتور هشام حسين، مدير عام آثار سيناء، والمشرف على البعثة الأثرية، في بيان وزارة السياحة والآثار المصرية الخميس، إن «المبنى المكتشَف مكوَّن من صالتين مستطيلتين متتاليتين، ملحق بهما عدد من الغرف».

بقايا استراحة تعود لعهد الملك تحتمس الثالث (وزارة السياحة والآثار المصرية)

توجد البوابة الرئيسية للمبنى في جهة الشمال في المنتصف وتؤدي إلى صالة أولى مستطيلة الشكل تتوسطها ثلاث قواعد أعمدة من الحجر الجيري، وتتصل الصالة الأولى بصالة أخرى أصغر مستطيلة الشكل لها مدخلان؛ الأول في جهة الشرق والآخر في جهة الغرب، وهما أقل عَرْضاً من المدخل الرئيسي للمبنى، وتتوسط الصالة قاعدتا أعمدة من الحجر الجيري قطر كلٍّ منهما متر. كما تم الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بالمداخل الرئيسية لتلك الصالة.

وتؤدي الصالة الثانية إلى غرفتين منفصلتين؛ تقع الأولى تجاه الشرق، والأخرى تجاه الغرب، وتتصلان بالصالة الثانية عن طريق مدخلين في مقابل مداخل الصالة الثانية تقريباً.

ووفق حسين فإن «البعثة نجحت كذلك في الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بمداخل الغرف، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغير والملحقة بالمبنى من الخارج في اتجاه الشرق».

وأفاد رمضان حلمي، مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة، أنه تم تأريخ المبنى بناءً على تسلسل الطبقات والفخار المكتشَف خارج المبنى، بالإضافة إلى العثور على جعران يحمل اسم الملك تحتمس الثالث، حيث من المرجح أن تكون الاستراحة استُخدمت في فترة وجود الملك تحتمس في المكان خلال إحدى حملاته الحربية لتوسيع الإمبراطورية المصرية في اتجاه الشرق، مضيفاً أن المبنى تم تحصينه في مرحلة لاحقة بسور محيط له بوابة رئيسية تقع تجاه الشرق.

الجدير بالذكر أنه خلال عصر الانتقال الثالث؛ بدايةً من الأسرة 21 حتى الأسرة 25، استُخدم هذا المكان ككل (حبوة 2) جبانةً، حيث تم الكشف عن مجموعة مختلفة الأشكال من الأمفورات محلية الصنع في تسلسل طبقي مختلف، استُخدمت لدفن الأطفال وتؤرَّخ بدايةً من عصر الأسرة 21 حتى الأسرة 25 تقريباً.

قطعة مكتشفة في منطقة تل حبوة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ونجحت البعثة خلال مواسم الحفائر السابقة في الموقع في الكشف عن دفنات داخل مقابر شُيِّدت من بقايا أكتاف أبواب وكتل حجرية منقوشة بمناظر وخراطيش ملكية من عصر الدولة الحديثة وتم تأريخ تلك المقابر والدفنات بعصر الأسرة السادسة والعشرين ولكن بعد أعمال الموسم الحالي اتضح أن جميع الدفنات المكتشَفة خلال الموسم الحالي والمواسم السابقة تؤرَّخ بعصر الانتقال الثالث.

كما كُشف عن عدد من المباني المهمة في ثلاث طبقات متعاقبة تؤرّخ جميعها بعصر الأسرة السادسة والعشرين، وودائع أساس تخص أحد تلك المباني (آخر الطبقات الأثرية بالموقع) وتشمل نموذجاً صغير الحجم للوحة من الفاينس تحمل اسم الملك أحمس الثاني الذي كان يُعرف باسم أمازيس، وهو من ملوك نهاية الأسرة الـ26.


«مندوب الليل» يخطف الأنظار في السويد

لقطة من عرض الفيلم السعودي بالسويد (إدارة المهرجان)
لقطة من عرض الفيلم السعودي بالسويد (إدارة المهرجان)
TT

«مندوب الليل» يخطف الأنظار في السويد

لقطة من عرض الفيلم السعودي بالسويد (إدارة المهرجان)
لقطة من عرض الفيلم السعودي بالسويد (إدارة المهرجان)

خطف الفيلم السعودي «مندوب الليل» الأنظار خلال عرضه ضمن فعاليات الليلة الثالثة لـ«مهرجان مالمو للسينما العربية» في دورته الـ14، حيث اكتظت قاعة عرض الفيلم في سينما بانورا بمدينة مالمو السويدية، بعدد كبير من الجماهير العربية والسويدية لمشاهدة الفيلم.

«مندوب الليل» أخرجه علي الكلثمي، وشارك في تأليفه مع محمد القرعاوي، ولعب بطولته كل من محمد الدوخي، ومحمد الطويان، ومحمد القرعاوي، وسارة طيبة، وهاجر الشمري، وهو من إنتاج شركة «تلفاز 11».

يتحدث المخرج محمد قبلاوي، المستشار الإداري والفني للمهرجان، عن كيفية اختيار «مندوب الليل» لعرضه ضمن أفلام المسابقة الرسمية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كانت سياسة المهرجان منذ انطلاقه في عام 2011 حتى الدورة الماضية عام 2023، تعتمد بشكل رئيسي على استقبال الأفلام والمشاريع من صُنّاعها عبر منصة المهرجان، وكان يصلنا عادة ما يقرب من 600 فيلم، ونختار من بينها الأفضل لعرضه، ولكن العام الحالي قررنا الانتقاء من خلال لجان المهرجان باختيار أفضل الأفلام العربية التي أنتجت خلال عامي 2023 و2024، وكان الفيلم السعودي (مندوب الليل) للمخرج علي الكلثمي واحداً من بين أهم 12 فيلماً عربياً عرضت خلال تلك الفترة، حيث استطاع أن يعرض في مهرجانات عالمية كبرى مثل (تورونتو) و(البحر الأحمر) السينمائي، حيث حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه».

وأضاف أن «مهرجان مالمو هو الوجهة الوحيدة لسكان دولتي السويد والدنمارك لمشاهدة الأفلام العربية، لذلك نحن نعرض عملاً قوياً وضخماً للجمهور العربي الموجود في تلك المنطقة، كما أنه يعد العرض الأول للفيلم في المنطقة».

«مندوب الليل» يخطف الأنظار خلال عرضه في السويد (إدارة المهرجان)

ويرى المخرج السعودي علي الكلثمي أن رحلة فيلمه ما زالت تحصد نجاحاتها عبر العالم، بعد أن شارك في عدد من المهرجانات العالمية الكبرى، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «فخور بما يحققه الفيلم، وقدرته على الوصول لعدد كبير من المهرجانات السينمائية الكبرى».

موضحاً: «بدأت رحلة فيلمي مع انتشار جائحة (كورونا) في العالم، حين انتشر مناديب الليل بكثرة، بسبب اعتماد أغلبية المنازل على جلب طلباتهم المنزلية من دون الخروج للشارع، ومن هنا ولدت الفكرة التي أحببت أن تكون في مدينتي الرياض، التي رغبت في أن أظهرها للناس أجمع».

