«مايكروسوفت سورفايس ستوديو 2» كومبيوتر مكتبي متميز

يستهدف الفنانين والمبدعين

«مايكروسوفت سورفايس ستوديو 2» كومبيوتر مكتبي متميز
TT

«مايكروسوفت سورفايس ستوديو 2» كومبيوتر مكتبي متميز

«مايكروسوفت سورفايس ستوديو 2» كومبيوتر مكتبي متميز

لقد أصبحت من أشدّ معجبي كومبيوتر «مايكروسوفت سورفاس ستوديو 2»Microsoft Surface Studio 2. حتى أننّي وصلت إلى مرحلة الهوس به. كما أنني أشعر بقناعة تامّة بأنّ الكومبيوتر المنضدي السريع والقوي هذا يشكّل خياراً ممتازاً للشركات الناشئة، وخاصة تلك التي تحتاج إلى متابعة دائمة للأعمال، ولكن دون إجبار الجميع على استخدام اللابتوب.
جهاز «شامل»

سجّلت أجهزة الكومبيوتر المكتبية عودة ملحوظة في الفترة الأخيرة. لا شكّ أننا نرى الكثير من اللابتوبات ومن بينها جهاز «سورفايس» الآخر من مايكروسوفت، ولكنّنا أيضاً لاحظنا أنّ الشركات تبحث عن كومبيوترات فعّالة وثابتة تستقرّ على المكاتب وتشجّع الناس على العمل مع بعضهم وعلى عدم مغادرة المكتب بشكل متكرّر (عندما لا تكون إنتاجيتهم عالية).
في حال كنتم من هؤلاء، لدينا خبر جيّد لكم، وهو أنّ جهاز «سورفايس ستوديو 2» أسرع من النموذج السابق الذي اختبر العام الماضي، والذي قدّم أداء مميّزاً ومثيراً للإعجاب في ذلك الوقت. عادة، لا أُعجب كثيراً بالأجهزة والأدوات الإلكترونية، ربّما لأنّ المنتجات التي تصدر هذه الأيّام لا تحمل خصائص مذهلة مثل أول هاتف آيفون أو جهاز آيباد وبعض هواتف الأندرويد الحديثة. هذا فضلاً عن أنّ اللابتوب أصبح جهازاً شائعاً لا بدّ من امتلاكه.
ولكنّ الحال مختلف مع جهاز «سورفايس ستوديو 2» الذي خرج عن فئة الملل المسيطرة في هذه الأيام، حتّى أنّ كثيرين لاحظوا وجود هذه الآلة الشاملة على مكتبي وعدّة مرّات أسبوعياً.
إنّ أكثر ما أحببته في الجهاز الجديد هو شموليته. فقد استخدمته كلوح لرسم الأفكار، وتسجيل روتيني الأسبوعي، وتدوين الملاحظات على شاشته بواسطة القلم الرقمي وكأنني أستخدم ورقة وقلماً تقليديين. يتميّز الجهاز بشاشة كبيرة بحجم 28 بوصة تشعرون وكأنّها قابلة للتوسيع (مجازياً وعملياً). أعرف جيّداً أنّ هذا الجهاز يستهدف الفنّانين والمبتكرين، ولكنّه أيضاً سيليق دون شكّ بأي مفكّر حرّ.
حساسية القلم

لا يخفى على أحدّ أنّ «ستوديو 2» أسرع من سلفه الذي اختبرته مرّة في افتتاح إحدى المناسبات في لاس فيغاس. في ذلك الوقت، شعرت بالإعجاب ولا زلت، لا سيما أنّ الشاشة (4500×3000) حافظت على روعتها، مع تحسين سرعة سطح المكتب واستجابته بفضل معالج «إنتل كور آي 7» بتردّد 2.9 غيغاهيرتز وذاكرة وصول عشوائية بسعة 32 غيغابايت.
كما أنني لا زلت أحبّ استخدام لوحة أرقام «سورفايس دايل» رغم أنني أظنّ أنّها لا تزال تحتمل المزيد من التطوير. يتميّز الكومبيوتر المكتبي الجديد من مايكروسوفت بخصائص أخرى مثيرة للإعجاب.
ففي الاختبارات التي أجريتها عليه، شعرت أنّ القلم الرقمي أكثر استجابة مما كان عليه في جهاز «ستوديو» الأوّل عندما سجّلت الملاحظات. فقد كشف مسؤولون في مايكروسوفت أنّهم عملوا على زيادة حساسية ميزة اللمس (من خلال تحسينات في البرنامج). يمكن القول إنّ التصميم الخارجي لم يشهد أي تغيير، وإنّ العمل الحقيقي حصل داخل الآلة ومع سرعة المعالجة المحسنة بفضل رقاقة الإنتل الجديدة.
وأخيراً، حان دور السعر الذي يُقدّر بـ3500 دولار، والذي يعتبر باهظاً بالنسبة للجميع وخاصة الشركات الجديدة التي تحاول تجهيز موظفيها. ولكنّ لا بدّ من القول إنّ الجهاز فعّال جداً بسبب سرعته وشاشته التي تعمل كجهاز لوحي يتوافق مع قلم رقمي. لذا، في حال كنتم تسعون لشراء الأفضل والأكبر، لا تتردّدوا، لأنّ كومبيوتر «سورفاس ستوديو 2» هو دون شكّ حلم كلّ العاملين في عالم الأعمال.



هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»