السعودية: أسلحة الهجوم إيرانية ونتحقق من مصدره

كشفت المملكة العربية السعودية، أمس، أن الأسلحة التي استخدمت في الهجوم ضد منشأتيها النفطيتين في بقيق وخريص، السبت الماضي، إيرانية، وأنها تتحقق من مصدر الاعتداء.
وبينما جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تأكيد قدرة بلاده على حماية أراضيها، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن التهديدات الإيرانية ليست موجهة ضد المملكة فحسب، وإنما تأثيرها يصل إلى الشرق الأوسط والعالم.
وتلقى ولي العهد أمس اتصالاً هاتفياً، من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي جدد دعم بلاده الكامل للسعودية تجاه الاعتداءات الأخيرة في شرق المملكة، مشيراً إلى أن بلاده تدرس كل الخيارات المتاحة لمواجهة هذه الاعتداءات. وأكد إسبر على «تويتر»، أنه تحدث مع ولي العهد السعودي بشأن الهجوم، وقال «إننا نعمل مع شركائنا للدفاع عن قواعد النظام العالمي التي تحاول إيران تقويضها (...). نعمل مع شركائنا للتعامل مع هجوم أرامكو غير المسبوق».
كما تلقى ولي العهد السعودي اتصالاً من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي عبّر عن مساندة بلاده للمملكة ووقوفها الكامل معها بكل إمكاناتها، ودعمها في مواجهة هذه الأعمال التخريبية التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي، وأمن السعودية.
وشددت السعودية، في بيان صادر عن وزارتها للخارجية، على أن العمل جارٍ على التحقق من مصدر الهجمات ضد منشأتي «أرامكو». وأكد البيان إدانة المملكة «لهذا الاعتداء الجسيم الذي يهدد السلم والأمن الدوليين»، مشيراً إلى أن هدفه «موجه بالدرجة الأولى لإمدادات الطاقة العالمية، وهو امتداد للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو السعودية باستخدام أسلحة إيرانية». وأضاف البيان أن المملكة تعرب عن تقديرها لكل الأطراف الإقليمية والدولية التي عبرت عن شجبها لهذا الهجوم، وتدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إدانة من يقف وراء ذلك، والتصدي بوضوح لهذه الأعمال الهمجية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي. وتابع البيان أن السعودية ستقوم بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للمشاركة في التحقيقات.
كذلك، شدد المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، أمس على أن الهجوم «الجبان» استهدف إمدادات الطاقة العالمية والأمن الاقتصادي العالمي وليس السعودية فقط. وقال إن لدى التحالف «القدرة على حماية المناطق الحيوية البترولية والاقتصادية والمكتسبات الوطنية والمواطنين السعوديين والمقيمين».
بدوره، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس، بمساعدة حلفاء بلاده، بعد الاعتداء الذي استهدف السعودية، وحمّلت واشنطن مسؤوليته لطهران. وشكّك في مزاعم إيران بأنه لا علاقة لها بالهجوم، إذ كتب في تغريدة: «تذكروا عندما أسقطت إيران طائرة مسيرة قائلة إنها كانت في مجالها الجوي، بينما لم تكن في الحقيقة على مقربة منه‬ أبدا. تمسكوا بشدة بتلك القصة رغم علمهم بأنها كذبة كبيرة، والآن يقولون إنه لا علاقة لهم بالهجوم على السعودية... سنرى».
وقال ترمب إنه متفق مع وزير خارجيته مايك بومبيو على مسؤولية إيران عن الهجوم. وأكد «تصميمه على مساعدة الرياض»، متابعاً أن واشنطن تتطلع إلى «تحديد» الجاني «بشكل قاطع»، ولكنها «تعرفه إلى حد كبير بالفعل». وقال إنه لا يريد الحرب مع إيران، معتبراً أنه لم يتم استنفاد الطرق الدبلوماسية.
وتوالت الإدانات العربية والدولية للهجمات، فيما تحدثت عواصم غربية عن مساع لبلورة رد. وقالت لندن إنها «تعمل مع شركائها الدوليين لتحديد الرد الأوسع نطاقاً والأكثر فاعلية».
...المزيد