لقطة من «مندوب الليل» (إدارة المهرجان)

وعن سبب اعتماده على فنان كوميدي مثل محمد الدوخي، قال: «دائماً ما أرى أن الفنان الكوميدي مظلوم، ولا يأخذ حقه كاملاً، لذلك كنت أرى في محمد الدوخي إمكانيات هائلة، وهو قادر على إبرازها في العمل، من بينها طموحه وذكاؤه وقدرته على انتقاء الأعمال التي تليق به، وأعتقد أنه كان جديراً بالاختيار وحقق نجاحاً كبيراً مع عرض الفيلم».

المخرج السعودي علي الكلثمي (حسابه على إكس)

وأشار الكلثمي إلى أنه أحب أن يُظهر مدينة الرياض الممطرة ضمن أحداث الفيلم: «رغبت في توثيق مدينتي الرياض وهي ممطرة طيلة الوقت».

يذكر أن هيئة الأفلام السعودية تشارك في «مهرجان مالمو للسينما العربية»، بـ3 أفلام سعودية، هي: «مندوب الليل»، و«سليق»، و«ترياق»، كما تنظم الهيئة على هامش المهرجان جولة لعرض 4 أفلام سعودية في 5 مدن مختلفة بالسويد، هي: «هجان»، و«حوجن»، و«أمس بعد بكره»، و«مندوب الليل»، بهدف الترويج للأفلام السعودية عالمياً ودعم صانعيها، إضافة لتسليط الضوء على قطاع صناعة الأفلام في المملكة وإبراز الجهود المحلية للجمهور السينمائي العربي والدولي.


ملك مصر السابق يقتفي أثر أسرته بالإسكندرية

في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)
في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)
TT

ملك مصر السابق يقتفي أثر أسرته بالإسكندرية

في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)
في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)

اقتفى الملك فؤاد الثاني، ملك مصر السابق، أثر أبيه وأجداده في مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، حيث زار خلال الساعات الماضية قصوراً ومناطق مرتبطة بتاريخ الأسرة العلوية في مصر بالمدينة الساحلية.

وزار فؤاد رفقة ابنه الأمير محمد علي، تماثيل أجداده؛ تمثال إسماعيل باشا الموجود بمحيط محطة مصر، وتمثال محمد علي باشا، الموجود في منطقة المنشية وسط الإسكندرية، كما زار الملك السابق الذي يحمل جواز سفر دبلوماسياً مدوناً به في خانة الوظيفة «ملك مصر السابق»، قصري المنتزه ورأس التين، ونشر صوراً له مع أسرته داخل القصرين، حيث علّق على صور قصر المنتزه، قائلاً: «العودة لزيارة القصر بعد 72 سنة»، في إشارة إلى عام 1952 الذي تم فيه خلع أبيه الملك فاروق عن عرش مصر.

الملك فؤاد الثاني أمام تمثال نصفي أثري بقصر «رأس التين» (حسابه على «فيسبوك»)

ووفق الدكتور محمود عباس، رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث ورئيس لجنة حصر مقتنيات قصور الرئاسة سابقاً، فإن «ملك مصر السابق الذي يقيم في أوروبا زار مصر عدة مرات خلال السنوات الماضية، وكان من بينها زيارته للقاهرة عام 2010، حيث زار قصر عابدين (وسط القاهرة) وتجول في أركانه كافة»، مضيفاً: «كنت أرافقه وقتها داخل القصر، ودخلنا في مناقشات عدة».

وأعرب ملك مصر السابق عن سعادته الكبيرة بزيارته الراهنة إلى مدينة الإسكندرية، مع عدد من مرافقيه من العاملين في مجال الآثار بالمدينة.

داخل قصر المنتزه (حسابه على «فيسبوك»)

ويعدّ عباس ترحيب المصريين بفؤاد «طبيعياً جداً»، خصوصاً بعد مرور سنوات طويلة على مغادرته مصر، ولتعبيره الدائم عن حبّه لمسقط رأسه واعتزازه بتاريخ مصر العريق.

ويلفت عباس إلى أنه التقى الملكة فريدة (الزوجة الأولى للملك فاروق) عام 1987، رفقة عالم الآثار الراحل محمود عبد الرازق، في صحراء الأهرامات، عندما كانت ترسم، وأكد أنها سعدت للغاية بحفل الغداء، الذي أعدّه عبد الرزاق، وباحتفاء العاملين بها.

صورة جماعية في قصر التين (حسابه على «فيسبوك»)

ويؤكد خبراء الآثار أن معظم القصور الرئاسية الموجودة حالياً تم إنشاؤها في عهد الخديو إسماعيل بن محمد علي باشا، ومن بينها قصر عابدين الذي يقع في وسط القاهرة، ويضم القصر 500 غرفة، ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، وقصر القبة الذي قام ببنائه الخديو إسماعيل، وتحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، وقصر الطاهرة، شرق القاهرة، وقصر رأس التين بالإسكندرية، الذي يعدّ واحداً من أجمل القصور الرئاسية، وأحد المعالم التاريخية الأثرية في الإسكندرية، وتعود أهميته التاريخية إلى أنه القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام بداية ونهاية حكم أسرة محمد علي لمصر.

ويقول عنه عباس إنه «شهد مغادرة الملك فاروق للبلاد»، مضيفاً: «حمل الملك فاروق معه في اليخت 21 حقيبة تحوي ملابسه ومقتنياته، بالإضافة إلى 22 صندوقاً خشبياً مغلقاً، لم يعرف أحد ما بداخلها».

مع نجله بقصر رأس التين (حسابه على «فيسبوك»)

ويعد قصر رأس التين من أقدم القصور التي أقيمت في مصر، ويطل على شاطئ البحر المتوسط، ويعدّ من أهم معالم الإسكندرية، وقد شيّده محمد علي باشا، واستعان بمهندسين أجانب في بنائه، وسمي بهذا الاسم لوجود أشجار التين في المنطقة، وكان مقراً صيفياً للأسرة الحاكمة.

أما قصر المنتزه، الذي بناه الخديو عباس حلمي الثاني عام 1892، فيتكون من مبنيين؛ الأول «الحرملك»، والثاني «السلاملك»، ويمكن لزوار الإسكندرية أن يسكنوا في جناح «مولانا» ذي الغرف الخمس، الذي يطلّ على حدائق المنتزه، وتتسع شرفته لأكثر من 100 شخص، أو جناح «صاحبة العصمة»، وبه 3 غرف، أو جناح «أفندينا»، ويستمتعوا بالنوم داخل غرف النوم الملكية.

وتجول فؤاد كذلك بكورنيش الإسكندرية، وزار مقهى «فاروق»، وأبدى إعجابه بركن «الملك فاروق» داخل المقهى الذي يضم صوراً للملك الراحل.

فؤاد ونجله أمام تمثال محمد علي باشا بالمنشية في الإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)

وأنجب الخديو إسماعيل عدداً من الأبناء، منهم الخديو توفيق الذي تولى الحكم بعد عزل أبيه عام 1879، والسلطان حسين كامل، الذي حكم بعد عزل الخديو عباس حلمي الثاني عام 1914 حتى 1917، والملك فؤاد الذي حكم بين عامي 1917 حتى وفاته عام 1936، وتلاه الملك فاروق.

وأحمد فؤاد الثاني هو الابن الوحيد للملك فاروق، وولد عام 1952، وهو العام نفسه الذي أنهت فيه ثورة 23 يوليو حكم والده، الذي تنازل عن العرش لابنه الرضيع، قبل أن يغادر الملك السابق والملك الصبي مصر إلى إيطاليا.


«منتدى العمرة والزيارة»... ضيوف الرحمن أمام تجربة لا تُنسى

خبراء ومتخصّصون شاركوا في المنتدى من داخل السعودية وخارجها (واس)
خبراء ومتخصّصون شاركوا في المنتدى من داخل السعودية وخارجها (واس)
TT

«منتدى العمرة والزيارة»... ضيوف الرحمن أمام تجربة لا تُنسى

خبراء ومتخصّصون شاركوا في المنتدى من داخل السعودية وخارجها (واس)
خبراء ومتخصّصون شاركوا في المنتدى من داخل السعودية وخارجها (واس)

في وقت سخَّرت فيه السعودية جميع إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى الراحة لأدائهم النسك بسهولة، عبر منظومة خدمات متكاملة؛ واصلت مساعيها في كل ما من شأنه إثراء هذه التجربة الإيمانية... من الاستقبال إلى الوداع.

وشهد «منتدى العمرة والزيارة» الذي نظّمته وزارة الحج والعمرة، على مدار 3 أيام، حضوراً بارزاً وإقبالاً واسعاً من مختلف أنحاء العالم للتعرّف إلى الحلول المتكاملة والخدمات المُقدَّمة التي تثري التجربة الروحانية والثقافية لضيوف الرحمن؛ تزامناً مع تقديم منطقة الفعاليات المُصاحبة للمنتدى تجاربَ مميّزة، وخدمات مبتَكرة، ورحلة تفاعلية مشوِّقة للزوّار.

جانب من فعالية «هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية» ضمن المنتدى (واس)

حلول تقنية وإثرائية

وناقشت الجلسات الحوارية، وورش العمل، ولقاءات الطاولة المستديرة في «مركز الملك سلمان للمؤتمرات» بالمدينة المنورة (غرب السعودية)، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، كل ما يُسهم في تجويد مختلف الجوانب المتعلّقة برحلة ضيوف الرحمن؛ فتنوّعت أفكار الخبراء والمتخصّصين والمهتمّين من داخل المملكة وخارجها، للانتقال بتجربة العمرة والزيارة إلى آفاق جديدة، وسط مساعٍ لتوحيد الرؤى، وتعزيز الشراكات، وتكامل الحلول.

وتناول المنتدى جوانب عدّة، منها الحلول التقنية والفرص الممكنة لرفع كفاءة الجهات العاملة في القطاع لإدارة العمليات على مستوى التقنية المستخدمة وأتمتة التشغيل وأثرها في تحسين تجربة الزائر، إضافةً إلى التوعية بإجراءات إصدار التأشيرات، وكيفية التعامل مع منصة «نسك»، وآلية الاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي تقدّمها للشركات والوكالات.

المنتدى شهد إقبالاً كبيراً طوال الأيام الماضية (واس)

وتركّزت موضوعات الجلسات الحوارية على إثراء تجربة ضيوف الرحمن التاريخية والسياحية، وأهمية تنوُّع المنتجات لتناسب الزوّار من مختلف الجنسيات والدول، إضافةً إلى التوعية بالخدمات الأرضية المقدَّمة في المنافذ، والطرق المبتكرة والحلول الرقمية لتسهيل المعاملات المالية، ومناقشة الفرص التطويرية على مستوى خدمات الإسكان والضيافة.

كما ناقشت ورش العمل تطوير الخدمات المقدَّمة للحجاج والمعتمرين، وبحثت في دور الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة لخدمتهم، مُناقِشةً حقوقهم وواجباتهم.

حضور من مختلف أنحاء العالم قصَدَ المنتدى (واس)

محفظة مشاريع بـ26.6 مليون دولار

شهدت النسخة الأولى للمنتدى برعاية أمير منطقة المدينة المنورة سلمان بن سلطان، توقيع اتفاقية تأسيس محفظة مشاريع بمبلغ 26.6 مليون دولار (100 مليون ريال)؛ بين الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، والهيئة العامة للأوقاف، ومؤسّسة الأمير متعب بن عبد العزيز الأهلية، لدعم مجال السقيا في المسجد الحرام والمسجد النبوي وتطويره، بحضور أمير المنطقة، ووزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة.

تأتي الاتفاقية في إطار جهود تطوير البنى التحتية وتحسين الخدمات المقدَّمة للحجاج والزوّار، وتُجسّد التزام الجهات المعنيّة بتعزيز تجربتهم من المملكة.

المنتدى أتاح الفرص الواعدة (واس)

مبادرات وفرص

وأيضاً، أعلنت وزارة الحج والعمرة عن نتائج «مسابقة الذكاء الاصطناعي» الهادفة إلى تمكين روّاد الأعمال لتصميم حلول تطويرية، وتقديم منتجات تعتمد على هذا الذكاء في قطاع العمرة والخدمات المساندة له. كذلك أُعلن الفائزون بـ«جائزة لبيتم» ضمن شركات ومؤسّسات العمرة الوطنية، ووكالات العمرة الخارجية، بهدف تعزيز روح التنافس الإيجابي بين مقدّمي الخدمات، ورفع جودتها.

جلسات المنتدى ناقشت واقع جميع الخدمات (واس)

ومثَّل «هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية» المُقام بالشراكة مع جامعة أم القرى ضمن فعاليات المنتدى، منصةً لاستقبال الأفكار والمبادرات لإثراء تجربة المعتمرين والزوّار، والاستفادة من القدرات الشبابية والإبداعية في تعزيز البُعد المعرفي للرحلة الإيمانية، وإبراز جهود لتعزيز دور الوجهات التراثية والثقافية المرتبطة بالسيرة النبوية، في إثراء رحلة ضيوف الرحمن.

جانب من فعالية «هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية» (واس)

وقدَّم المنتدى أيضاً فرصاً واعدة ومشاريع ريادية عدّة لدعم روّاد الأعمال والشركات الناشئة، للتعلُّم وتبادل الأفكار لتطوير خدمات تُثري تجربة قاصدي الحرمين الشريفين. كما شهد إطلاق تحدّي الحلول المستدامة في نسخته الثانية للابتكار وتطوير الخدمات؛ تُقدّمها وزارة الحج والعمرة للشركات الناشئة وروّاد الأعمال للوقوف على حلول جديدة وتطبيقات مُبتكرة بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة واستثمار الأفكار العملية والعلمية.

إلى ذلك، تضمّن المنتدى 6 جلسات حوارية و24 ورشة عمل تُغطّي 6 محاور رئيسية، و18 محتوى فرعياً بمشاركة 29 متحدّثاً من خبراء ومتخصّصين، وعدد من الفعاليات والمسابقات التنافسية، إلى جانب مشاركة أكثر من 100 جناح للقطاعات والشركات تناولت الخدمات المرتبطة بالعمرة والزيارة.

جانب من جناح الهيئة العامة للأوقاف في المنتدى (واس)

حياكة الكسوة

وجذب زوّار المعرض المُصاحب للمنتدى، مشهد حياكة ونسج كسوة الكعبة المشرّفة في جناح الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين. لساعات، يرسم حرفيّون مهرة عبارات وآيات قرآنية على ألواح خشبية مخصَّصة لتثبيت القماش الحريريّ، ودمج خيوط النسيج الفضّية وإحاطتها بخيوط مذهَّبة نُقشت بخطّ الثلث، بحرفية عالية، تجسّد دقّة متناهية تمتاز بها أنامل أشخاص دأبوا على مزاولة هذه المهنة الفريدة بكفاءة وإخلاص.

مشهد حياكة كسوة الكعبة المشرّفة جذب زوّار المنتدى (واس)

في هذا السياق، قال عمار السندي، أحد الحرفيين العاملين على حياكة نسيج كسوة الكعبة في المعرض: «إنتاجها يمرّ بـ10 مراحل تتّسم بالإتقان وجودة رسم النسيج المذهَّب ودمجه».

وأوضح أنّ كسوة الكعبة تحتوي على 52 قطعة مذهَّبة تُنسج بواسطة 670 كيلوغراماً من الحرير الطبيعي، وتتزيّن بأكثر من 120 كيلوغراماً من الذهب، ونحو 100 كيلوغرام من الفضّة، مشيراً إلى أنّ إنتاجها يستغرق 10 أشهر، تُطرّز خلالها الكسوة بآيات قرآنية وزخارف إسلامية، ويُستبدل ثوب جديد بثوب الكعبة المشرّفة كل عام في اليوم الأول من شهر محرّم.

حوارات ونقاشات حول رحلة ضيوف الرحمن الإيمانية (واس)

«منتدى العمرة»

ختم «منتدى العمرة والزيارة» أعماله، الأربعاء، تحقيقاً لأهداف «رؤية السعودية 2030»، بتمكين أكبر عدد من ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بسهولة، لتصدُّر راحتهم اهتمام القيادة السعودية ورعايتها لتقديم كل ما من شأنه تيسير التجربة وإثرائها.

وكان وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق الربيعة قد أكد أنّ الحرم المكي الشريف هو «الوجهة الأكثر زيارة عالمياً، بينما المسجد النبوي هو ثاني أكثر وجهة يقصدها الزوّار من أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّ «ذلك يُشكل أكبر حشد بشريّ في مكان واحد، وهذه الحشود يديرها أبطال متميّزون».

إقبال كبير من الزوّار (واس)

يتيح برنامج خدمة ضيوف الرحمن لزوّار الحرمين الشريفين مرافق ذات جودة عالية، وبنية تحتية متقدّمة، وخدمات رقمية، تساعد على أن ينعم الجميع بتجربة إيمانية مميّزة لا تُنسى.

ولا ينحصر دور البرنامج في تطوير الخدمات المتعلّقة بالمناسك، بل يهدف إلى إثراء تجربة الضيوف عبر تأهيل أكثر من 40 موقعاً تاريخياً وأثرياً، وتطويرها، وإقامة متاحف ومعارض تفاعلية تحاكي أبرز الأحداث الإسلامية، مثل «مبادرة طريق الهجرة» التي يمكن للحاج والمعتمر التمتُّع بزيارتها ومشاهدتها.


السينما التونسية تترك بصمتها في «أسوان السينمائي»

ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)
ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)
TT

السينما التونسية تترك بصمتها في «أسوان السينمائي»

ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)
ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)

تركت السينما التونسية بصمة في الدورة الثامنة لمهرجان «أسوان لأفلام المرأة»، ليس فقط بوصفها ضيف شرف الدورة، بل لأن فيلم «بنات ألفة» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، حصد 3 جوائز، منها اثنتان في مسابقة الأفلام الطويلة، وهما جائزتا أفضل فيلم وأفضل سيناريو، والثالثة تقاسمها مع الفيلم الوثائقي المصري «رسائل الشيخ دراز»، وهي جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل فيلم. وتشكلت لجنة التحكيم من المخرجة هالة خليل، والمنتجة السعودية المصرية باهو بخش، والمنتجة الفلسطينية ليالي بدر.

الملصق الدعائي لـ«بنات ألفة» (إدارة المهرجان)

ويُعد «بنات أُلفة» (فيلم افتتاح المهرجان) إنتاجاً مشتركاً بين 4 دول؛ هي تونس والسعودية وألمانيا وفرنسا.

واختتم المهرجان دورته الثامنة من 20 إلى 25 أبريل (نيسان)، بإعلان جوائز مسابقاته ظهر الخميس وتوزيعها من دون إقامة حفل ختام كالمعتاد، وذلك توفيراً للنفقات واختصاراً ليوم من فعاليات المهرجان التي كثّف لأجلها جدول العروض والندوات على مدى أربعة أيام عقب حفل الافتتاح.

واختارت إدارة المهرجان تونس ضيفة شرف الدورة الثامنة، تقديراً للنجاحات الكبيرة التي حققتها السينما التونسية في الفترة الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلّق بالأفلام التي تناقش قضايا المرأة، وبروز أسماء كثيرة ومهمة لمبدعات تونسيات نجحن في عرض أفلامهن في كثير من المهرجانات الكبرى وتوجن بجوائز مهمة.

وتابع جمهور أسوان «كواليس»، فيلم من إنتاج تونسي مغربي، ومن بطولة عفاف بن محمود وصالح بكري، وإخراج التونسية عفاف بن محمود والمغربي خليل بنكيران.

وخصّص مهرجان أسوان ضمن برمجته ندوة تهتم بسينما المرأة في تونس، بمشاركة ناقدات وأكاديميات ومخرجات تونسيات، إضافة إلى برنامج خاص للأفلام التونسية القصيرة يضمّ مجموعة من أحدث ما أنتجته السينما التونسية.

وفاز بجائزة أفضل إخراج في مسابقة الأفلام الطويلة سارة سوما عن الفيلم الألماني «أرتور وديانا»، وذهبت جائزة أفضل تمثيل لبيانكا ديلبرافو، وديلفين أسعد، وسافيرا موسبرغ بطلات فيلم «الجنة تحترق» وهو إنتاج مشترك بين كل من السويد والدنمارك وإيطاليا وفنلندا.

إحدى الفائزات بمسابقة «أفلام ذات أثر» بين رئيس ومدير المهرجان (إدارة المهرجان)

وإلى جانب فوزه بجائزة «أفضل فيلم أورورمتوسطي» فقد منحت لجنة التحكيم برئاسة المونتيرة التونسية كاهنة عطية، الفيلم الوثائقي المصري «رسائل الشيخ دراز» للمخرجة ماغي مرجان، جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وشهدت الدورة الحالية من المهرجان حضوراً لافتاً من جمهور أسوان، لا سيما من الشباب الذين شاركوا في أفلامهم ضمن برنامج الورش وخصص لهم المهرجان مسابقة لأفلامهم التجريبية القصيرة شارك بها 11 فيلماً، كما خصص لجنة تحكيم مستقلة ضمت الفنانة السودانية إيمان يوسف، والمصرية راندا البحيري، والفنان التشكيلي العراقي عماد منصور.

وقالت إيمان يوسف بطلة فيلم «وداعاً جوليا»، إن «مهرجان أسوان» من المهرجانات التي تهتم بقصص تخصّ المرأة وتنمية السينما في المجتمع الأسواني، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» استفادتها من تجربة التحكيم، مشيرة إلى أن اللجنة واجهت صعوبة في اختيار الأفلام الفائزة لوجود أفكار جيدة لا بدّ من تشجيعها ودعمها، قائلة إن أغلب الأفلام التي شهدناها تستحق الفوز، لافتة إلى أن التحكيم تم بسلاسة وباتفاق أعضاء اللجنة.

ومنحت اللجنة 3 جوائز، الأولى لفيلم «بعث»، والثانية لفيلم «العجلة»، والثالثة لـ«تعيش أنت».

المخرجة المصرية ماغي مرجان تتسلم إحدى جوائز فيلمها «رسائل الشيخ دراز» (إدارة المهرجان)

وكانت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج قد أهدت المهرجان «استوديو للتصوير»، وأشاد كريستيان برغر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر بصُنّاع الأفلام الذين يعملون على دعم القضايا الاجتماعية في الأفلام، مؤكداً أن «السينما يمكن أن تقدم رسائل مهمة عن المرأة وقضاياها ودورها في المجتمع».

وتضمنت فعاليات المهرجان افتتاح «أرشيف سينما الجنوب» لحفظ أفلام الشباب الأسواني التي بلغ عددها 50 فيلماً، وعدها سيد عبد الخالق مدير برنامج الورش «خطوة فارقة في هذه الدورة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن الأرشيف سيحفظ الأفلام التي تعكس رؤى صُنّاعها من الشباب الأسواني تجاه المجتمع في صعيد مصر، وأنها ستحفظ حقوقهم الأدبية حيث سيعمل المهرجان على إقامة منصة لعرض هذه الأفلام.

وفي مسابقة الأفلام المصرية منحت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وعضوية الفنانة رانيا يوسف، والناقد المغربي محمد أشويكة، جائزة أفضل فيلم لـ«رحلة 404» من بطولة منى زكي وإخراج هاني خليفة، وفاز فيلم «مقسوم» لليلى علوي جائزة أفضل فيلم مصري يساهم في ترويج السياحة التي تمولها هيئة تنشيط السياحة.

المؤلف هيثم دبور يتسلم جائزة فيلم «مقسوم» (إدارة المهرجان)

وفاز الفيلم اللبناني «بتتذكري» للمخرجة داليا نمليش بجائزة أفضل إخراج في مسابقة الأفلام القصيرة، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإسباني كولورادو، وفاز بجائزة أفضل فيلم «مبعوثة الإله» وهو إنتاج مشترك بين النيجر وبوركينافاسو ورواندا.

وعدّ الكاتب الصحافي حسن أبو العلا، مدير مهرجان أسوان، أن افتتاح استوديو سينما أسوان الذي تم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي من «أهم إنجازات هذه الدورة»، مؤكداً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «وجوده أتاح إمكانية تصوير مشروعات الأفلام طوال العام بعدما كنا نقوم بتأجير معدات مع كل فيلم نصوره وهو ما يعد انتصاراً كبيراً».

وأشار إلى أن «مشروع أرشيف حفظ أفلام الشباب الأسواني سيتيح لهم منصة تمكنهم من مشاهدة أفلامهم في أي وقت».

وكان المهرجان قد أقيم بمشاركة 76 فيلماً من 35 دولة، وشهد حفل الافتتاح تكريم النجمتين هند صبري وغادة عادل والمخرجة هالة خليل والدكتورة منى الصبان، أستاذة المونتاج في معهد السينما ورئيسة المدرسة العربية للسينما والتلفزيون، كما شهد تكريم المنتجة التونسية كاهنة عطية، وسفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر.


دراسة تحذّر... تغيُّر المناخ يُسهّل انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية

ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)
ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)
TT

دراسة تحذّر... تغيُّر المناخ يُسهّل انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية

ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)
ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)

حذّرت دراسة أُجريت في جنوب أفريقيا من أنّ تغيُّر المناخ يسهّل حركة البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية، وانتشارها.

وأوضح الباحثون أنّ مخاطر البكتيريا المقاوِمة للعقاقير تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وانبعاثات الغازات الدفيئة، وارتفاع مستويات سطح البحر؛ وستُعرض النتائج أمام مؤتمر «ESCMID Global» لعلوم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية الذي يُعقد في مدريد من 27 إلى 30 أبريل (نيسان) الحالي.

وتُصنف منظمة الصحة العالمية مقاوَمة المضادات الحيوية بوصفها أحد أكبر التهديدات للصحة العامة. وقد وصلت مقاوَمة العقاقير لمستويات خطيرة على مستوى العالم، إذ تودي العدوى المقاوِمة للأدوية بحياة أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً، ومن المتوقَّع ارتفاع هذا العدد إلى 10 ملايين في حلول 2050، إذا لم تُتَخذ إجراءات فورية.

ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغيُّر المناخ، من المتوقَّع تكاثُر معدلات الإصابة البكتيرية وانتشار الأمراض إلى مناطق جديدة من العالم.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة «كوازولو - ناتال» في جنوب أفريقيا، الدكتورة صبيحة إسحاق، إنّ تغيُّر المناخ يرفع خطر مقاومة مضادات الميكروبات بتغيير الظروف البيئية التي تعيش فيها الميكروبات.

وأوضحت عبر موقع «يوريك أليرت»، أنّ هذا التغيُّر يؤثّر في السلامة البيئية للأنظمة الحيّة، مما يمكِّن مسببات الأمراض من مفاقمتها، مما يؤثّر في أنظمة المياه، والحيوانات، والمحاصيل المنتِجة للغذاء؛ ويهدد الإمدادات الغذائية العالمية.

وأكدت أنّ درجة الحرارة التي تُعدّ حاسمةً لكل أشكال الحياة، تؤدي دوراً مهماً في العمليات البكتيرية والالتهابات، لذلك يُعزّز ارتفاعها في شبكات المياه قدرة بكتيريا مثل العطيفة والسالمونيلا والضمة على البقاء حيّة، فتُسبّب أمراضاً تنتقل عبر الماء والغذاء.

كما تكتسب فطريات مثل «فطر الكانديدا أوريس» القدرة على تحمُّل الحرارة والملوحة في النظم البيئية الرطبة.

إلى ذلك، تنمو الإشريكية القولونية وبعض مسبّبات الأمراض مثل المكورات المعوية بشكل مثالي في حرارة تتراوح بين 32 إلى 36 درجة مئوية، ما يعزّز قدرتها على «الإفلات» من فاعلية المضادات الحيوية. وأشارت إسحاق إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة وتفشّي الأمراض المُعدية سيُفاقمان استخدام المضادّات الحيوية، ويسهّلان تطوُّر مقاومة الميكروبات لها.

لمواجهة هذا التهديد، أكّدت ضرورة وجود قيادة سياسية والتزام قاطع بإطارات السياسات والحوكمة القوية على المستويين العالمي والمحلّي، بالإضافة إلى تقديم حلول مبتكرة قائمة على الأدلّة لتكييف التدخلات وفق سياقات كل دولة، وتعزيز التعاون المتبادل بين المبادرات المتعلّقة بتغيُّر المناخ ومقاومة مضادّات الميكروبات.


أقل من 60 شركة مسؤولة عن نصف التلوث البلاستيكي في العالم

أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)
أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)
TT

أقل من 60 شركة مسؤولة عن نصف التلوث البلاستيكي في العالم

أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)
أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي بالعالم (أ.ب)

أكدت دراسة جديدة أن أقل من 60 شركة متعددة الجنسيات مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث البلاستيكي في العالم.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد خلص الباحثون إلى أنه مقابل كل نسبة زيادة في إنتاج البلاستيك، هناك زيادة مماثلة في التلوث البلاستيكي في البيئة.

وقام فريق دولي من المتطوعين بجمع ومسح أكثر من مليون و800 ألف قطعة من النفايات البلاستيكية في 84 دولة على مدار 5 سنوات.

وكان الجزء الأكبر من هذه النفايات التي تم جمعها عبارة عن عبوات تُستخدَم مرة واحدة لتغليف الأغذية والمشروبات ومنتجات التبغ.

وكان نصف النفايات البلاستيكية تابعاً لـ56 شركة متعددة الجنسيات، متخصصة في السلع الاستهلاكية.

وكانت شركتا «ألتريا» و«فيليب موريس إنترناشيونال» لإنتاج التبغ والسجائر مسؤولتين عن 2 في المائة من هذه النفايات البلاستيكية، في حين أنتجت شركتا «دانون» و«نستله» 3 في المائة منها، وكانت شركة «بيبسيكو» مسؤولة عن 5 في المائة من النفايات، مقابل 11 في المائة لـ«كوكا كولا».

وتعليقاً على ذلك، قالت شركة «كوكا كولا» لـ«الغارديان»: «نحن نتعهد بجعل 100 في المائة من عبواتنا قابلة لإعادة التدوير عالمياً بحلول عام 2025، وباستخدام ما لا يقل عن 50 في المائة من المواد المعاد تدويرها في التغليف بحلول عام 2030».

ومن جهتها، قالت «نستله» إنها خفضت من استخدام البلاستيك بنسبة 14.9 في المائة في السنوات الخمس الماضية.

ولفتت إلى أنها تدعم إنشاء لائحة عالمية ملزمة قانوناً بشأن التلوث البلاستيكي.

منشأة لإعادة تدوير البلاستيك في سريلانكا (أ.ف.ب)

ومع ذلك، في حين أن مجموعة من هذه الشركات اتخذت تدابير طوعية لتقليل التلوث البلاستيكي، فإن الخبراء الذين يقفون وراء الدراسة يقولون إن هذه التدابير لا تعمل.

ولفتوا إلى أن إنتاج البلاستيك تَضاعفَ منذ بداية عام 2000، وأن 9 في المائة فقط منه يخضع لإعادة تدويره.

وقال مؤلف الدراسة، ماركوس إريكسن، خبير التلوث البلاستيكي من معهد «5 غيريس» في لوس أنجليس: «إن الشركات والعلامات التجارية تحب دائماً أن تضع مسؤولية مثل هذه الأشياء على عاتق الفرد».

وأضاف: «لكننا نود أن نشير إلى أن العلامات التجارية هي التي تختار أنواع التغليف التي تستخدمها في منتجاتها المختلفة، وهو ما ينتج عنه تلوث بلاستيكي واسع».

ومن جهتها، قالت كاثي ويليس، عالمة البيئة من «منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية» في أستراليا، التي شاركت أيضاً في الدراسة، إن تحليلهم الإحصائي أظهر أن كل زيادة بنسبة 1 في المائة في إنتاج البلاستيك كانت مرتبطة بشكل مباشر بنحو زيادة بنسبة 1 في المائة في التلوث البلاستيكي.

وأضافت: «في الواقع، عندما رأيت هذه الزيادة بنسبة 1 إلى 1، شعرت بالذهول».

وأكدت الحاجة الملحة لوضع حد أقصى لكمية البلاستيك التي تنتجها الشركات.


«كاوست» و«نيوم» تكشفان عن أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم

تعد المبادرة الأكبر من نوعها لإعادة إحياء الشعاب المرجانية وترميمها في العالم وتمثل إضافة قيمة للجهود الدولية (واس)
تعد المبادرة الأكبر من نوعها لإعادة إحياء الشعاب المرجانية وترميمها في العالم وتمثل إضافة قيمة للجهود الدولية (واس)
TT

«كاوست» و«نيوم» تكشفان عن أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم

تعد المبادرة الأكبر من نوعها لإعادة إحياء الشعاب المرجانية وترميمها في العالم وتمثل إضافة قيمة للجهود الدولية (واس)
تعد المبادرة الأكبر من نوعها لإعادة إحياء الشعاب المرجانية وترميمها في العالم وتمثل إضافة قيمة للجهود الدولية (واس)

أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست»، بالتعاون مع «نيوم»، مبادرة بحثية علمية فريدة من نوعها لإحياء الشعاب المرجانية في المملكة؛ تحت مسمى «مبادرة كاوست لإحياء الشعاب المرجانية KCRI»؛ والتي تعد الأكبر من نوعها لإعادة إحياء الشعاب المرجانية وترميمها في العالم، وتمثل إضافة قيمة للجهود الدولية بهذا الصدد.

ويعكس تعاون الجامعة مع «نيوم» في هذا المشروع الواعد التزامهما المشترك بحماية البيئة والحفاظ على مواردها الثمينة؛ فيما سيتم تمويل المبادرة بالكامل من «كاوست»؛ الجامعة البحثية السعودية المتخصصة ذات المستوى العالمي، التي تحتل المرتبة الأولى بين الجامعات العربية في أحدث تصنيف للجامعات العالمية لمجلة «التايمز» للتعليم العالي.

وتشتمل هذه المبادرة على منشأة لتربية الشعاب المرجانية تم بناؤها حالياً على ساحل «نيوم» في شمال غربي المملكة، والتي ستسهم في إحداث تحول نوعي في جهود إحياء الشعاب المرجانية من خلال قدرتها الإنتاجية التي تصل إلى 40 ألف شتلة مرجان سنوياً؛ وبوصفها منشأة تجريبية رائدة، فسيستفيد الباحثون منها في تصاميم مبادرات واسعة النطاق لإحياء الشعاب المرجانية في المستقبل.

ستقوم المبادرة التي تقع ضمن موقع مساحته 100 هكتار بنشر مليوني قطعة مرجانية (واس)

كما تعد هذا المنشأة اللبنة الأولى لمشروع أكثر طموحاً: وهو بناء أكبر حضّانة مرجانية برية في العالم، وتتمتع بأحدث التقنيات المتوافرة لإحياء الشعاب المرجانية، وبقدرة إنتاجية أكبر بعشرة أضعاف القدرة الحالية؛ ومن المتوقع مع تسارع أعمال البناء أن يُنجز المشروع بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2025.

وستقوم المبادرة، التي تقع ضمن موقع مساحته 100 هكتار، بنشر مليوني قطعة مرجانية؛ ما يمثل خطوة مهمة في جهود الحفاظ على البيئة؛ فيما تتوافق في هذا السياق مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية في البحر الأحمر مع الاستراتيجية الشاملة للجامعة وجهودها في تحفيز النتائج المجتمعية والعالمية الإيجابية، وإلى جانب دورها في الحفاظ على البيئة وحمايتها، تقدم المبادرة أيضاً فوائد تعليمية كبيرة، مما يعزز توافقها مع الأهداف الاستراتيجية الأوسع في رؤية السعودية 2030.

وأوضح رئيس «كاوست» البروفسور توني تشان، أن الأحداث البيئية الأخيرة تشكل تذكيراً صارخاً بالأزمة العالمية التي تواجهها الشعاب المرجانية؛ الأمر الذي يحتم إيجاد مسار لترقية جهود الترميم الحالية، وتطويرها إلى عمليات واسعة النطاق لعكس المعدل الحالي لتدهور الشعاب المرجانية؛ وهو ما تسعى الجامعة لتحقيقه مدعومة باستراتيجيتها الجديدة، وبالخبرات العالمية الرائدة لأعضاء هيئة تدريسها.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لـ«نيوم» المهندس نظمي النصر: «يعكس هذا المشروع البيئي النوعي اهتمام (نيوم) المستمر بتعزيز مبادئ الاستدامة، وابتكار حلول للتحديات التي تواجه البيئة والعالم، وانطلاقاً من موقعنا كرواد للتنمية المستدامة، سنعمل مع جامعة (كاوست) على هذا المشروع لإحياء المواقع الحيوية للشعب المرجانية، بصفتها واحدة من أهم النظم البحرية البيئية، إلى جانب تسليط الضوء على أهميتها، وقيمتها العلمية بما يضمن المحافظة عليها للأجيال القادمة».

يشار إلى أن الشعاب المرجانية تُعتبر موطناً لـنحو 25 في المائة من الكائنات البحرية المعروفة، ورغم أنها تغطي أقل من 1 في المائة من قاع البحر، فإنها تشكل منظومة حاضنة للعديد من الكائنات البحرية. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل العلماء يشعرون بالقلق الشديد إزاء العوامل التي تهدد حياة الشعاب المرجانية، ولا سيما ظاهرة ارتفاع معدل الابيضاض الجماعي لها، حيث يُقدِر الخبراء أن نحو 90 في المائة من الشعاب المرجانية العالمية سوف تتعرض لإجهاد حراري شديد بصورة سنوية بحلول عام 2050.

ومع تزايد وتيرة هذه الظاهرة، فإن الحلول اللازمة لإحياء المرجان وترميمه ستكون حاسمة لضمان صحة المحيطات؛ حيث تستفيد هذه المبادرة الاستثنائية التي أطلقتها «كاوست»، وتماشياً مع رؤية السعودية 2030 وجهودها لتعزيز الحفاظ على البيئة البحرية؛ من الأبحاث الرائدة عالمياً في مجال النظم البيئية البحرية؛ حيث تشكل المبادرة منصة متميزة لتجربة طرق وآليات إحياء المرجان التي يتم ابتكارها في «كاوست».


كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

المصوّر السوري أحمد الحرك مع تيم حسن (حسابه الشخصي)
المصوّر السوري أحمد الحرك مع تيم حسن (حسابه الشخصي)
TT

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

المصوّر السوري أحمد الحرك مع تيم حسن (حسابه الشخصي)
المصوّر السوري أحمد الحرك مع تيم حسن (حسابه الشخصي)

الشاب السوري أحمد الحرك، مُوثِّق رحلة ولادة مسلسلات، وصيّاد مجريات الكواليس، بدأ مشواره من الدهشة. لفتته النباتات والألوان وورود الشوارع. وشدّته التفاصيل نحو المهنة. يحمل كاميرته ليرى ما لا يراه سواه، ويصوِّر المشهد بمخيّلته قبل الضغط على الزرّ.

يرى أحمد الحرك نفسه أباً للكاميرا (حسابه الشخصي)

سبقت الاحتراف سنواتٌ أمضاها يُصوّر أقرباء وروائع الطبيعة. اليوم، هو مصوِّر درامي ويصحّ فيه أيضاً وصفُ مصوِّر مشاهير. يقول إنّ الألقاب يُطلقها آخرون لإنصاف عمله، ويروي لـ«الشرق الأوسط» قصة وصوله الصعب.

الكاميرا جدوى حياته. يراها «حلماً يواسيني دائماً. والسند والطريق والهدف». إنها حبل يوصله إلى أماكن أعلى، ويرفعه إلى الطبقات الثانية للأشياء. وفي لحظة انخطاف، يخالها طفله: «أنا الأب وهي المولودة مني». بها يُوقف الزمن ويخلِّد الذكرى الحلوة. يستوقفه تعليق يقول: «أوف! كنتُ صغيراً هنا»، أو «انظروا إلى هذا البيت كيف كان في الماضي». تحدُث الدهشة أمام الصورة مؤكدةً عظمتها.

يصوّر الملامح حين تختزل جوانب الحياة (أحمد الحرك)

أي فارق لدى المصوِّر إن التقط وجوهاً معروفة أو مجهولة؟ وإن صوَّر جماليات الطبيعة أو زوايا الحياة؟ يردّ أنّ التصوير عموماً مسألة واحدة لكونه «يأكل من أعصابي ويلتهمني». ثم يبدأ بإبراز الاختلاف: «للمشاهير أمزجة وخصوصية ولحظة مناسبة. في (اللوكيشن) أبحث عن تصوير تيم حسن مثلاً، إلى جانب تصوير عامل (البوفيه). طوال 15 عاماً، استطعتُ استيعاب النجم. أعلم متى يبدو منهمكاً ومتى أستطيع الاقتراب منه. لا يمكن اقتحامه في أي وقت بذريعة رغبتي في تصويره. ولا يمكن طلب إعادة الصورة بشكل مزعج. إنها مسألة اقتناص اللحظة الواقعة بين مراجعته النصّ، وتبديله ملابسه، وانتهاء عملية المكياج، وتحلّيه بمزاج معتدل».

يتحفّظ على تعريف الأقل شهرة بالناس «العاديين»، قبل التأكيد أنّ التعامل معهم «أسهل». فبعضٌ يأتيه مستعداً للتصوير، مع فارق أنّ خبرة الممثل تجعله معتاداً على الكاميرا، فلا يتطلّب الأمر تعدُّد المحاولات لالتقاط «الإحساس الصح». يشرح أحمد الحرك: «كثيرون ممَن لم يعتادوا الضوء، يقفون أمامي بخجل. عليَّ إحاطتهم بالراحة لتنجح الصورة. المشهور يألف الأضواء، وقلّما يخجل أمامها. هذا الجانب يُسهِّل تصوير النجوم. لكنّ المزاجية والخصوصية تترصّدان لتُحوّلا السهل إلى صعب؛ على عكس تصوير الناس الذي يُصعّبه الخجل ويُسهّله غياب حسابات أخرى».

ويكنُّ للطبيعة نظرة مغايرة، نافياً فَضْل المُصوِّر عليها، فهو ليس سوى ناقل للروعة، لا صانعها: «الجميع يصوّر البحر والشمس، ولا احتراف في ذلك. بعض التفاصيل تُبيّن براعة، كأنْ يلتقط صخرة أو شجرة أو طريقاً لها شكل خاص، أو تركيبة مختلفة لسلسلة جبال. للمشهد الطبيعي ترتيبات قد تكون مُعذِّبة، كأن يسافر المصوِّر بحثاً عنها ويعاني للوصول إلى لقطة. عدا ذلك، الفضل للخالق مبدع المشهد. يصبح مبالغاً القول (ما شاء الله، يا لجمال هذه الصورة يا أحمد!). الأدقّ هو اختصار هذه كلّه بـ(سبحان الله)».

يصوِّر أحمد الحرك المشهد بمخيّلته قبل الضغط على زرّ الكاميرا (حسابه الشخصي)

وزوايا الحياة؟ بشرُها المساكين مثلاً؟ ويلات الأوطان؟ ردُّه أنه يهوى تصوير عروق الأيدي ولمعان العيون، ولا يناصر مصوِّري الويلات الإنسانية لشحذ الاستعطاف. يدرك أنّ البعض صادق، همُّه الرسالة والمساعدة، ويصوِّب سخطه على المُستغلّين لغاياتهم أو لكسب مادي: «لا يحقّ لي تصوير متسوّل لجعل الآخرين يشفقون عليه. مرارات الحرب ونتاج الأزمة ووجع الناس، في كل زاوية. نشرُ الانكسارات بهذا الشكل إهانة للمهنة. التصوير خطير، ونحن السوريين ندرك خطورته. يمكن التقاط صورة لإظهار صمود الشعب، بدل التقاطها لاستغلال المأساة وتمجيد العتمة. هذا يزعجني وأتمنّى محاربته. على الصورة أن تحفّز وتقدّم مساعدة حقيقية».

برز اسم أحمد الحرك بالتقاط كواليس مسلسل «تاج» ووجوهه، بعد مسلسلات «الزند»، و«وردة شامية»، و«خاتون»، و«على صفيح ساخن»، وغيرها في أعوام ماضية. صوَّر أيضاً مسرحيات وأفلاماً؛ ومن بين الوجوه، تستوقفه ملامح الممثل السوري غسان مسعود، وبروفايل سلوم حداد؛ ليبرز اسم شكران مرتجى بين النساء، ويبقى تصوير كريستيانو رونالدو أمنية يأمل أن تحقّق.

تستوقف ملامح الممثل السوري غسان مسعود كاميرته (أحمد الحرك)

يذكُر إحباطاً سبق بناء الثقة، حين لم يلقَ التجاوب طوال الوقت، واضطر أحياناً للمسايرة والعمل بلا أجر: «إنني مُخلص لهذا الحلم، والوصول كلَّف سكوتاً وتحمُّلاً وتعباً، حتى بنيتُ اسماً يخوّلني فرض شروطي. يكفيني أنني لم أستخدم الكاميرا لغايات ملتوية».

طفل طلب منه تصويره ولم يجده ثانيةً ليعطيه الصورة (أحمد الحرك)

لا ينسى مرات سأله فيها المشهور التأكُّد من الصورة قبل نشرها. مرات، قوبل بالشك وسوء الظنّ. هذه المعاناة صنعته. اليوم يتجنّب لحظةً أو حركة أو إيماء قد تُورّط المشهور عبر مواقع التواصل. يحسب الحسابات، ويستبق الصدى. ولا ينشر صوراً قبل اتفاق الطرفين عليها. سنوات الماضي حملت ارتباكاً حين تردّدت مراراً هذه الجمل: «امسحها! إياك والنشر. عدِّل هنا. حسِّن هناك». اليوم، يرتاح. بات معروفاً بين الأسماء، ولكاميرته مكانتها في توثيق ما تصنعه عين المخرج، والإكسسوار، والديكور، والملابس، والإضاءة؛ بلقطات تتألّق.

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس «الصحّ»، منبّهاً الواقف أمام كاميرته إلى الملامح المطلوبة لتميُّز اللقطة. معادلته: الإحساس، والضوء، وشطارة المصوِّر، ونوع الكاميرا، والكادر. مُداراة الأمزجة قبل هذا كلّه.


نظام غذائي يجعلك أكثر ذكاء... تعرف عليه

النظام الغذائي الذي نتبعه يمكن أن يؤثر على أدمغتنا  (رويترز)
النظام الغذائي الذي نتبعه يمكن أن يؤثر على أدمغتنا (رويترز)
TT

نظام غذائي يجعلك أكثر ذكاء... تعرف عليه

النظام الغذائي الذي نتبعه يمكن أن يؤثر على أدمغتنا  (رويترز)
النظام الغذائي الذي نتبعه يمكن أن يؤثر على أدمغتنا (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن النظام الغذائي الذي نتبعه يمكن أن يؤثر على أدمغتنا وأن بعض الأطعمة قد تجعلنا أكثر ذكاء.

وفي الدراسة، تم تحليل الاختيارات الغذائية لأكثر من 181 ألف مشارك مسجل في قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة (بيوبانك)، ومراجعة التقييمات البدنية الخاصة بهم، بما في ذلك الوظائف المعرفية والإدراكية، ونتائج اختبارات الدم، وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، بحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

وتم تقسيم المشاركين إلى 4 مجموعات، أولئك الذين تناولوا وجبات خالية من النشويات أو منخفضة النشويات، والأشخاص النباتيون، وأولئك الذين يفضلون تناول وجبات عالية البروتين ومنخفضة الألياف، والأشخاص الذين تناولوا نظاماً غذائياً متوازناً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

ووفقاً للنتائج، فقد أظهر الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً متوازناً نتائج أفضل فيما يخص صحتهم العقلية وكانوا متفوقين في اختبارات الوظائف المعرفية مقارنة بالأشخاص في المجموعات الثلاث الأخرى.

وكتب الباحثون في دراستهم: «لقد امتلك متبعو النظام الغذائي المتوازن مستويات أعلى من المادة الرمادية في الدماغ، المرتبطة بالذكاء، مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية أقل تنوعاً».

ويتضمّن النظام الغذائي المتوازن، كمية متوازنة من الخضراوات والفواكه والحبوب والمكسرات والبذور والبقوليات ومنتجات الألبان والبيض والأسماك.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفسور جيانفينج فنغ، من جامعة وارويك ببريطانيا، إن الدراسة تسلط الضوء على كيفية تأثير تفضيلات الطعام ليس فقط على الصحة البدنية، ولكن أيضاً على صحة الدماغ.

وشدد على أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن منذ سن مبكرة.

وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة «نيتشر منتال هيلث»، إلى الحاجة إلى تعديلات تدريجية في النظام الغذائي، خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا تناول الأطعمة اللذيذة منخفضة الفوائد الغذائية.

ولفت فريق الدراسة إلى أنه من خلال تقليل تناول السكريات والدهون ببطء مع مرور الوقت، قد يجد الناس أنفسهم ينجذبون بشكل طبيعي نحو خيارات غذائية صحية.